ما يحدث الآن في العراق من صراعات وأزمات سياسية وأمنية يجعلنا نتأكد أن هناك صراعاً من أجل طمس الهوية العراقية، بل طمس العراق وتغيير معالمه وحدوده الجغرافية، فالجميع يتحدث الآن عن سايكس – بيكو جديدة، يراد منها تقسيم العراق إلى دويلات وفق التوزيع الطائفي والقومي. ومن جهة أخرى، نجد أن كل الجهات التي لها مصالح في العراق تسعى إلى طمس الهوية العراقية وترفض كل صوت وطني ينادي باستقلال العراق عن أي تبعية سياسية وسيادية لأي دولة. وما حصل من عمليات قمع للمتظاهرين العراقيين قبل أسابيع لأنهم رفعوا شعار «إيران بره بره .. بغداد تبقه حرة» خير شاهد، وكذلك المجزرة التي ارتكبت بحق أتباع المرجع العراقي الصرخي في صيف 2014 لأنهم رفضوا التبعية لإيران وناهضوا مشاريعها التوسعية في العراق التي تسعى إلى تنفيذها من خلال السياسيين ورجال الدين الموالين لها. وهذا ما دفع بتلك الجهات إلى السعي لتصفية هذا الخط الوطني العراقي. يضاف إلى ذلك كله، عملية تغيير معالم العراق، حتى في داخل المناطق التي تهيمن عليها إيران، من قبيل تغيير أسماء المحافظات والشوارع واستبدالها بأسماء رموز وقيادات إيرانية. يضاف إلى ذلك عملية التصفية الممنهجة التي تمارسها إيران والمرجعيات المرتبطة بها والموالية لها لكل قيادة دينية عراقية عربية موجودة في الساحة. فإيران تسعى بكل جهد إلى طمس الهوية العراقية ومحوها، وما تصريح قياداتها بأن بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية سوى الدليل الواضح على ذلك. لكن على رغم كل المحاولات الإيرانية لطمس الهوية العراقية يبقى أبناء العراق الغيارى المخلصون مصرين على إثبات هويتهم العراقية العربية.
مشاركة :