متعصّبون يشعلون فتيل «الفتنة» على مسرح وسـائل التواصل..!

  • 8/30/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعد ظاهرة التصنيفات المجتمعية التي تفشت خلال السنوات الأخيرة من أخطر الظواهر السلبية التي تهدد كيان أي مجتمع وهو ما يحتم على الجهات المختصة التصدي لها بكل الوسائل التي تؤدي للقضاء عليها، ومن بين هذه التصنيفات تلك التي جزأت المجتمع إلى تصنيفات حزبية كليبرالي، جامي، سروري، داعشي، علماني، وغيرها وقد غاب عن هؤلاء المصنفين أن الوطن للجميع ويتسع للكل وليس من حق أي أحد أن يزايد على الوطنية أو يتهم الآخر بالخيانة سواء في وسائل الإعلام المختلفة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي. الرياض استطلعت رأي عدد من المختصين حول موضوع التحقيق للتعرف على أبعاد هذه الظاهرة. ظاهرة ملفتة ويؤكد الشيخ حمد بن خنين - مستشار شرعي وعضو جمعية حقوق الإنسان - أن التصنيفات المجتمعية ظاهرة برزت مؤخراً وبشكل ملفت زاد من تأججها التعصب للرأي والذي دائما هو ناتج من الطبيعة البشرية كما هو معروف في علم الاجتماع، فالأصل الانسجام مع الجماعات الأخرى والبعد عن الانفعال المؤجج الذي يشعل فتيل الخلافات فتنتج عنها تلك التصنيفات التي ما أنزل الله بها من سلطان، فالعدو يسهم في دعم تلك التعصبات للنيل من المجتمع المضاد لتفكيكه وانقسامه وتحويله إلى أحزاب متناحرة تخون بعضها الآخر ويتهمه بعدم الولاء لوطنيته، ولا يعلم أن تصنيفه للآخر داعم لتفكيكه ولم يعِ بأن الوطن للجميع ويتسع للكل والجميع يجب أن يتحدوا تحته لتقوى بهم لحمة المجتمع. حوار ووعي وقال ابن خنين: إننا بحاجة في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى أن نبتعد عن تلك التصنيفات الفكرية العوجاء من خلال تجمع وطني للحوار وتكثيف الوعي في المجتمع عن مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام وجهات التعليم المختلفة وتقرير القيم لحب الوطن، والضرب بيد من حديد على كل من تسول نفسه في التفريق الفكري المجتمعي فالوطنية هي جمع للكلمة وتوحيد للصف والبعد عن بث الكراهية والخلاف وتبادل التهم، وما يحزن أن هذا التصنيف وصل إلى المفكرين والأدباء والإعلاميين وامتدت جذوره إلى الإساءة للنخب المثقفة، مما ينبغي توحيد الخطاب الثقافي من أجل الوحدة الوطنية ووضع نظام واطر تحمي المجتمع من عمليات التجاوزات القائمة أيا كان مصدرها وإيقاف كل من يؤجج هذا العمل ويغذيه، فلا شيء سوى الوطنية يجمع الفكر والكلمة والاتحاد تحت مظلة ولائه ونعمه أمنه وارف الظلال. خطر حقيقي ويؤكد د. عبدالله اليوسف – أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - أن أخطر ما يهدد الجبهة الداخلية لأي مجتمع هو التصنفيات المجتمعية التي تصنف الناس على أساس طوائف مجتمعية مختلفة فمن يختلف معي أو ليس من قبيلتي أو لم أعرفه فسوف أرمي بسهام الاتهام عليه وسوف أشكك في انتمائه ووطنيته ومما لاشك فيه أن وسائل الاتصال في هذا العصر سهلت تناقل المعلومات خاصة في ظل جهل كثير من الأشخاص فأصبح البعض يعبث بأعراض الاخرين ويصنفهم ويسخر بهم في وسائل الاتصال المختلفة دون ادنى تفكير لخطورة هذا السلوك على الفرد المصنف او على المجتمع ككل، ووسائل الاتصال الحديثة اصبحت اسرع في نشر المعلومة، والكل اصبح يستخدمها وأصبحت مع الأسف مسرحا للعبث بالمفاهيم وميدانا للتصنيفات العنصرية او الطائفية دون أدنى حساب للعواقب، والحقيقة ان هذه التصنيفات لها خطورة وأبعاد خطيرة على تماسك الجبهة الداخلية للمجتمع التي تمثل السياج الاول لحماية المجتمع بعد حماية توفيق الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن الجبهة الداخلية تعني النسيج الاجتماعي والعلاقات الإنسانية شديدة الخصوصية والرحيمة بين أعضاء المجتمع الواحد، وتدل الجبهة الداخلية في سياقنا السعودي والتي تؤثر على لحمتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي المتماسك وتآلفنا وتعاضدنا كمواطنين مع بعضنا بعضاً وتوحدنا مع قيادتنا الحكيمة فالمواطن السعودي الحق هو من يتذكر دائماً دوره تجاه مجتمعه ويعرف ان وطنه هو من يُعتمد عليه في تحصين وتقوية جبهته الداخلية وأن يجعل المواطن الحق الوحدة الوطنية المبدأ الأهم والهدف الأسمى في حياته اليومية فبعض المبادئ الأساسية في ممارسة المواطنة الحقة تتمثل في شعور الفرد بالاعتزاز كونه مواطناً سعوديا وأن يفخر بانتمائه وولائه لوطنه وترحيبه كفرد بتحمل مسؤولياته الاجتماعية واستيعابه لدوره في الحفاظ على تماسك مجتمعه وحمايته من الفتن والقلاقل. جبهة محصنة وأضاف – أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -: ستستمر تتحصن وتقوى جبهتنا الداخلية حين يواصل المواطنون أداء مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه وطنهم بينما يتذكرون دائماً أن مسؤولياتهم والتزاماتهم الأخلاقية لا تدور فقط حول أنفسهم كأفراد أو حول أسرهم، بل تتجلى أيضاً في شعورهم بالانتماء لبيئة اجتماعية سعودية متوحدة ومتعاضدة، ويجب علينا كسعوديين أن نحمد الله عز وجل على نعمه وأفضاله وأن نشعر دائماً بقيمة الأمن والأمان التي ننعم بها في بلدنا المعطاء وأن نتحمل كأفراد واجبنا الأخلاقي الأهم في أن نبقى نفتخر بما حققه اباؤنا وأجدادنا حين أورثونا مجتمعاً سعوديا متسامحاً ومتجانساً لم ولن تؤثر فيه سلباً أي نعرات ضيقة، إضافة إلى ما سبق حري بالمواطن السعودي الحق أن يتذكر ما أنجزه شهداؤنا الأبرار وما وضعوه بين أيدينا من أمانة غالية الثمن تجلت عبر تاريخنا الطويل في تعايشنا السلمي ومحبتنا لبعضنا البعض وتآلفنا حول قيادتنا الحكيمة وحرصنا كأفراد على مصالحنا الوطنية المشتركة، وجدير بنا كمواطنين مخلصين لوطن لم يبخل علينا بشيء مواصلة الحرص على تحصين وحماية وتقوية جبهتنا الداخلية لأنها تمثل خصوصيتنا الاجتماعية والوطنية السعودية الأصيلة وتعبر كذلك عما يحتويه كل عقل وقلب سعودي من حرص شديد واعتزاز بانتمائنا الوطني الفريد من نوعه، المملكة وطنك ووطني ووطننا جميعاً كسعوديين تدعونا للتعاضد والتآلف والوقوف جبهة وطنية متوحدة في وجه كل من لا يريد بنا خيراً، تحصين وحماية الجبهة الداخلية مسؤوليتنا جميعاً كسعوديين والواجب الأخلاقي والوطني المتطلب أداؤه في كل وقت، ويتحقق تحصين الجبهة الداخلية بعد توفيق الله سبحانه وتعالى بالبعد عن التصنيفات والمزايدة على الوطنية وتخوين الاخر والبعد كذلك عن أي تصنيفات للأفراد، فالمملكة وطن الجميع والهدف واحد ولن يتحقق إلى بالبعد عن التصنيفات والمزايدات التي لا تخدم غير الاعداء. تأصيل مفهوم الوطنية واختتم د.اليوسف تعليقه بالحديث عن كيفية تأصيل مفهوم الوطنية والبعد عن التصنيفات العنصرية او الطائفية او غيرها، فقال: هذا يأخذ عدة خطوات تبدأ من تجريم من يقوم بالتصنيف ووضع اقصى العقوبات امام من يمارس أي نوع من التفرقة للوحدة الوطنية بأي شكل من الاشكال، والأمر الآخر ان يصاغ في المناهج الدراسية قضايا توضح اهمية الوحدة الوطنية وأهمية الوطن وان الوطن للجميع ويتسع للكل وليس لأحد دون الآخر، كما ينبغي ان يؤكد الخطاب الديني والخطاب الاعلامي على مفهوم الوطن الواحد وتجريم أي سلوك ينحو نحو التمييز أو التصنيف بين أبناء المجتمع الواحد. مسؤولية المواطن تتجلى في الانتماء للوطن ونبذ كل تصنيف لا يخدم الوحدة أبناء المجتمع مطالبون بالوعي تجاه ما يخطط له أعداء الوطن حمد بن خنين د. عبدالله اليوسف

مشاركة :