المناعي: وحدة المسلمين وبث روح الجسد الواحد هو الهدف الأسمى للحج

  • 8/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشيخ عبدالله بن سالم المناعي أن وحدة المسلمين وبث روح الجسد الواحد في هذه الأمة هو الهدف الأسمى للحج ولو أن هذا الهدف تحقق لتغيرت الامة من حالة الذلة والفوضى والتشتت الى قيادة العالم أجمع، فحجاج بيت الله ولاة وافرادا هم الطريق الى قوتها ونصرها فالوحدة والمودة والاخوة سبب القوة. وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع الخالد إن فريضة الحج الاعظم الغاية والوسيلة لتوحيد صف المسلمين ففي الحج فضائل لا تكاد تجمع في فريضة اخرى الا ان له غاية عظمى وهي وحدة الامة وجمع كلمتها، وتساءل: الا ينتبه المسلمون الى هذه الوحدة؟ الا يفطنون الى هذه المعالم التي تقول لكل ذي عينين: انكم امة واحدة جميعكم إخوة كلكم جسد واحد واذا كان هذا كذلك فعليكم إذا اشتكى منكم عضو ان تداعوا له بالسهر والحمى فهل هذا متحقق؟ وأكد المناعي أن ما يجري على ارض الشام واليمن وفلسطين والعراق من تقتيل وتدمير وحرب ناتج من فرقة الامة وضياع وحدتها، وشدد على أن مكمن القوة في توحيد المسلمين لذا قال ربنا سبحانه وتعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا) (آل عمران:103)، مشيرًا إلى أن فريضة الحج هي الفريضة التي تجمع الجميع وتؤلف بينهم فترة من الزمان ليتعارفوا ويتناصحوا ويزيلوا ما بينهم من عقبات، فالوقت واحد: (الحج أشهر معلومات) (البقره:197) ولايجوز الحج إلا في هذا الوقت والمكان واحد: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) (آل عمران:96) والشعار واحد لبيك اللهم لبيك والمناسك واحدة للجميع. ولفت المناعي إلى أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف فالوحدة تعني القوة التي تؤدي الى النصر وان الفرقة تعني الضعف الذي يؤدي الى الهزيمة والبوار وهذا فيض من غيض وكتب التاريخ امتلأت بالأمثلة والواقع يثبت ان فرقة الامة الى احزاب وشيع سبب في هزيمتها وتمزيق وحدتها وقال خطيب جامع الخالد إن الله سبحانه وتعالى بين الحين والحين يجعل لنا فرصًا هي مواسم للخيرات مواسم لأهل الطاعة والتقوى وقد جاء في الحديث النبوي الشريف: (ألا إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها) فكما أن في الدنيا مواسم ينتهزها أهلها ليضاعفوا فيها النشاط ليكسبوا فيها المزيد من الربح والمال كذلك فإن الله سبحانه جعل لأهل الآخرة مواسم أيضًا يحاولون ان يزدادوا فيها قربًا من الله بعمل الصالحات واجتناب السيئات. فمن الأعمال الصالحة في هذه الأيام ومع قرب دخول العشر من ذي الحجة ومابينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير) ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يذكرون الله في عشر ذي الحجة حتى في الأسواق وحينما يلقى بعضهم بعضًا يكبرون (الله اكبر الله اكبر) حتى يرتج السوق بالتكبير وكذلك فإن الصدقة هذه الايام يضاعف فيها الثواب وكذلك صيام تسعة أيام الاولى من ذي الحجة واوكدها صيام يوم عرفة الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (صيام يوم عرفة احتسب على الله تعالى ان يكفر ذنوب سنتين سنة قبله وسنة بعده) وايضا يستحب في هذه الايام التواصل بين الناس بعضها وبعض وخصوصًا المرضى والاقارب والجيران والاحسان إليهم وعدم الظلم لهم. وأشار المناعي إلى أن عملية التفضيل والتخصيص والاجتباء هي شأن إلهي فإن الله سبحانه وتعالى من شأنه أن يفضل بعض الايام على بعض وبعض الشهور على بعض وبعض الساعات في الليل والنهار على بعض كما فضل بعض الاماكن على بعض كما فضل المساجد الثلاثة المسجد الحرام على المساجد الاخرى وفضل المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى على سائر المساجد في العالم ولا تشد الرحال الا الى هذه المساجد الثلاثة وجعل الصلاة في المسجد الحرام بـ 100 ألف صلاة فيما عداه من المساجد الا في المسجد النبوي والصلاة فيه بـ 1000 صلاة والمسجد الاقصى والصلاة فيه بـ 500 صلاة كما فضل مكة والمدينة على سائر البقاع هذا من تفضيل الاماكن.

مشاركة :