الشارقة: مصعب شريف تتنوع الجهود التطوعية الشبابية الإماراتية، في مختلف المجالات الإنسانية والثقافية والتراثية، وفي كل واحدة من هذه المجالات يناقش الشباب الإماراتي قضايا مجتمعية واضعاً بصمته الخاصة بالتركيز على المواضيع الإنسانية، إلا أن مبادرة وهج، التي تأتي تحت شعار الشارقة مشرقة بالثقافة، تنقل المبادرات التطوعية الإماراتية إلى فضاء جديد كلياً، فهي تعمل على ثيمة مختلفة تماماً تركز على عكس التراث والفنون والثقافة الإماراتية والتعريف بها في مختلف أرجاء العالم، متخذة من اليابان نقطة انطلاقتها إلى آفاق التعريف بالتراث والثقافة الإماراتيين، وترتكز المبادرة على التعريف بالدولة، وإمارة الشارقة باعتبارها القلب النابض بالثقافة، لما تقدمه من جهود متنوعة في المجالات المختلفة، تعزيزاً لدور الشباب في التبادل الثقافي مع شعوب العالم. تنطلق المبادرة التي أطلقها مجموعة من شباب الإمارات وهم: علي مراد، وسعيد السويدي، ومثايل آل علي، إلى جانب آخرين، من رسالة التنوع والانفتاح على الآخر التي تحملها الإمارات تجاه محيطها الإقليمي وأفقها العالمي، عبر التعريف بإمكاناتها كأحد المراكز الثقافية العالمية، بالتركيز على الشارقة مدينة التراث والثقافة. وتعد وهج أبرز المشاريع التطوعية التي تدعم التبادل المعرفي والخبرات، كما تسهم في التعريف بالتراث والفنون، وتأتي الرحلة برعاية هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة بالتكفل بتغطية جميع مصاريف الرحلة، ودعم المشروع بكل الطرق لتحفيز الطاقة الشبابية في خدمة الوطن. يقول علي مراد، وهو منسق اجتماعي في مؤسسة الشارقة للفنون، وأحد القائمين على المشروع: إن مبادرة وأنشطة الرابطة اليابانية الإماراتية التي انطلقت عام 2011 وتعد الفكرة الملهمة لانطلاقة وهج، التي بدأت باستضافة شباب من اليابان لتوطيد العلاقات بين الشعبين، وخلال فترة الاستضافة يتم تنظيم دورات استكشافية للزوار يتم تعريفهم خلالها إلى العادات والتقاليد الإماراتية، وأبرز ملامح التراث والثقافة، ويشير إلى أنهم استقبلوا أكثر من 20 وفداً في 2014 فقط. ويضيف: بعد نجاح المرحلة الأولى فكروا في تطويرها فجميع هذه الوفود التي زارت الشارقة أعجبت بها، لما تحتويه من مناطق تراثية وثقافية، خصوصاً أن اليابانيين من الشعوب المحبة للفنون، ويرى أن فعاليات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية أسهمت كثيراً في ترسيخ مكانة الشارقة والتعريف بها لدى اليابانيين. وتعد اليابان المحطة الأولى للمبادرة التي تستمر لتشمل دولاً أخرى، ويعرب مراد عن شكره لهيئة الإنماء السياحي والتجاري بالشارقة، التي تكفلت بتغطية نفقات رحلة فريق وهج لليابان، وهي الرحلة التي مثلت نقلة مختلفة في مسار المبادرة، عبر الرحلات والأنشطة التي نظمها الوفد الإماراتي في المدن اليابانية، وفي كل محطة كانت الشارقة حاضرة في مشروع تعريفي متكامل يعرضه الفريق في هذه المدينة قبل أن يشد الرحال إلى الأخرى. مدينة الشارقة وبقية مدن الإمارة، بما تحتويه من مواقع تراثية وصروح مختلفة، كل ذلك إضافة إلى تاريخها وعادات أهلها وبطولاتهم، كانت حاضرة ضمن ما قدمه أعضاء المبادرة من محاضرات وورش تعريفية، ووجدت تفاعلاً كبيراً بحسب ما يؤكد ذلك مراد. وقال: وجدنا تفاعلاً كبيراً من قبل اليابانيين في كل مكان زرناه، كانوا يسألون بشغف كبير عن الشارقة ومواقعها التراثية، كما أجابوا على مجموعة من الأسئلة بعد المحاضرات، كما نظمنا لهم فعالية لتوزيع هدايا ترمز للتبادل الثقافي، أبرزها الزي الوطني الإماراتي الذي ارتداه اليابانيون. ويرى مراد أن الجولة كانت ناجحة جداً، مضيفاً: هدفنا من خلالها فتح الأبواب أمام اليابانيين لزيارة الشارقة لتلقي ورش فنية وثقافية، كذلك لدينا هدف آخر هو خلق توأمة بين مدينة الشارقة وبلدية كيوتو العاصمة التراثية لليابان نظراً للقواسم المشتركة بين المدينتين، وفعلياً تمت دعوة بلدية كيوتو لزيارة الشارقة من قبل هيئة السياحة، ومن المتوقع أن تتم التؤامة في العام المقبل، لتوقيع اتفاقية شراكة بين البلدين تتضمن مجموعة من المخططات المستقبلية منها إقامة مهرجان ياباني في الشارقة، وآخر إماراتي في اليابان، وإنشاء حديقةزن في الشارقة، وهي حديقة صامتة وجافة تأملية. العمل في تنفيذ برامج وأنشطة المبادرة يتم بروح الفريق الواحد، حسب ما يؤكد ذلك سعيد مطر السويدي، أحد أعضاء الفريق، مشيراً إلى أن هذه الروح ظلت سائدة منذ بداية عمل الفريق في مشروع الرابطة الإماراتية اليابانية، التي كان أحد منسقيها، ويرى السويدي أن توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين عبر التواصل الشبابي من شأنه أن يعود بالنفع على القطاعات الثقافية، لافتاً إلى جانب آخر من الأمر، يتعلق بالفائدة الذاتية التي يجنيها أعضاء فريق المبادرة والمتمثلة في شحذ ذخيرتهم الثقافية بمعارف وخبرات جديدة، عبر الأنشطة المختلفة التي شاركوا فيها بزيارة 4 من أكبر الجامعات في اليابان، ولا تقتصر الفائدة على التلقي فقط فهنالك جانب آخر يرى السويدي أنه من الأهمية بمكان، وهو ضرورة الإلمام بالتراث الثقافي للإمارات ومعرفة جهود الشارقة في المجال معرفة دقيقة تمكنهم من تقديم المعلومات للمتلقين من اليابانيين وغيرهم. مثايل آل علي، مسؤولة التسويق والسوشيال ميديا في المبادرة، تقول إنهم نجحوا في جذب الكثيرين للالتفاف حول الفكرة، عبر الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتغطية أحداثها وفعالياتها المختلفة ونشرها عبر مواقع سناب شات، وإنستغرام، الأمر الذي أسهم في جذب كثيرين إلى وهج، التي تهدف للتعريف بالثراء التراثي والثقافي الذي تزخر به الدولة وإمارة الشارقة بشكل خاص بوصفها مركز إشعاع ثقافي متميز في المنطقة. وتشير آل علي إلى أن حملاتهم الترويجية في وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في جذب رواد آخرين غير اليابانيين من مختلف الدول العربية ودول العالم، كما دفع بالكثير من المهتمين للانضمام لها تحقيقاً لأهدافها في التعريف بالثقافة والفنون والتراث الإماراتي. وتضيف: الرسالة الإعلامية للمبادرة ترتكز على عكس مواد تعرف بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة وتقديمها للناس في قوالب فنية جاذبة، مشيرة إلى أنهم يقومون كذلك بدور كبير في التبادل الثقافي بين الإمارات واليابان، وهي الجهود التي بدأت بعكس جولات فريق المبادرة في اليابان، وتستمر بنقل فعاليات المهرجان الياباني في الشارقة.
مشاركة :