حذر الشيخ صلاح الجودر الآباء من الجماعات المشبوهة التي تدعو للتكفير والطائفية والإرهاب والقتل، ودعاهم لنصح أبنائهم وتحذيرهم من مغبة الأفكار الهدامة، خاصة تلك التي تأتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال في خطبة الجمعة بجامع الخير بقلالي أمس إن مسئولية تربية الأولاد هي مسئولية من بيده الولاية وهو الأب، وسوف يسأل عنها يوم القيامة. وأشار الجودر في بداية الخطبة إلى نعم الله تعالى على خلقه أنه يَهَبُ لِمَن يَشَاء إِنَـثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء ٱلذُّكُورَ أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَثًا [الشورى: 49-50، وقال إن حب البنين والبنات فطرة في النفس البشرية، ومن سعى لها بالزواج الشرعي فقد سعى لإكمال نصف دينه، فـ ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيةِ ٱلدُّنْيَا [الكهف: 46، والناس تدعو الله تعالى وتبتهل إليه أن يرزقها الذرية الصالحة، لتقرُ بهم أعينهم، وتنشرح لهم صدورهم، قال تعالى: وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوجِنَا وَذُرّيَّـتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان: 74. وأوضح خطيب جامع الخير إن الكثير من الآباء والأمهات يرجون بر الأولاد لهم، وهذا الأمر واجب على الأولاد، بنين وبنات، إلا أن الكثير من الآباء والأمهات يتذمرون من تمرد الأولاد وانحرافهم وفساد أخلاقهم، وقد تعددت أسباب عقوق الوالدين وأبرزها هو عدم قيام الوالدين بما يجب عليهم تجاه أولادهم، فالطفل يولد على الفطرة ولكن المجتمع يفسده، وصديق السوء يفسده، ووسائل التواصل الاجتماعي تفسده، ويأتي في مقدمة ذلك كله تربية الوالدين، فقد يكونان سبب هلاكه ودماره، وسبب فساده واعوجاجه، وسبب عقوقه ونكرانه، فقد جاء عن رسول الله قال:(كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ)[البخاري، لذا جعل الإسلام على الآباء والأمهات واجبات عظيمة تجاه أولادهم في الصغر، واعتبر كل مفرط لذلك ظالماً لنفسه وولده وأسرته ومجتمعه. وقال الجودر: قبل أن يلوم الآباء والأمهات أبناءهم لفساد أخلاقهم وانحرافهم، وتعكير أمن واستقرار مجتمعهم، هل سألوا أنفسهم عن تربية أبنائهم هل هي وفق أصول الدين وأعراف المجتمع وتقاليده؟!، هل غرسوا فيهم الإيمان بالله والخوف منه والعقيدة الصحيحة؟!، هل عودوهم على الصلاة والصيام كما أمر رسولُ الله: (مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ) [أبوداود؟!، هل زرعوا فيهم حب رسول الله وأصحابه وآل بيته ليعرفوا قيمة ما بذلوه لهذا الدين من تضحيات؟!، هل أخذوا أبناءهم لمجالس العلم والمحاضرات العلمية والندوات؟!، هل غرسوا فيهم الأخلاق الحميدة والقيم والمبادئ الكريمة؟، هل خصصوا أوقاتاً لمراقبة ومتابعة أبنائهم في البيت والمدرسة والشارع والمسجد؟!، ثم ليسأل كل أب وأم هل هم القُدوة الصالحة لأبنائهم؟!. وأكد الشيخ الجودر أن الكثير من الآباء والأمهات قد أهملوا أبناءهم، وقصروا عن تقويم سلوكهم، وتطهير أرواحهم، وتزكية أخلاقهم، ونوه بقصة رُوِيَت أن قاضيًا حكم على سارق بقطع يده، فما أن لفظ القاضي بالحكم حتى اهتزت جنبات المحكمة بصوت يجلجل: اقطعوا لسان أمي قبل أن تقطعوا يدي، فلقد سرقتُ في طفولتي بيضة من جيراننا، فلم تؤنبني، وإنما هشتْ لي وبشت، مستحسنة ما فعلت، إنني لولا لسان أمي الذي هلل للجريمة في صغري لما كنت اليوم سارقا تقطع يده. وعاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبتا، إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا. وشدد الجودر على مسئولية تربية الأولاد وسوف يسأل عنها الأب يوم القيامة، منوها بقول ابن القيم: (إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقا، فللابن على أبيه حق)، ثم يقول: (فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا) قال تعالى: يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا [التحريم: 6. ولفت خطيب جامع الخير إلى أن المسئولية في تربية الأبناء هي مسئولية الآباء في المقام الأول، ودعا الآباء إلى زراعة الحب والوفاء والاحترام وغيرها من الصفات الحميدة في نفوس أبنائهم، وأن يزرعوا في نفوس أبنائهم احترام وحب وتقدير ولاة الأمر والعلماء، وأن يزرعوا فيهم حب الوطن بعيداً عن سموم الحقد والكراهية، وقال: نصيحة إلى كل أب، خذ أبناءك إلى المساجد ودور العبادة ليتأملوا فيها ويروا اهتمام الدولة لها وحرصها عن اقامة الصلاة فيها، اذهب بأبنائك إلى الأسواق والشوارع ليروا رجال الأمن وهم يسهرون على راحة الناس وأمنهم، وإذا جلست مجلساً وسمعت من يسيء إلى وطنك ودولتك فلا تسكت بل الواجب عليك أن تدافع وبكل قوة، فهذه هي التربية وهذه هي القدوة التي ينشدها الابن. وحذر الجودر الآباء من الجماعات المشبوهة التي تدعو للتكفير والطائفية والإرهاب والقتل، بأن يكونوا متيقظين لأبنائهم، ناصحين لهم، محذرين من مغبة الأفكار الهدامة، خاصة تلك التي تأتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأشاد الجودر بما حققته البحرين من انجاز كبير على المستوى الدولي في البرازيل، حيث سجلت أسمها وحضورها ضمن الدول في الجانب الرياضي، وقال إن هذا الانجاز قد أغاظ أعداء الوطن في الداخل، فأخذوا بالسخرية والاستهزاء من اللاعبين الذين حققوا المراكز المتقدمة بعد أن ماتوا غيضاً وحسداً، فالحذر الحذر منهم عباد الله، فهم الطابور الخامس للنيل من سمعة البحرين ومكانتها.
مشاركة :