دنيا وإيمي سمير غانم القاهرة المجلة: داليا عاصم نقاد: الجمهور هو الحكم والفن لا يعرف المجاملة والمحسوبية * حفيدة الفنانين الراحلين فريد شوقي والشاويش عطية لـ«المجلة»: لا أرى ضررًا في مسألة التوريث بل بالعكس أعتبرها نعمة كبيرة فأنا محظوظة جدًا * الناقد محمود قاسم لـ«المجلة»: الطفل الذي ينشأ في أسرة فنية ويجد والده ووالدته فنانين ولقاءاته بفنانين ومخرجين لا بد أن يتأثر وينخرط في هذا الوسط يبدو أن مهنة الفن والتمثيل أصبحت تورث أيضا كما هو حال كثير من المهن في مصر، كالطب والهندسة والصيدلة والمحاماة والصحافة حتى التدريس بالجامعات، كلها من المهن التي تورث للأبناء التي يدخل فيها عامل «الواسطة» والمحسوبية والمجاملات. وتحظى الساحة الفنية المصرية الآن بعدد كبير من أبناء وأحفاد نجوم كبار قدموا روائع في الدراما والسينما والمسرح، بعضهم استطاع أن يشق طريقه ويتربع على عرش بورصة النجوم والبعض الآخر توارى اسمه وخفت نجوميته، ومنهم: ابنة الفنانة ماجدة الصباحي والفنان إيهاب نافع، الفنانة غادة نافع، التي ظهرت في التسعينات ولم تستكمل مشوارها الفني، وكذلك رانيا فريد شوقي، ورانيا محمود ياسين. ويبدو أن المثل الذي يقول: «ابن الوز عوام» لا ينطبق على الوسط الفني المعروف عنه ظاهرة «الشللية»، خصوصا أن الموضوع متعلق بأحكام الجمهور المتلقي وحجم إيرادات الشباك. وبنظرة متأنية للأداء الفني وحصر نجوم الشباك سنجد أن الناجحين منهم لا ينحدرون من أسر فنية بل إنهم شقوا طريقهم بأنفسهم وعلى رأسهم النجم أحمد حلمي، والنجم محمد رمضان، وغيرهم. ظاهرة التوريث المتفشية في المجتمع المصري أضحت ظاهرة فنية لافتة جدا، ليست جديدة على الوسط الفني حيث كانت الأعمال السينمائية المصرية تحفل بعدد من الأشقاء والشقيقات الذين سطع نجمهم؛ فهناك سعاد حسني ونجاة الصغيرة، وميمي وزوز شكيب، وحسين رياض وشقيقه الفنان فؤاد شفيق، وشادية وشقيقتها عفاف شاكر، وعائلة «ذو الفقار»، وفي الجيل الجديد أحمد مكي وإيناس مكي، ووفاء عامر وأيتن عامر وغيرهم. أحفاد عمالقة الفن يكتسحون وتشهد الساحة الآن أحفاد عمالقة الفن، فالفنان الراحل فريد شوقي الملقب بـ«وحش الشاشة العربية» له اثنان من الأحفاد: الفنانة ناهد السباعي والفنان الشاب أحمد سعيد. واستطاعت ناهد السباعي أن تصعد بسرعة كبيرة بعد مسلسل «سجن النسا» و«ذات» مع نيللي كريم وحاليا لها فيلم سينمائي من بطولتها «حرام الجسد» ولعبت دور البطولة في الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «هبة رجل الغراب»، وهي تقول لـ«المجلة»: «لا أرى ضررا في مسألة التوريث بل بالعكس أعتبرها نعمة كبيرة فأنا محظوظة جدا، لكوني أنتمي لأسرة فنية بها محمد فوزي وهدى سلطان ومدحت السباعي، وعبد المنعم السباعي مؤلف أغان، الذي تعاون مع أم كلثوم، كما أن جدي هو الشاويش عطية الذي شارك إسماعيل يس في أفلامه، مع عائلة مثل تلك العائلة لم أكن أتصور نفسي إلا فنانة ولطالما حلمت بهذا اليوم». والعام الماضي أطلت الفنانة الشابة جميلة عوض، وهي حفيدة الكوميديان الراحل محمد عوض، ووالدها المخرج عادل عوض، ووالدتها الفنانة راندا، وأعمامها فنانون أيضا، وكانت انطلاقة جميلة عوض في مسلسل «تحت السيطرة» في شهر رمضان الماضي لتقدم أول بطولة سينمائية لها في فيلم «هيبتا». كما أخفت النجمة مي عز الدين قرابتها بالفنانة الجميلة زبيدة ثروت، حتى أصبحت واحدة من أشهر فنانات الجيل الحالي، ثم صرحت في برنامج «أنا والعسل» مع نيشان بأنها حفيدة زبيدة ثروت، لكنها لا ترى أنها تشبهها حيث تعتبرها «هي الأجمل بالتأكيد». كريم مع والده محمود عبد العزيز وأعلن الفنان أمير كرارة عن أنه حفيد الفنان الراحل محمود شكوكو، قائلا: «هو خال والدتي لكنه بمثابة جدي». وكان كرارة قد شق طريقه لعالم الفن عبر ظهوره موديلا في فيديو كليب للفنانة سميرة سعيد، ثم اشتهر مذيعا لبرامج مسابقات فنية، بعدها كانت بدايته في أول أعماله الفنية فيلم «ذكي شان» مع الفنان أحمد حلمي. ومؤخرا، كشفت الفنانة والمطربة الشعبية بوسي في أحد البرامج التلفزيونية أن هناك صلة قرابة تجمعها بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فهو يعتبر في مقام الجد بالنسبة لها لأن جدها هو ابن خالة عبد الحليم حافظ، لذا تعتبره جدها. وكان قد نجح على الشاشة في مجال الغناء، حفيد الفنانة الكبيرة ماري منيب، وهو المطرب عامر منيب، الذي رحل عن عالمنا بسبب معاناته مع مرض السرطان لكنه ترك بصمة فنية خاصة به في عدة أفلام، وألبومات غنائية كانت تتصدر بورصة الأغاني الشبابية. أبناء الفنانين يطاردهم تاريخ آبائهم أما ظاهرة أبناء الفنانين الذين بزغ نجمهم في فترة الثمانينات والتسعينات فهي تستشري بشكل لافت أكثر من الأجيال الفنية السابقة، فأبناء كل من عادل إمام، وسمير غانم، ومحمود عبد العزيز، وأحمد زكي، ونور الشريف، ومحمود ياسين، وسعيد عبد الغني، أصبحوا يحتلون كثيرا من الأعمال الدرامية والسينمائية. تتجلى ظاهرة التوريث في محمد عادل إمام الذي قدمه والده أثناء طفولته في الفيلمين «كراكون في الشارع» عام 1986. و«حنفي الأبّهة» عام 1990. ثم حاول تقديمه ليتم تصنيفه كوميديانا في فيلم «حسن ومرقص» الذي عُرض عام 2008، حيث كان يقوم بدور ابن رجل الدين المسيحي «مرقص» الذي قام بدوره عادل إمام، ثم قام بأوّل بطولة سينمائية مطلقة في فيلم «البيه رومانسي» عام 2009. لكنه لم يحز النجاح المنتظر، وهو أول عمل فني ينفصل فيه فنيًا عن والده. على الجانب الآخر هناك شقيقه رامي الذي لم ينفصل عن والده وأصبح هو من يخرج أعمال عادل إمام السينمائية والدرامية، وقدم عملا واحدا دون والده، وهو مسلسل «عايزة أتجوز» بطولة هند صبري. محمد إمام يعتبر النقاد ابنتي الكوميديان الكبير سمير غانم، دنيا وإيمي، حالة فريدة من نوعها بين أبناء الفنانين، فقد تمكنت كل منهما من أن تصبح «نجمة شباك» كما حققتا نجاحا باهرا في الدراما. بدأت دنيا مشوارها الفني قبل إيمي بعدة سنوات وعرفها الجمهور من خلال شخصية «ندى» في مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة»، ونجحت من خلال هذا الدور الذي قدمته عام 2001. ثم نجحت في الحصول على دور بطولة أمام الكوميديان محمد هنيدي في فيلم «يا أنا يا خالتي» عام 2005، وهي تسير بخطى ثابتة حيث قدمت مع النجم أحمد مكي عددا من الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا، خصوصا بين الشباب، ثم أظهرت موهبة لافتة في دور هدية الزوجة الصعيدية في مسلسل «الكبير أوي» لعدة أجزاء واستطاعت أن تثبت أن «ابن الوز عوام»، ولحقتها «إيمي» بمشاركتها في فيلم «إكس لارج» مع النجم أحمد حلمي، ثم فيلم «بلبل حيران» وحققت نجاحا صعد بها إلى مصاف نجوم الشباك، فقدمت بطولة أمام رامز جلال في فيلم «غش الزوجية»، وبعدها مسلسل مع محمد سعد «فيفا أطاطا»، ثم مسلسل «حق ميت» مع حسن الرداد، الذي عرض في رمضان الماضي، وهذا العام تقدم مع شقيقتها مسلسل «نيللي وشريهان» الذي يلقى نجاحا جماهيريا. وفي تفسير لأسباب استمرارية عدد من أبناء وأحفاد النجوم واختفاء بعضهم، يقول الناقد الفني محمود قاسم لـ«المجلة»: أصبحت ظاهرة التوريث الفني مرتبطة بـ«البيزنس» للعائلات الفنية، مثل عادل إمام وأبنائه، ومحمود عبد العزيز وأبنائه ويحيى الفخراني وابنه، وغيرهم، لكن بالطبع الطفل الذي نشا في أسرة فنية ليجد والده ووالدته فنانين ولقاءاته الأسرية بفنانين ومخرجين وهكذا لا بد أن يتأثر بشكل ما وينخرط في هذا الوسط. ويشير إلى أنه يرى أنه «لا مجال للمجاملة في الفن، فالموهبة وحدها هي التي تقرر مصير النجم أيا كان، وأحيانا يتفوق الابن على والده فأنا أرى موهبة أحمد الفيشاوي أكبر بكثير من موهبة والده، ومحمد إمام يتراوح بين الأداء الجيد والسيئ لكن لا مجال للمقارنة بينه وبين والده، فهو ليس خفيف الظل، في حين أن أبناء كثير من الفنانين فشلوا في اقتحام مجال التمثيل مثل ابنة فاتن حمامة، وابنة رشدي أباظة وغيرهم». في حين يرى الناقد الفني عصام زكريا أن «المجتمع كله فاسد وهو ما ينعكس على الفن بالتأكيد، لكن مسألة التوريث قد تساعد الفنان في الانطلاقة الأولى له التي تكفل له نسب مشاهدة عالية مع أول ظهوره، وتاريخ أجداده يعطيه ثقلا لدى المعجبين، وهو أمر مهم جدا في الوسط الفني، وقد لا يحصل عليها فنانون موهوبون، لكن إذا لم تكن لديه الموهبة فإن المجاملات تنتهي بلا رجعة». ويضرب زكريا مثلا بالفنان هشام سليم ابن صالح سليم الذي ظل سنوات فنية يدور في فلك الأدوار نفسها التي يقدمها. ويقول: «في الفن المسألة أكثر عدالة من باقي المجالات المهنية الأخرى، فلا بد للفنان من الاجتهاد والموهبة كي يحقق نفسه ويستقل ويصبح له جمهوره الخاص، ويضيف أنه رغم تأثير (الواسطة) السلبي على مهن كثيرة، فإنها لم تتمكن من ذلك في المجال الفني، خصوصا أن الفنان مجرد عنصر واحد فقط في العمل فلا يمكن أن تنهار السينما بسبب فنان ما أو الدراما، وهكذا لأن العمل الفني فريق كبير، وفي النهاية موهبة الفنان وحدها هي التي تحدد استمراريته أو لا». ناهد السباعي حفيدة الفنان الراحل رياض القصبجي الشهير بالشاويش عطية
مشاركة :