لا تزال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ترى أن هناك فرصا لنجاح مباحثات اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية المعروفة باسم “الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي”، وذلك على عكس زيجمار جابرييل، نائبها ووزير الاقتصاد الاتحادي. وبحسب” الألمانية” قال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية أمس في العاصمة الألمانية برلين “من الصائب أن تتم مواصلة التفاوض”. وأضاف أن “المستشارة الألمانية ترى أن من مهمتها أن تنتظر ما يمكن للاتحاد الأوروبي تحقيقه”، وأكد أن الأمر الحاسم والمهم لا يحدث غالبا إلا في الجولة الأخيرة من المباحثات. لكن زايبرت أشار إلى أن هناك اتفاقا على أن مواقف أطراف التفاوض “تختلف تماما عن بعضها البعض في قضايا مهمة”. وأوضح أن الأمر يتوقف في النهاية على “الموازنة بين إذا ما كانت المزايا ستغلب على العيوب أم لا”. وكان جابرييل قد صرح في حوار مع القناة الثانية الألمانية زد دي إف، تم بثه أمس الأول بأن مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة “أخفقت في الواقع”، فيما واصل تأييده لاتفاقية التجارة الحرة “سيتا” بين الاتحاد الأوروبي وكندا. وناشدت أوساط اقتصادية مهمة في ألمانيا الحكومة الاتحادية للبلاد تعزيز دعمها للمفوضية الأوروبية خلال المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال ماتياس فيسمان رئيس اتحاد صناعة السيارات في ألمانيا ونائب رئيس اتحاد الصناعات الألمانية بي دي أي، “إنه يتعين على الحكومة الاتحادية دعم المفوضية الأوروبية”. وتابع قائلا “بدلا من التخلي عن الاتفاقية لأسباب حزبية سياسية، يفضل تعزيز المساعي لتحقيق إبرام جيد لها”. يذكر أن زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الاقتصاد الاتحادي في حكومتها قد صرح في حوار مع القناة الثانية الألمانية زد دي اف أمس الأول بأن المفاوضات حول الاتفاقية “أخفقت”، وقال “إنه يتعين علينا بصفتنا أوروبيين ألا نرضخ للمطالب الأمريكية بالطبع”. من جانبها، حثت الرابطة الألمانية لصناعة الآلات والمعدات في دي إم ايه، جابرييل على تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة المخطط لها مع الولايات المتحدة. وقال تيلو بروتمان رئيس مجلس إدارة الرابطة أمس “إن زيجمار جابرييل ملزم بصفته وزير اقتصاد وطن التصدير، ألمانيا، بالعمل لمصلحة التجارة الحرة بدون أي شروط أو قيود”. ومن شأن اتفاقية التجارة الحرة المخطط لها بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أن تحد من الحواجز التجارية بين كلتا المنطقتين الاقتصاديتين، لكن المفاوضات الخاصة بها عالقة منذ فترة طويلة.