القضاء الفرنسي يعلق قرار منع ارتداء البوركيني ويعتبره انتهاكا خطيرا للحريات

  • 8/27/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

باريس – الوكالات: قرر القضاء الفرنسي أمس الجمعة تعليق قرار حظر «البوركيني» أو ما يعرف بلباس البحر الإسلامي المثير للجدل، معتبرا أن قرار المنع الذي اتخذه رئيس بلدية يشكل «انتهاكا خطرا للحريات» في غياب «مخاطر مثبتة» على النظام العام. وأكد مجلس الدولة الفرنسي أعلى هيئة قضائية في البلاد في قراره: «في غياب مثل هذه المخاطر فإن التأثر ومظاهر القلق الناجمة عن اعتداءات إرهابية، وخصوصا اعتداء نيس في 14 يوليو الماضي (86 قتيلا) لا تكفي لتبرير إجراء الحظر قانونيا» وهو الإجراء الذي اتخذته بلدة فيلنوف-لوبي (جنوب شرق). وأضاف المجلس: «إن القرار المثير للجدل شكل انتهاكا خطيرا وغير قانوني للحريات الأساسية المتمثلة في حرية التنقل وحرية الضمير والحرية الشخصية». وهذا القرار النهائي الصادر عن أعلى سلطة قضائية إدارية في فرنسا كان موضع ترحيب من قبل ممثلي المسلمين في فرنسا، وسيتوجب تطبيقه في كل أنحاء فرنسا بعد أن كانت 30 بلدية اتخذت قرارا بحظر البوركيني. وأثار النقاش حول منع هذا اللباس جدلا واسعا في فرنسا والخارج حيث كان قرار الحظر صادما. وذكر مجلس الدولة جميع رؤساء البلديات الذين استندوا إلى مبدأ العلمانية لاتخاذ قراراتهم، أن قرار منع ارتياد الشواطئ لا يمكن أن يصدر بناء على أي «اعتبارات أخرى» غير مبدأ الحفاظ على النظام العام مع ما يعنيه ذلك من «سلامة الوصول إلى الشاطئ وأمن السباحة إضافة إلى الصحة العامة والحشمة». وقال الأمين العام للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عبدالله زكري إن: «هذا القرار الحكيم سيتيح حلحلة الوضع الذي أثار استياء قويا لدى مواطنينا المسلمين وخصوصا النساء». واعتبر باتريس سبينوزي محامي هيئة حقوق الإنسان التي كانت لجأت إلى مجلس الدولة أن هذا القرار «سيشكل مرجعا للقضاء»، مضيفا: «نعم، هناك مساس غير متكافئ بحرية الديانات ولا سلطة لدى رئيس البلدية لتقييد هذه الحرية». وزاد في الطين بلة نشر صحيفة «نيويورك تايمز» على صفحتها الأولى صورا لامرأة محجبة لا ترتدي البوركيني على أحد شواطئ نيس محاطة بأربعة شرطيين بلديين ما أثار موجة من الاستنكار والقلق. وتحدثت الصحف الألمانية من جهتها عن «حرب دينية» واعتبر رئيس بلدية لندن صديق خان إنه: «لا يحق لأحد أن يملي على النساء ما يجب أن يرتدين... الأمر بهذه البساطة». وقبل عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية دخلت القوى الفرنسية في جدال واسع حول هذه المسالة. فاكد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي المرشح إلى الانتخابات التمهيدية الرئاسية اليمينية مجددا الخميس رفضه للبوركيني واعتبره «استفزازا»، واقترح أيضا منع الرموز الدينية في الشركات والإدارات والجامعات. وفي سياق ذلك طالب حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد بتوسيع نطاق منع الحجاب ليشمل كل ألاماكن العامة.

مشاركة :