التهابات اللثة تهدم دواعم الأسنان

  • 8/28/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس تعد التهابات اللثة من أمراض الأسنان التي يسببها تكوّن بكتيريّا على سطح الأسنان، تعتبر اللويحة الجرثومية (البلاك)، المسبب الرئيسي لأمراض اللثة، كما يمكن أن يؤدى إلى تورم ونزيف اللثة، والتي تسبب آلاماً حادة، ولهذه الأسباب يجب إزالة التراكمات بشكل مستمر حيث إنها تعتبر مكاناً مناسباً لنمو وتثبيت الجراثيم، كما أن صحة الفم مهمة لصحة جميع أعضاء جسم الإنسان الأخرى حسب الأطباء والاختصاصيين. قالت الدكتورة، سنان أمجد لطفي، أخصائية جراحة الفم والوجه والفكين، إن هناك نسبة كبيرة من المرضى تعاني أمراض اللثة والنسج الداعمة للأسنان، حيث يصيب التهاب اللثة والنسج الداعمة اليافعين والكبار في السن والأطفال في سن البلوغ، وهي أكثر الأسباب المؤدية إلى فقدان الأسنان بسبب امتصاص العظم المحيط بها. والتهاب النسج الداعمة أي التهاب النسج حول السن، وهي العظم والأربطة المحيطة الداعمة للسن، أما المسبب الأساسي لالتهابات اللثة فهي التكلسات التي تتواجد على الأسنان والمسماة بالقلح أو البلاك، وهي عبارة عن بقايا طعامية تترسب عليها الجراثيم، وبعدها تتراكم على الأسنان مسببة التهاباً في اللثة، وبالتالي تراجعها وإصابة الجذور والعظم المحيط بالسن. ولمعرفة أعراض التهابات اللثة علينا أولاً أن نتعرف على الشكل السليم للثة وهي اللثة غير النازفة وردية اللون ومتماسكة، أما في حال كون اللثة متورمة ونازفة لأقل رض أو تفريش ومع تواجد بخر فم، أي الرائحة الكريهة، فهذه العلامات هي دلالة مرضية على التهابات اللثة والنسج المحيطة. وإضافة إلى تراكم البلاك المسبب لالتهاب اللثة هناك أسباب أخرى تؤدي إلى حدوثها، وهي التغير الهرموني في الجسم كالبلوغ أو الدورة الشهرية أو الحمل، وكذلك تناول حبوب منع الحمل وبعض الأدوية النفسية وأدوية الصرع وكذلك الأدوية الكيماوية لمعالجة مرض السرطان وفي حالات أمراض الدم ومرض السكري، أما مظاهر التهاب النسج المحيطة بالأسنان فهي تقلقل الأسنان و تسبب نزيفاً باللثة مع طعم غير مستحب في الفم. وأضافت د. سنان: تصيب أمراض اللثة أيضاً الأطفال في سن البلوغ، حيث تصاب اللثة بالتهاب في منطقة القواطع والرحى الأولى والسبب غالباً هو التغير الهرموني، أما معالجة اللثة فتتم عند طبيب الأسنان بإزالة طبقة البلاك المتراكم فوق اللثة وتحتها في حال كانت الحالة بسيطة والإصابة في اللثة فقط، أما في الحالات المتقدمة التي تتشارك التهابات اللثة مع إصابة النسج حول السنية عندها يجب إجراء جراحة مفتوحة للثة لتنعيم سطح الجذر وتنظيفه وتنظيف وتعقيم اللثة من الداخل مع وصف المضادات الحيوية المناسبة والمضمضات الفموية والمعاجين الخاصة للوقاية من أمراض اللثة. وكذلك يجب على المريض العناية باللثة والأسنان مع التفريش الدائم للوقاية من أمراض اللثة، كما يجب المتابعة الدورية عند طبيب الأسنان لإزالة طبقة البلاك والكشف عن وجود مشاكل في اللثة والأسنان. وأوضحت الدكتورة، غدير عطعوط، أخصائية علاج أمراض اللثة وزراعة الأسنان، أن هناك كثيرين يقللون من أهمية صحة الفم، والتي تشمل صحة الأسنان واللثة، فصحة الفم لا تؤدي فقط إلى مظهر معزز وابتسامة جميلة، بل وإلى قدرة على الكلام بثقة بنفس لا مثيل لها، والشعور بالراحة أثناء تناول الطعام. وفى كثير من الأحيان يهمل كثيرون صحة اللثة ويعتبرون أن صحة الفم هي صحة الأسنان فقط، و لكن هذا غير صحيح، فقد أثبتت كثير من الدراسات أن التهاب اللثة هو السبب الرئيسي في فقدان الأسنان لدى البالغين، وليس التسوس، ولذلك يقدم أطباء الأسنان الوعي للمرضى حول التعامل مع البنيات الداعمة حول السن التي تُدعى دواعم السن، وهي تدعم اللثة، والمادة الذي تغطي الجذر، وأربطة دواعم السن، وعظم الفك. وعن أمراض اللثة قالت د. غدير: إن أمراض اللثة تتراوح بين مشكلة بسيطة في اللثة لأسنان مقلقلة يجب خلعها، ونزيف اللثة هو علامة مبكرة لعدوى ما، والتي يجب فحصها ومعالجتها لو لم يتم السيطرة على التهاب اللثة، تغزو الجراثيم الأنسجة الداعمة لتؤثر على العظام أيضاً، وأول علامة لالتهاب دواعم السن هي ظهور جيوب حول الأسنان، والتي تكوّن فضلات الطعام بداخلها، وبمرور الوقت، إن لم يوفَّر العلاج السليم، يزيد عمق هذه الجيوب، مما يترك مساحة أكبر للجراثيم لتنمو، وذلك يؤدي إلى خسارة المزيد من العظم والأنسجة الرخوة. وفي النهاية، تصبح السن مقلقلة ومتحركة وتحتاج إلى الخلع في بعض الأحيان. وتبعاً للأكاديمية الأمريكية للثة فإن 30% من الأشخاص الذين يحافظون على أسلوب حياة صحي معرضون بدرجة عالية (أكثر بستة مرات) للإصابة بالتهاب اللثة لأسباب وراثية، كما تعتبر التهابات اللثة من الأسباب الرئيسية لفقدان الأسنان عند البالغين. أعراض التهاب اللثة والأنسجة الداعمة وبالرغم من أن الأعراض التي تصاحب مرض اللثة تكون عادة ضئيلة إلا أنها تؤدي إلى : * احمرار وتورم لثوى. * لثة طرية أو مؤلمة عند اللمس. * نزيف لثوي. * رائحة كريهة. * حركة في الأسنان أو فقدانها. * قيح. أسباب التهابات اللثة والأنسجة الداعمة الأسباب الرئيسية هو تجمع اللويجات الجرثومية (البلاك) أو الجير على أعناق الأسنان من العوامل التي تزيد من قابلية الإصابة بأمراض اللثة: * مرض السكري. * إهمال صحة الفم و الأسنان. * تغيرات هرمونية خاصة خلال الحمل. * أمراض نقص المناعة. * العوامل الوراثية. * تناول بعض الأدوية. * التدخين. ومن الملفت للانتباه أن أمراض اللثة و الأنسجة الداعمة تعتبر إحدى مضاعفات مرض السكرى وقد أشارت عدة دراسات أن هناك علاقة ازدواجية الاتجاه بين مرض السكرى والتهاب اللثة، فمرضى السكري هم أكثر عرضة لمرض اللثة بمرتين، كما أن أمراض اللثة قد تسبب زيادة في نسبة السكر في الدم، وبالإضافة إلى ذلك فإن تحسن نسبة السكر في الدم تساعد في تحسن مستويات التصاق اللثة بالأسنان وبالعكس، فتحسن وضع اللثة يحسن مستوى السكر في الدم. ومن أهم أهداف علاج أمراض اللثة هي: * القضاء على العدوى الجرثومية التي تسببت في مرض اللثة. * السيطرة على عملية الالتهاب المدمرة للأنسجة التي ترسخ الأسنان بعظام الفكين. * القضاء على الجيوب وتهيئة بيئة سليمة لدواعم السن، والتي من السهل الحفاظ عليها من خلال العناية السليمة بصحة الفم. ويعتمد العلاج على درجة مرحلة التهاب اللثة و على عمق الجيوب اللثوية والصحة العامة للمريض، ولذا تعد زيارة مختص اللثة مهمة لتشخيص درجة وحدة الالتهاب أو للوقاية لغير المصابين ففي الحالات البسيطة يتم تنظيف اللثة و تجريف جذور الأسنان لإزالة العوامل المسببة لالتهاب (البكتيريا, اللويحة الجرثومية, القيح). و قد يكون التدخل الجراحي في الحالات المتقدمة مطلوباً لعلاج الجيوب المرضية العميقة، و تآكل العظم أو لزراعة اللثة و العظم لاستعادة الطبقة الداعمة للأسنان، أما في الحالات المتقدمة فيتم خلع الأسنان وزراعة بدائل. الوقاية: إن تنظيف الأسنان بالفرشاة يمنع تراكم اللويحة الجرثومية على الأسنان، بالإضافة إلى استخدام الخيط السني للتخلص من بقايا الطعام والجراثيم من الفراغات بين الأسنان، كما أن تغيير العادات اليومية تقلل من الإصابة أو حدة الإصابة مثل التوقف عن التدخين، عدم التعرض للضغوطات النفسية، مراقبة مستويات السكر في الدم و اتباع حمية غذائية و أخيراً مراجعة طبيب الأسنان أو أخصائي اللثة مرتين في السنة على الأقل. وأكد الدكتور أحمد طلبة أن أهمية اللثة والمحافظة عليها لا تقل عن الأسنان، حيث تؤثر صحة الأسنان والمحافظة عليها بشكل مباشر على صحة اللثة والعكس صحيح أيضاً، ولا يوجد شخص لم يعان من مشاكل اللثة والأسنان، فكل إنسان تمر عليه بعض الأوقات لا يهتم كثيراً بنظافة فمه بشكل عام ولا يعتني به، وهذا بدوره يؤدي إلى مشاكل متعددة ربما تصيب الأسنان، أو تصيب اللثة أو الاثنين معاً، ويوجد العديد من العادات الخاطئة التي نمارسها يومياً، وتؤثر على صحتنا وصحة جسمنا بشكل عام، ومن أعراض حساسية اللثة والتهابها، حدوث تهيج واحمرار، تورم، حدوث نزيف باللثة، خروج روائح كريهة من الفم، الشعور بالألم الشديد، عدم القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي، ضَعف الأسنان وعدم ثباتها في اللثة، ولذلك علينا معرفة ما هي أسباب التهاب اللثة، كي تستطيع أن نتجنبها، ونحذر منها قدر الإمكان، ولا تعاني منها في المستقبل ومنها: * تَغير الهرمونات في جسم المرأة أثناء فترة الحمل، وأيضاً تعرض جسمها لفقد الكثير من الفيتامينات والكالسيوم التي تذهب غذاء للجنين؛ مما يؤدي لحدوث ضعف في جسم المرأة بشكل عام، وبالخصوص في اللثة، لذلك يجب زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري أثناء فترة الحمل. * إهمال نظافة فمك، وعدم الاهتمام بتنظيف الأسنان واللثة كل يوم، والتخلص من بقايا الطعام التي تَعلَق في الأسنان وتتراكم وتسبب تكون الجير وتراكم البكتيريا على اللثة. * العدوى البكتيرية، وتراكم الجراثيم في اللثة والفم. * بعض أنواع الأدوية التي قد يكون لها أعراض جانبية، وتُؤثر على صحة اللثة. * التدخين، وشرب الكحول، أو المخدرات، تؤثر كثيراً على صحة اللثة، وتجعلك تتعرض للكثير من مشاكل اللثة، ونمو البكتيريا والفطريات داخل الفم. واستكمل د. أحمد: يعتبر احمرار اللثة والتهابها وتورمها أمراضاً خطيرة جداً، وإذا تركت دون علاج فقد تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى أكثر خطورة، وإذا شعرت أن مشكلة اللثة لديك تتفاقم كحدوث نزيف باللثة مثلاً، فلا بد هنا من زيارة طبيب الأسنان، فمهما اختلف السبب وراء مرض اللثة، فيجب أن تُسرع في العلاج من هذه المشكلة، والتخلص منها في أسرع وقت، كي تحافظ على صحتك بأفضل حال، ومن طرق المحافظة على اللثة والعلاج من حساسيتها والتهابها. * الحفاظ على فمك نظيفاً، وذلك بالقيام بتنظيف الأسنان بعد الأكل بالفرشاة والمعجون، كي لا تتراكم بقايا الطعام في الفم، وتسبب تكوّن الجراثيم والبكتيريا على اللثة. * يُفَضل استخدام غسول الفم لتنظيف الفم واللثة بعد غسل الأسنان بالفرشاة والمعجون، والمساعدة على قتل بقايا البكتيريا على اللثة، ويُباع هذا الغسول في الصيدليات ويفضل استشارة طبيبك في نوع الغسول المناسب لك. * الحفاظ على تناول طعام صحي وطازج ومفيد، كي تقوي جسمك ومناعتك، وتساعد جسمك وفمك على البقاء بصحة جيدة، والقدرة على مقاومة الأمراض بشكل عام، يُفضل الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات، وخصوصاً فيتامين c و فيتامين d ؛ لأنهما يساعدان لثتك كثيراً في مقاومة أمراض اللثة، والتغلب عليها. * الذهاب للطبيب بشكل دوري (كل 3-6 أشهر) كي يشخص حالتك ويقوم بالتنظيف الدوري لأسنانك (بجهاز الألتراسونك) من الجير، والذي يؤثر بشكل مباشر على صحة اللثة، وفي حالة وجود التهاب في اللثة سوف يصف لك الطبيب دواء مقاوماً للبكتيريا وغسولاً للفم والمسكن إذا لزم الأمر، وقد تحتاج لتدخل جراحي كي تشفى من التهاب اللثة. * ابتعد عن التدخين، وشرب الكحول، والمشروبات الغازية أيضاً؛ لأنها تجعل لثتك ضعيفة، وسهلة الإصابة بمشاكل اللثة، ومليئة بالجراثيم والبكتيريا المُضرّة بالصحة. * حاول دائماً البقاء هادئاً، وبعيداً عن القلق والتوتر، الذي سوف يؤثر على صحتك بشكل عام وقدرتك على مقاومة الأمراض، وخصوصاً أمراض اللثة. * عدم الضغط على أسنانك بقوة ولفترة مستمرة؛ لأن ذلك يؤثر أيضاً على صحة لثتك، وتصبح أضعف من السابق ومهما اختلفت طرق علاج اللثة أو طرق الوقاية من أمراض اللثة، فإنّه يجب عدم الاستهتار بمشاكل اللثة، لأن إهمالها قد يؤدي إلى تسوس الأسنان والجيوب اللثوية شديدة الألم، وعلى المدى الطويل تؤدي إلى تخلخل الأسنان وسقوطها، وأخيراً فإن صحة اللثة تؤثر على صحتنا وصحة جسمنا بشكل عام.

مشاركة :