ميسر جبر-مكه-سفراء: حرك الفضول الطالبة نوف اليافعي لمعرفة هوية المتصل عبر برنامج كشف الهوية، بعدما كرر الاتصال عليها عدة مرات، وفوجئت بمن يخبرها برغبته في مساعدتها للحصول على قبول بإحدى الجامعات الدولية، وتملكتها الدهشة وهو يسرد عليها جميع معلوماتها الشخصية، سواء شهادتها الجامعية، وتقديرها، ورغبتها في الابتعاث الخارجي، والتخصص المرغوب دراسته، ناهيك عن تفاصيل هويتها وجواز سفرها نوف واحدة من مبتعثين كثر تلقت هواتفهم رسائل نصية واتصالات من مجهولين لتقديم الخدمات في 14 دولة مختلفة، يعتزم الطلاب السفر إليها لإتمام المراحل الدراسية العليا، الأمر الذي أثار مخاوفهم من تسرب معلوماتهم لجهات مجهولة هذا الأمر أعاد إلى ذاكرتهم حديث مسؤولي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ضمن ملتقى مبتعثي المرحلة التاسعة مؤخرا، عندما حذروهم من الوقوع في فخ تسريب معلوماتهم لمكاتب تدعي تقديم خدمات استشارية للطلاب، عبر رسائل ترويجية تصلهم على البريد الالكتروني أو الهواتف النقالة يذكر أن المبتعثين يسجلون بياناتهم عبر الموقع الالكتروني لوزارة التعليم العالي أثناء فترة التسجيل للابتعاث، ما يعني أنه المكان الوحيد الذي يحتفظ ببيانات المبتعثين أو المرشحين للابتعاث، ويتساءل مبتعثون هل سربت معلوماتهم لهذه الشركات أم أن الموضوع عبارة عن اختراق لقاعدة بيانات الوزارة الالكترونية. وهنا يقول محمد، الموظف بأحد مكاتب تقديم الخدمات المجانية للطلاب «اشترينا قواعد بيانات 3 ملايين رقم عشوائي لمواطنين داخل السعودية من إحدى الشركات الإعلانية، بهدف تزويدهم برسائل إعلانية» وعليه، والحديث لمحمد، يصدف أن تتوافق رسائلنا الدعائية مع بعض الطلاب الراغبين في استكمال دراستهم بالخارج أو المسجلين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث يخالف ذلك عدد من الطلبة المبتعثين أو المرشحين للابتعاث، عندما أكدوا وصول هذه الرسائل لهم دون أقاربهم ممن لم يسجلوا بياناتهم ضمن برنامج الابتعاث أما المبتعثة من المرحلة الثامنة فاطمة راضي فتقول «ما زال بريدي الالكتروني يستقبل رسائل إعلانية لشركات تقدم خدماتها للطلاب، لكني لم أتجاوب معها خلال مرحلة تسجيلي، لأن وزارة التعليم العالي كانت تمنع ذلك». وتفيد آيات يوسف، التي لم تتأهل للابتعاث، أن هاتفها الجوال يستقبل بأوقات مختلفة العديد من الرسائل النصية التي تعرض فيها خدماتها للحصول على قبول بإحدى الجامعات الأجنبية، وتضع أرقام هواتف للتواصل معها وهذا الأمر يسبب لها حيرة كونها ترغب في الابتعاث ولم يحالفها الحظ مشككة في مدى تسريب الوزارة لقواعد البيانات وفرضت أن من الممكن وجود اختراق لموقعهم. أمام تلك المخاوف والشكوك والاتهامات، قال المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان لـ»مكة» « إن حماية قواعد بيانات المبتعثين أمر مفروغ منه ولا يمكن تسريبها، وهناك بيانات أهميتها أقل من أهمية هذه البيانات لا يمكن تسريبها، وقد تأتي إلينا طلبات من عدة شركات تتعامل مع الوزارة ولكن لا نقدمها لهم لأننا نعتبرها سرية. وأكد الحيزان حماية موقع الوزارة من كل الاختراقات بقوله «هذه قضية أولوية لدى وكالة التخطيط و المعلومات؛ حيث تحرص على توفير أكبر قدر من الحماية الممكنة، حيث إن البيانات الموجودة بالموقع مهمة جدا وسريه ولا يمكن أن تكون متاحة لأي اختراق محتمل».
مشاركة :