أبوظبي: آلاء عبد الغني أكدت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، أن قيادة وحكومة دولة الإمارات تستشرف المستقبل وتستلهم الحلول ليس للإمارات فحسب، بل لدول المنطقة والعالم أيضاً، وأن المتأمل في الجهود الإقليمية والدولية للدولة يدرك الإسهام الإيجابي والأثر الفاعل الذي تلعبه الإمارات في ميادين متنوعة. وقالت وزيرة الدولة للتسامح في حوارها مع الخليج: نحن نعلم أننا في دولة الإمارات من أكثر البلدان تسامحاً وتعايشاً وتناغماً في العالم وليس في منطقتنا العربية فقط، ولكن لا يعني ذلك عدم الالتفات إلى ما يحدث من حولنا من ظهور جماعات متطرفة وإرهابية تسعى لإشاعة الفوضى وضرب استقرار وأمن دول المنطقة بكل الوسائل. وأشارت إلى أنه يتم التفكير بعقد مؤتمر دولي حول التسامح، يناقش سياسات الدول في هذا الإطار ويخرج بتوصيات للتعامل مع تحديات كل مرحلة، علاوة على التفكير أيضاً في إطلاق جائزة الإمارات العالمية للتسامح، والتي من شأنها أن تشكل إضافة نوعية لتعزيز قيم الوئام والتفاهم والاحترام من خلال تكريم أصحاب الفكر والمبادرات والمساهمات الدولية لدعم ونشر قيم التسامح والتعايش والاعتدال. وأعربت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي عن فخرها في ثقة القيادة الرشيدة بنساء الإمارات، مؤكدة أن هذه الثقة هي التي تدفعها لمواصلة العمل الجاد والسعي الحثيث لترجمة فلسفة وتوجهات قيادة وحكومة دولة الإمارات نحو أهمية التعاون والتضامن والاحترام والوئام والتعايش المشترك، بما يحقق الخير والسعادة والازدهار للبشرية جمعاء. وأكدت إيمانها العميق بأن مستقبل المرأة الإماراتية سيكون أكثر إنجازاً وتمكيناً، لأن القيادة الرشيدة للدولة، تدعم المرأة في شتى المجالات ومختلف القطاعات، مضيفة أن مستقبل دولة الإمارات سيشهد مزيداً من الازدهار والرخاء والاستقرار وتحقيق مراتب متقدمة في العديد من المؤشرات العالمية التي تعبر عن تسامح الشعوب وسعادتها، واندماج الثقافات وإثرائها، وتضافر الجهود الإنسانية المشتركة لازدهار حضارتنا المعاصرة. ووجهت وزيرة الدولة للتسامح رسالتها إلى أبناء الإمارات بأن يكونوا سواعد بناء لأرض الإمارات الطيبة، وأن يهتموا بتحصيل العلم والسعي المستمر نحو منصات التميز والتفوق والنجاح والريادة، وأن يسابقوا الأمم والدول في تحقيق الخير والسلام والرخاء والازدهار، مستلهمين فكر ورؤى القيادة الرشيدة. وتالياً نص الحوار: * ما هو شعوركم كوزيرة الدولة للتسامح في ظل ما يواجهه العالم من ظواهر التطرف والإرهاب التي تهدد الأمن والسلم العالميين؟ - حقيقةً يقع على عاتقي مسؤولية وطنية وإنسانية كبيرة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة تجاه ضمان استمرار ترسيخ وتعزيز قيم التسامح والتعايش، واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر فكرياً ودينياً وطائفياً من جهة، مع ضمان ديمومة نبذ كافة أشكال العنف والعنصرية والكراهية والعصبية والتمييز من جهة أخرى. ومن حيث شعوري كوني وزيرة الدولة للتسامح أفتخر وأعتز في ثقة القيادة الرشيدة، حفظها الله، بنساء الإمارات، وهذا ما يدفعني لمواصلة العمل الجاد والسعي الحثيث لترجمة فلسفة وتوجهات قيادة وحكومة دولة الإمارات نحو أهمية التعاون والتضامن والاحترام والوئام والتعايش المشترك، وهو ما يحقق الخير والسعادة والازدهار للبشرية جمعاء، كما أننا في دولة الإمارات ننطلق من ثوابت راسخة في التعامل مع الآخرين على أساس الاحترام المتبادل وتعزيز قنوات الحوار، في ظل حرصنا الدائم على التواصل الحضاري والإنساني بين مختلف الشعوب والأجناس. بلد متسامح * ما هي خططكم إقليمياً وليس محلياً؟ - بدايةً أود الإشارة إلى حرص واهتمام ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على أن تكون حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة دول العالم لمختلف المؤشرات الوطنية والعالمية، ولذا دائماً ما يؤكد سموه على تبوؤ الإمارات الريادة والمراتب العليا في شتى المجالات. وبالتالي قيادتنا وحكومتنا تستشرف المستقبل وتستلهم الحلول ليس لدولة الإمارات فحسب، بل لدول المنطقة والعالم أيضاً، والمتأمل في الجهود الإقليمية والدولية للدولة يدرك الإسهام الإيجابي والأثر الفاعل الذي تلعبه الإمارات في ميادين متنوعة. وبناءً على ذلك، فإننا كجزء من حكومة دولة الإمارات سنواصل جهودنا المحلية والإقليمية والعالمية لتعزيز قيم التسامح والتعايش والمساواة والاحترام بالشراكة مع العديد من الجهات ذات العلاقة في منطقتنا العربية ودول العالم، وقد جاء ضمن محاور البرنامج الوطني للتسامح الذي اعتمد مؤخراً محور المساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز دور الدولة كبلد متسامح، وهذا الأمر سيتم من خلال المشاركة في الأنشطة والفعاليات والاجتماعات الدولية ذات العلاقة بالتسامح والتعايش وحوار الحضارات والأديان، ونبذ كافة أشكال العنصرية والتطرف والتمييز والكراهية. ليس هذا فحسب، بل يتم التفكير حالياً لعقد مؤتمر دولي حول التسامح، يناقش سياسات الدول في هذا الإطار ويخرج بتوصيات للتعامل مع تحديات كل مرحلة، وكذلك نفكر أيضاً في إطلاق جائزة الإمارات العالمية للتسامح، والتي ستشكل إضافة نوعية لتعزيز قيم الوئام والتفاهم والاحترام من خلال تكريم أصحاب الفكر والمبادرات والمساهمات الدولية لدعم ونشر قيم التسامح والتعايش والاعتدال. مؤشر الثقافة * ما الدلالات التي تعكسها الوزارة في أكثر البلدان العربية انفتاحاً وتسامحاً وانسجاماً بين مكونات النسيج المجتمعي؟ - نحن نعلم أننا في دولة الإمارات من أكثر البلدان تسامحاً وتعايشاً وتناغماً في العالم وليس في منطقتنا العربية فقط، ولكن هذا لا يعني عدم الالتفات إلى ما يحدث من حولنا من ظهور جماعات متطرفة وإرهابية تسعى لإشاعة الفوضى وضرب استقرار وأمن دول المنطقة بكل الوسائل، ولذا قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، تدرك جيداً أهمية وضع الحلول المناسبة للمشكلات والتحديات المعاصرة. وبالعودة إلى أننا من أكثر الدول تسامحاً لا يخفى على الكثيرين وجود أكثر من 200 جنسية في الإمارات، يعملون برخاء واحترام ويعيشون بسلام ووئام ويتعاونون في تحقيق الأمن والأمان، وبالمناسبة دولة الإمارات تحتضن هذا العدد الكبير من الجنسيات متفوقةً بذلك على عدد دول العالم الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، والتي يبلغ عددها 193 دولة حتى الآن. وأيضاً حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً على المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشر الثقافة الوطنية المرتبط بدرجة التسامح ومدى انفتاح الثقافة المحلية لقبول الآخر، وذلك بحسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2016، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية العالمية بسويسرا. * ما رؤيتكم ورسالتكم في موضوع التسامح؟ - بالنسبة للرؤية التي نعمل وفقها تنص على مجتمع إماراتي يرسخ قيم التسامح والتعددية الثقافية، وينبذ التمييز والكراهية والتعصب، وأما الرسالة فتتلخص في تعزيز قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر، ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً في المجتمع من خلال برامج وطنية بالشراكة مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية. قوة العمل * كيف ترون مستقبل المرأة الإماراتية وانعكاس هذه المنجزات التي تحققت لها على المستويات المحلية والعربية والدولية؟ - أؤمن أن مستقبل المرأة الإماراتية سيكون أكثر إنجازاً وتمكيناً، لأن قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، تدعم المرأة في شتى المجالات ومختلف القطاعات، ولذا نص التشكيل الوزاري الأخير على 8 وزيرات، منهن وزيرة عمرها 22 سنة، كما أن البرلمان الإماراتي المجلس الوطني الاتحادي ترأسه امرأة، وهي بذلك أول امرأة تترأس البرلمان في الدول العربية، وبحسب إحصاءات عام 2015 الصادرة من الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية تبلغ نسبة الإناث 38% من إجمالي قوة العمل الإجمالية بالحكومة الاتحادية، كما تبلغ نسبتهن 47% في الوظائف القيادية والإشرافية، و53% في الوظائف التنفيذية. وإذا ما أردنا التفصيل أكثر حول مشاركة المرأة الإماراتية العاملة وفقاً للعوائل الوظيفية، نجد أن الإناث تشغل في معظم المؤسسات الحكومية نسبة 61% من الوظائف الإدارية، وفي الصحة تبلغ نسبتهن 72%، وفي التعليم 69%، وفي السلك القضائي 13%، وفي السلك الدبلوماسي 29%، وفي الوظائف المهنية التخصصية 23%. وبحسب النظام الإلكتروني بياناتي لعدد 39 جهة اتحادية، انخفضت نسبة الإناث اللاتي يتركن الوظائف بنسبة 45%، وارتفعت نسبة ترقيات الإناث إلى 53%، كما شغلت الإناث نسبة 47% من إجمالي تعيين الموظفين الجدد، وكل هذه النسب والمؤشرات تبرهن أن مستقبل المرأة الإماراتية سيكون أكثر إشراقاً وتحقيقاً للإنجازات على مختلف المستويات المحلية والعربية والدولية. * التسامح والسعادة والشباب، وزارات جديدة فكيف ترون مستقبل دولة الإمارات؟ -دأبت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظها الله، على مواكبة المتغيرات والتعامل مع معطيات عصرنا الحالي بواقعية ورشد انطلاقاً من فلسفة حكيمة تؤمن ببناء الإنسان والإنسانية، وتعمل على اقتران أقوالها بأفعالها الرائدة التي باتت معلومة ومشهودة في العالم أجمع. كما أن قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، لديها رؤية ثاقبة في استشراف المستقبل واستلهام الحلول مثلما أشرت في إجابتي على السؤال الأول، وربما المتابع للمؤشرات العالمية خاصة السنوات الثلاث الأخيرة سيجد أن دولة الإمارات تبوأت مراتب متقدمة في العديد من المؤشرات منها على سبيل المثال مؤشر الثقة بالحكومة. ووفقاً لإحصاءات الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء نجد أن الدولة متفوقة عربياً ومتقدمة عالمياً في تقرير تمكين التجارة العالمي - تقرير التنافسية العالمي - تقرير تنافسية السياحة والسفر - مؤشر الابتكار العالمي - تقرير ممارسة أنشطة الأعمال - تقرير السعادة العالمي - تقرير التنمية البشرية العالمي - تقرير مؤشر الازدهار - تقرير المواهب العالمي - تقرير تصنيف العلامة التجارية للدول مجال السياحة - تقرير الطاقة العالمية الثلاثية - مؤشر عدم المساواة بين الجنسين - مؤشر ريادة الأعمال العالمي. وبناءً على كل ما تقدم فإن مستقبل دولة الإمارات سيشهد مزيداً من الازدهار والرخاء والاستقرار وتحقيق مراتب متقدمة في العديد من المؤشرات العالمية التي تعبر عن تسامح الشعوب وسعادتها، واندماج الثقافات وإثرائها، وتضافر الجهود الإنسانية المشتركة لازدهار حضارتنا المعاصرة. * ما هي الرسالة التي توجهونها لأبناء الإمارات ليكونوا شركاء في صناعة مستقبلهم؟ - رسالتي لكل أبناء الإمارات، سواء كانوا صغاراً أم كباراً بمختلف شرائحهم وفئاتهم ومسؤولياتهم، أن يكونوا سواعد بناء لأرض الإمارات الطيبة، فقد حرص الآباء المؤسسون الأوائل، رحمهم الله وطيَّب ثراهم، أن تتبوأ الإمارات المكانة العالمية المرموقة بين قريناتها دول العالم الشقيقة والصديقة، ولذا فإن على أبناء الإمارات أن يكونوا نبلاء أوفياء لوطنهم، مخلصين لقادتهم، منتجين وفاعلين وإيجابيين لبلدهم. ونصيحتي لهم أيضاً أن يهتموا بتحصيل العلم والسعي المستمر نحو منصات التميز والتفوق والنجاح والريادة، وأن يسابقوا الأمم والدول في تحقيق الخير والسلام والرخاء والازدهار، مستلهمين فكر ورؤى القيادة الرشيدة، حفظها الله، ومسترشدين بطموحاتها وتطلعاتها النبيلة. محمد الهاملي: جهود ها محل فخر واعتزاز أكد محمد سيف الهاملي مدير عام الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية بالإنابة أن يوم المرأة الإماراتية هو يوم فخر واعتزاز بما قدمته بنت الإمارات في سبيل رفعة شأن هذا الوطن وتدعيم أركانه، مشيراً إلى أن جهود المرأة الإماراتية على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسة لا تخطئها عين، مقدماً الشكر والتحية إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أم الإمارات على مبادرتها تخصيص يوم الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام مناسبة للاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية وتأكيدها من خلال المبادرة على أن جهودها في خدمة وطنها هي محل فخر واعتزاز من قيادتها الرشيدة. وأثنى الهاملي على جهود القيادة الرشيدة في منح المرأة الإماراتية فرص التعليم الجيد التي أهلتها لترقى أعلى المراتب العلمية ووقوفهم داعمين لطموحها واثقين في قدراتها مؤمنين بأن مسيرة التنمية بدونها تبقى بعيدة عن تحقيق أهدافها لافتقاد عنصرها المُلهم. وقال الهاملي إن الاحتفال بهذا اليوم يدعو إلى التفاؤل بالمكانة التي تتبوؤها المرأة في المجتمع فهو يبعث برسالة تحفيز لكافة النساء العاملات في مختلف الميادين ويحثهم على بذل المزيد من الجهود في ظل سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها الحكومة . مطر الطاير: 593 مواطنة يعملن في طرق دبي أكد مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن الهيئة تولي المرأة اهتماماً خاصاً، وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة كافة لإتاحة المجال أمام الكفاءات المواطنة الشابة، لتولي مناصب قيادية مهمة، لتسهم إلى جانب أشقائها الرجال في تحقيق الرؤية والأهداف الاستراتيجية للهيئة. وقال: حرصت الهيئة منذ تأسيسها، على منح المرأة الإماراتية الفرصة الكافية في الوظائف القيادية، حيث تبلغ نسبة المواطنات في الهيئة قرابة 18%، ويقدر عددهن بنحو 593 موظفة في مختلف قطاعات ومؤسسات الهيئة، بينهن 107 في وظائف قيادية وتخصصية، وتبلغ نسبة الموظفات المواطنات في الوظائف القيادية قرابة 13%، فيما تبلغ نسبة الموظفات المواطنات في الوظائف التخصصية 17%.
مشاركة :