تعتبر الأنيميا (فقر الدم) مهدداً حقيقياً لحياة مرضى السكتة الدماغية من المسنين وتعتبر السكتة الدماغية أحد المسببات الرئيسية للإعاقة الدائمة بكثير من دول العالم حيث يتعرض لها بالولايات المتحدة وحدها أكثر من 795,000 شخص سنوياً وتشكل نسبة السكتة الاقفارية منها 87% وهي النوع الذي يحدث به انسداد بالشريان الذي يمد الدماغ بالدم الحامل للأكسجين، أما النوع الآخر من السكتة الدماغية فهو السكتة الدماغية النزفية والذي يحدث فيه تمزق وتسرب بالشريان داخل الدماغ. توصل باحثون من جامعة ابيردين بالمملكة المتحدة إلى أن كثيراً من مرضى السكتة الدماغية يعانون الأنيميا وهي حالة مرضية تنخفض فيها معدلات دورة خلايا الدم الحمراء أو الهيموجلوبين مما يؤدي إلى تراجع معدلات الأكسجين بأعضاء الجسم وأنسجته، ومن علامات الإصابة بالأنيميا الإجهاد والصداع وشحوب اللون والدوار وتقطع النفس والبرودة بالأطراف وألم الصدر، وبالرغم من أن الكثيرين يصابون بها إلا أن أكثر الفئات عرضة لها النساء الحوامل والمسنين. قام العلماء بالبحث في مدى ارتباط الأنيميا بحالات الوفاة التي تعقب السكتة الدماغية، وشمل البحث 8,013 شخصاً بالغاً متوسط أعمارهم 77 جميعهم أدخلوا المستشفى إثر تعرضهم للسكتة الدماغية الحادة بين عامي 2003 و2015، وتم البحث في معدلات الهيموجلوبين لديهم وتعرضهم لحالة الأنيميا ومدى ارتباطها بحالات الوفاة خلال العام التالي للإصابة بالسكتة الدماغية فوجدوا أن 25% من المرضى يعانون فقر الدم مما يزيد من خطر الوفاة خلال العام التالي للتعرض للسكتة الدماغية أما من يتعرضون للسكتة الدماغية الاقفارية فإن الأنيميا تضاعف من خطر الوفاة مقارنة بمن لا يعانون الأنيميا، أما مرضى السكتة الدماغية النزفية فإن الأنيميا تزيد من خطر تعرضهم للوفاة بـ1.5 مرة، وأكثر من ذلك فقد توصل الباحثون إلى أن ارتفاع معدلات الهيموجلوبين لدى المرضى قد ارتبط بشدة مضاعفات المرض وارتفاع خطر الوفاة وخصوصاً خلال الشهر الأول التالي للإصابة بالسكتة الدماغية ما يعني أن ارتفاع معدلات الهيموجلوبين أو انخفاضها يشكل خطورة على مريض السكتة الدماغية وما يؤكد هذه النتائج الدراسات الـ20 التي راجعت بيانات أكثر من 30,000 مريض بالسكتة الدماغية والتي بحثت في العلاقة بين الأنيميا ومدى مضاعفات المرض.
مشاركة :