تمكنت قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة من تحرير «جبل السوداء» المطل على منطقة محلي في نهم، والتقدم نحو «جبل الصياحي» الاستراتيجي في غرب مدينة تعز، فضلاً عن الاستعدادات المكثفة لقوات الشرعية، بمساندة التحالف لبدء تحرير الساحل الغربي لليمن. وفي التفاصيل، حققت قوات الجيش والمقاومة في جبهات مديرية نهم شمال العاصمة صنعاء، تقدماً جديداً باتجاه منطقة محلي، حيث سيطرت على «جبل السوداء» المطل على منطقة محلي مباشرة، والتي باتت تتهاوى في أيدي قوات الشرعية، حسبما ذكر مصدر ميداني في المقاومة. وأكد المصدر تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، خصوصاً أن الميليشيات دفعت بقوات حديثة التدريب ومقاتلين من أبناء القبائل ليس لديهم أي دراية بالعمليات العسكرية أو الخطط وقواعد الاشتباكات، فكانوا ضحايا المواجهات. • 19 قتيلاً وعشرات الجرحى خسرتهم الميليشيات في تعز، وتدمير عدد من العربات والآليات العسكرية. • الأحمر: حلم اليمنيين بدولة اتحادية يسودها العدل والاستقرار والمساواة سيتحقق بسواعد هؤلاء الرجال. وفي تعز، أكد قائد العمليات العسكرية في الجبهة الغربية محمد مهيوب لـ«الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على تبتين في الجهة الغربية من «جبل هان» الاستراتيجي، مشيراً إلى أن تقدمهم الأخير جاء كرد عكسي على محاولات التسلل والهجمات التي شنتها الميليشيات خلال اليومين الماضيين باتجاه «جبل هان». وأكد مهيوب أن قوات الشرعية مستمرة في التقدم، ولو بشكل بطيء، باتجاه الربيعي والمناطق الغربية المحيطة بالطريق الدولية الرابطة بين الحديدة وتعز من جهة هجدة والمخاء، والتي زُرعت بمئات الألغام من قبل الميليشيات، الأمر يحد من سرعة تقدم قوات الشرعية، مشيراً إلى أنهم بحاجة ماسة إلى معدات حديثة خاصة بنزع الألغام. وأوضح أن قوات الشرعية تمكنت من السيطرة على تبتي في غرب «جبل هان»، وأنها بصدد السيطرة على «جبل الصياحي»، ثاني أهم جبل في المنطقة بعد «هان» باتجاه الغرب على طريق الربيعي وهجدة. وأشار إلى أن الميليشيات دفعت بتعزيزات جديدة إلى المنطقة من جهة الحديدة وإب، مستغلة توقف الغارات خلال الساعات القليلة الماضية، مطالباً مقاتلات التحالف بمعاودة استهداف تلك التعزيزات، التي وصفها بالضخمة، وتحوي مدافع ودبابات وأسلحة رشاشة، فضلاً عن إحدى قاذفات صواريخ الكاتيوشا. وكانت الميليشيات خسرت خلال اليومين الماضيين أكثر من 19 قتيلاً وعشرات الجرحى، وتدمير عدد من العربات والآليات العسكرية، خلال محاولاتها المستميتة لاستعادة جبل في منطقة الضباب غرب مدينة تعز. وفي الجبهة الشرقية، واصلت الميليشيات المتمركزة في تباب السلال وسوفتيل وارمان استهدافها أحياء صالة والجحملية وثعبات والقاهرة بمختلف الأسلحة. كما قصفت مناطق في المسراخ في صبر وقدس وحيفان والتربة وبني عمر في الشمايتين والمقاطرة، وذلك من مواقعها في دمنة خدير وبعض مناطق حيفان. وفي جبهة الوازعية، تجددت الاشتباكات العنيفة مع الميليشيات في مناطق الشامي والشرق وجرداد وجبل الضعيف الواقعة بين الوازعية والشمايتين جنوب المحافظة. في الأثناء، تحدثت مصادر عن تمكن المقاومة والجيش من أسر أحد قيادات الميليشيات في تعز، المكنى «أبوجهاد» في منطقة فرزة صنعاء، كما تحدثت عن مقتل 19 وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات في العمليات الأخيرة، فيما استشهد أحد أفراد المقاومة والجيش، وأصيب ثمانية آخرون. من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد سمير الحاج، إن المعارك تسير وفق الخطة المقترحة لفك الحصار عن تعز، موضحاً أن المعارك على أشدها في ثلاث جبهات. وأضاف الحاج أن «أبطال قواتنا المسلحة ورجال المقاومة تمكنوا من كسر هجوم عنيف للميليشيات على تبة حلبة بالعشملة غرب مقبنة، وقرية الصيار بالصلو جنوب تعز، وأجبروهم على الفرار بعد تكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات». وذكرت مصادر في المقاومة أن الميليشيات عاودت قصف الأحياء السكنية بعد انكسارها في جبهات القتال، حيث قصفت، أمس، أحياء سكنية عدة في المدينة بصواريخ كاتيوشا، إضافة إلى قرى بمديرية المواسط، وأسفر القصف عن استشهاد مدني، وجرح ثمانية آخرين. وفي الحديدة على الساحل الغربي، تحدثت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة عن استعدادات مكثفة تقوم بها قوات الشرعية، بالتعاون مع قوات التحالف، لتحرير الساحل الغربي الممتد من باب المندب جنوبا إلى ميناء الصليف غرباً، من الميليشيات التي مازالت تمارس عمليات تهريب واسعة للأسلحة عبر تلك المساحة المائية في غرب اليمن. وأكدت المصادر التحضير لعمليات واسعة ستمتد على طول الساحل الغربي، بمشاركة واسعة لقوات التحالف البحرية والجوية، التي بدأت تمهد للعملية من خلال الغارات المكثفة التي تشنها على مواقع الميليشيات، حيث شنت سلسلة من الغارات على جزيرة كمران وبوابة ميناء الحديدة ومعسكر جوار ميناء الصليف والقاعدة البحرية بمدينة الحديدة، و17 غارة على معسكر الجبانة، والدفاع الساحلي، ورأس عيسى. وفي مأرب، واصلت قوات الجيش والمقاومة دك مواقع الميليشيات في محيط صرواح وهيلان بالمدفعية الثقيلة، وفقاً لمصدر في المقاومة، الذي أكد مقتل وجرحى عشرات الميليشيات في القصف الأخير. وفي البيضاء، واصلت المقاومة الشعبية جبهة آل حميقان بمديرية الزاهر تكبيد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح، فيما واصلت المقاومة في رداع انتصاراتها على الميليشيات في محيط جبل نوفان ببلاد الجوف، حيث تمكنت من نسف ثلاثة مواقع للميليشيات من خلال تفخيخها وتفجيرها عن بعد، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من العناصر التي كانت في تلك المواقع، فيما فرت مجموعة منها تقدر بـ30 مسلحاً إلى محيط المنطقة المحاصرة من جميع الاتجاهات من قبل المقاومة. وفي حضرموت، زار نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، أمس، عدداً من الوحدات العسكرية بمديرية العبر، وشدد على جاهزيتها القتالية، وكان في استقباله خلال زياراته التفقدية قادة الوحدات العسكرية والضباط والصف والجنود. وألقى الأحمر خلال الزيارة كلمات توجيهية، أشاد فيها بانتصارات مقاتلي القوات المسلحة، وما يقدمونه من تضحيات في سبيل تحرير اليمن، واستعادة دولته، والحد من الأعمال والجرائم الإرهابية. وشدد الأحمر على التحلي بالجاهزية العسكرية واليقظة العالية، بما من شأنه حماية أمن واستقرار اليمن، وإنهاء المعاناة التي خلّفها الانقلابيون، ووقف الجرائم والانتهاكات التي يمارسونها بحق أبناء الشعب اليمني. وأشار الأحمر في كلماته إلى المهام الوطنية الملقاة على عاتق كل اليمنيين، وفي مقدمتهم أفراد الجيش الوطني والمقاومة، مؤكداً أن حلم اليمنيين بدولة اتحادية يسودها العدل والاستقرار والمساواة سيتحقق بسواعد هؤلاء الرجال.
مشاركة :