إسطنبول – الوكالات: أكدت تركيا أمس الإثنين أنها ستواصل استهداف المقاتلين الأكراد في شمال سوريا طالما أنهم لم ينسحبوا إلى شرق الفرات، وذلك في اليوم السادس من دخول القوات التركية إلى شمال سوريا، فيما قالت واشنطن إن المعارك بين الطرفين «غير مقبولة». وواصلت القوات التركية عمليتها داخل سوريا التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ووحدات حماية الشعب الكردي وقصفت عشرات الأهداف. وأعلن الجيش التركي في بيان أنه أطلق النار 61 مرة على مواقع في شمال سوريا أمس. إلا أنه لم يحدد الجهة المستهدفة. إلا أن ضرب هذه الوحدات يعد أمرا حساسا للغاية نظرًا إلى أنها حليفة الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقالت أنقرة إنها قتلت 25 كرديا «إرهابيا» في ضربات استهدفت مواقع وحدات حماية الشعب الكردي الأحد، بعد يوم من مقتل جندي تركي في هجوم صاروخي اتهمت تلك الوحدات بشنه.وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك أن واشنطن تتابع الأنباء عن «اشتباكات جنوب جرابلس، وحيث تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد موجودا، بين القوات التركية وبعض الفصائل المعارضة من جهة ووحدات منضوية في قوات سوريا الديمقراطية». وأفادت وزارة الدفاع: «نريد أن نوضح أننا نعتبر هذه الاشتباكات غير مقبولة وتشكل مصدر قلق شديد». وأكدت أن: «لا ضلوع للولايات المتحدة في الاشتباكات، كما لم يتم التنسيق مع القوات الأمريكية في شأنها، ونحن لا ندعمها»، داعية الأطراف المعنية «إلى وقف كل الأعمال المسلحة في هذه المنطقة وفتح قنوات تواصل فيما بينها». وتخشى تركيا من أن يؤدي إنشاء منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي في سوريا إلى تقوية المسلحين الأكراد في جنوب شرق البلاد. وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن الأربعاء الماضي في أنقرة أن واشنطن أبلغت بوضوح الوحدات الكردية بالتراجع شرقا إلى ما وراء نهر الفرات وأنها: «لن تحظى تحت أي ظرف كان بدعم الولايات المتحدة في حال لم تحترم تعهداتها». إلا أن أنقرة قالت إنها لم تر دليلا على ذلك. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في مؤتمر صحفي: إن وحدات حماية الشعب الكردي «وكما وعدت الولايات المتحدة بنفسها وقالوا هم أنفسهم، يجب أن ينتقلوا إلى شرق الفرات في أسرع وقت ممكن، وطالما لم يفعلوا ذلك سيبقون هدفا». وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش أمس الإثنين أن أحد أبرز أهداف عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا الأسبوع الماضي في شمال سوريا، هو منع إقامة ممر كردي ممتد من العراق إلى شواطئ البحر المتوسط.
مشاركة :