الذاكرة البديلة.. تقاعد مبكر للعقل البشري

  • 8/30/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أشرف جمعة (أبوظبي) ليس أسهل من تسجيل العناوين والمواعيد والأرقام على الهاتف الذي أصبح في وقتنا الحاضر ذاكرة بديلة، تحفظ السر وتأوي الملفات الخاصة التي يرجع إليها الأفراد وقت الحاجة، ما ساهم في الاعتماد على هذه الذاكرة بشكل صارخ. وحين يُفقد الهاتف الخلوي وتضيع معه الذاكرة البديلة تتحول الحياة إلى نكد عارم وأسف شديد على فقدان أرقام الأصدقاء وعناوين البيوت والملاحظات الخاصة، فإلى أي مدى يؤثر الاعتماد على الذاكرة البديلة في الذاكرة البشرية، وهل فقدان تلك الحافظة لأي سبب تقني، كفيل بأن يصيب المرء بالحسرة، وكيف يمكن العودة إلى الطبيعة البكر أيام كان عقل البشري هو دفتر ملاحظاته وذاكرة الزمان والمكان؟ ضياع هاتف يحكي فواز علي الظاهري، قصة فقدانه هاتفه المحمول الذي كان رفيقة لمدة عامين، وبه أرقام هواتف لا حصر لها للأصدقاء والمعارف والأهل وممثلي الدوائر والمؤسسات، التي يتعامل معها لكونه يمتلك شركة خاصة، ويبين أنه فور قوع هذه الحادثة كان يقول لأحد المقربين إليه، أريد الأرقام ودفتر الملاحظات ولا أريد الهاتف، لافتاً إلى أنه كاد يجن لضياع ذاكرته البديلة التي عليها صوره وصور عائلته وأشياء خاصة جداً كانت مدونة في الملاحظات، ويشير إلى أنه عانى كثيراً بعد ضياع الهاتف وأصبح ينقل كل فترة محفوظات هاتفه الجديدة في حافظة أخرى على هاتف آخر حتى لا يتعرض للمشكلة ذاتها، مؤكداً أنه كان يتمنى أن يدرب عقله على الحفظ بدلاً من الاعتماد على الذاكرة البديلة. مهارة الحفظ ولا تخفي رولا وديع، 60 عاماً، أنها تشعر بالقلق الشديد حين تنسى هاتفها في مكان وما وتبدأ رحلة البحث عنه إلى أن يتم العثور عليه، وتشير إلى أنها لا تؤمن بالذاكرة البديلة، لكنها أصبحت واقعاً في الحياة إذ تكتب محتويات التسوق في نهاية كل أسبوع في ملاحظات الهاتف وتسجل أرقام الأصدقاء جميعاً في دفتر الأسماء وتحتفظ بصورها الخاصة به والكثير من الأشياء الخاصة ولا تدري كيف وصل العقل البشري إلى هذه النتيجة المؤسفة، إذ إنها تتذكر وهي صغيرة قبل أن يصبح الهاتف المحمول في متناول يد الجميع كانت تحفظ أرقام الهواتف المنزلية لكل المعارف دون أن تخطئ في رقم واحد، أو كان يكفي أن استدعاء اسم جارتها حتى تجد أصابعها تعزفه على لوحة أرقام الهاتف الثابت، فضلاً عن مهارتها في حفظ التواريخ المهمة وأعياد ميلاد الأشخاص المهمين، لكنها تتحسر على إضعاف ذاكرتها بهذا الشكل واعتمادها على الهاتف الخلوي في كل شيء. ... المزيد

مشاركة :