«تشرفت بأن أكون أول مطربة مصرية تغني في هذا المكان العظيم بعد الست أم كلثوم». هكذا خاطبت شيرين عبدالوهاب، الجمهور الكثيف الذي احتشد في باحة معبد باخوس الأثري في مدينة بعلبك... ليحضر الحفل الذي أحيته ليل الجمعة، في الليلة قبل الأخيرة من مهرجانات بعلبك الدولية، 13 موسيقياً و4 كورال من الصبايا، مع خشبة فقيرة من أي ديكور بسيط في خلفية المشهد، وعدم وجود أي شاشة تقرّب الخشبة ونجمتها إلى الحضور، فيما انشغلت الغالبية بعدم انسجام فستانها الماكسي والمزركش بألوان نافرة مع المناسبة ومع حجم شيرين الصغير... لكن كل هذا لم يؤثر على الجوهر فالصوت جميل مطواع قوي معبر، وشيرين أسّست لصورة غنائية مناقضة لكل المشهد المصري الذي يعاني لأول مرة في تاريخ مصر الولاّدة، والتي أنجبت عظاماً طوال تاريخها في كل المجالات الفنية، من ندرة الأسماء الكبيرة عربياً. تسلطن جمهور «بعلبك» بالليلة الطربية بامتياز، وخصوصاً عندما غنّت شيرين «عوّدت عيني» لأم كلثوم، و«العيون السود» لوردة، «عيون القلب» لنجاة، و«ساعات ساعات» لصباح، و«بحبك يا لبنان» للسيدة فيروز، فقدّمتها جميعاً بإحساس خاص جداً وهو ما أثار الجمهور أكثر، في وقت دأبت فيه بين أغنية وأخرى على التحدث إلى الحضور بلهجة بدت مزيجاً من اللهجتين المصرية واللبنانية، فحيّت أكثر من مرة أهل بعلبك وأهل بيروت وأهل لبنان وخصّت الجيش اللبناني بتحية خاصة، وصارحت الجمهور بأنها لم تصدّق أن مهرجانات بعلبك العريقة وفي دورتها الستين قد طلبتها للغناء. وعلّقت قائلة: «أنا رديت عليهم مش مصدقة وقلت همه بيجيبو عيال على بعلبك، وبعدها أقنعوني إني فعلاً مطلوبة وشرفت بأن أكون أول مطربة مصرية بتغني في الصرح العظيم ده بعد الست أم كلثوم»، وأردفت: «أنا غنيت على مسارح كتيرة لكن أسعد مكان غنيت فيه هوه هنا بعلبك». «بتحب علي، بتوحشني وأنا وياك، عشق بيستنانا، بس علشان تبقى عارف، طريقي ولازم أمشيه، ما تعتذرش، إنت إيه، أنا كلي ملكك، أنا مش جاية قلك، أنا مش بتاعة الكلام ده، جرح تاني، مشاعري، لما إنت ناوي عالسفر، بحبك يا أناني»... نماذج من خياراتها الغنائية للسهرة الأنيسة الجميلة والحميمة.
مشاركة :