عمون - سعد الحمد - جمعت في قلبها القدس والسلط وانطلقت منذ نعومة اظفارها إلى طريق احبتها حتى اصبحت نجمة من نجوم السلط في سماء الوطن.. الفنانة امل الدباس سفيرة برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ولدت لأب سلطي وأم قدسية لتترعرع في بيت احب الغناء وعشق الفن باكرا حتى اصبحت لا تستغني عن حب الفن. لم تأخذ الفن للتسلية بل كانت تسعى لأن تقدم فنانا يحمل رسالة في كل مرة للمجتمع كافة. الفنان مؤثر أكثر من الف خطاب سياسي وتعتبر الدباس في حوارها مع عمون أن الفنان اقرب إلى الناس من أي سياسي وأقدر على ايصال رسائل الدولة وتحديدا في محاربة الفكر الظلامي المتطرف. وتضيف أن الفنان اكثر تأثيراً من الف خطاب سياسي، لأن الفنان المحبوب يدخل كل بيت كما يدخل قلوب الناس. الحكومات تخجل منا وترانا لـالتسلية وترى الدباس أن الحكومات الأردنية غير مدركة لأهمية الثقافة والفن وتنسى أن رقي المجتمعات تقاس بثقافتها وفنها، كما أن هذه الحكومات تجد أن الفنان ليس صاحب رسالة بل هو فقط للتسلية. وتؤكد أن المؤسسات المعنية بالثقافة لم تأخذ دورها ولم تتحمل مسؤولياتها تجاه الفنان الأردني. ودعت الحكومة إلى ضرورة دعم الفن والفنان الأردني حتى يكون سفيرا للوطن سياحيا وسياسيا. الفنان الأردني الأقل أجراً في الوطن العربي وتشير الدباس إلى أن الفنان الأردني هو الأقل اجرا على امتداد الوطن العربي، وذلك لغياب صناعة النجوم في الأردن وما يحصل عليه من اموال من الاعمال الفنية بالكاد تكفيه مصاريف له. وتضيف أن الفنان الأردني كان في بداية القرن الماضي منتشراً في كل الوطن العربي، إلا أن حرب الخليج اوقفت هذا الانتشار بعد عزوف دول الخليج عن الأعمال الفنية الأردنية. وتستذكر أن المنتجين حينها اصبحوا يبحثون عن شباب جدد لا تعرف وجوههم بأنهم اردنيون ليقوموا بالتمثيل. وتقول الدباس:توجد طاقات كبيرة تحترم من الفنانين الأردنيين التي ترفع لها القبعة احتراما وقادرة على المنافسة عربيا لكن هذه الطاقة بحاجة لمؤسسات لتنجيمها. وتعتبر أن الفنان واثره لا يموتان لأنه صاحب رسالة وقادر على خدمة دولته كأي قطاع أخر. ودعت إلى أن يكون هناك دعم للفنان حتى يكون قادرا على الابداع، لأن الحالة الابداعية تصاب بالكبت ومرهونة بلقمة العيش. الملك حسين حضرنا وضحك لنا لا تنسى الدباس تشجيع الملك المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال لهم، من خلال حضوره لمسرحياتهم الكوميدية السياسية التي كانت تقوم بها مع زميليها هشام يانس ونبيل صوالحة. وتقول :جلالة الملك الحسين رحمه الله من اعظم ملوك العرب حضرنا وضحك لنا وكرمنا في احدى المسرحيات التي حضرها، ويومها لم يضحك الجمهور احتراما لجلالته حتى اطلق ضحكته المعروفة. وتؤكد الدباس أنهم لم يتعرضوا للمساءلة على ما قدموه من كوميديا سياسية، علما بأنهم جسدوا شخصيات حقيقية وانتقدوا اداءها منذ انطلاق اعمالهم المسرحية سويا في عام 1993 وكان عمرها 27 عاما حينها. وتضيف أنهم كانوا يقدمون نقدا موضوعيا لا شخصيا للمسؤولين، اطلاقا من حبهم لبلدهم لأن تكون افضل بلد في العالم. وتشير إلى أن بعض الشخصيات كانت تعتب لأنهم لم يتطرقوا لنقدها في مسرحياتهم. وتنوه إلى أنهم في التعاون بينها وبين يانس والصوالحة قاموا بتجسيد الشخصيات السياسية حقيقية، في حين أن الفنانين الكبيرين دريد لحام وعادل امام جسدا الأدوار السياسية من خلال استخدام الرمزية. الدراما الأردنية تناولت المرأة بشكل خجول وترى الدباس أن الدراما الأردنية تناولت المرأة بشكل خجول، حتى أنها كانت تلعب ادوارا مكملة في الاعمال الفنية وليس دورا محوريا فيها. وتشير إلى أن الدراما المصرية وحتى الخليجية تناولت المرأة بجرأة اكبر ومنحتها مساحات كبيرة في الأعمال الدرامية. وتعتقد أن هذا التناول الخجول للدراما الأردنية للمرأة قد يكون لعدم وجود جرأة لدى الكتاب أو بسبب طلب المنتجين لهذه الأسلوب في الطرح. وتبين أن العمل الدرامي الناجح هو من يرى المشاهد نفسه فيه والمرأة هي جزء رئيسي بالمجتمع. لا تريد أن تكون رقماً وردا على سؤال حول عن عدم رغبتها بالعمل الفني خارج الأردن كمصر مثلا تقول الدباس :اشعر ببلدي بأني لدي اثر اكبر وحضور مع مجتمعي واهلي، لكن لا ارغب من اجل الشهره أن اكون رقما فقط في دولة أخرى. وتؤكد أنها تسعى لتقديم كل ما هو مفيد في مجتمعها وان تكون صاحبة رسالة لا أن تقدم فناً لا تأثير له. اعوذ بالله من النيابة وعن عدم رغبتها بالترشح لعضوية مجلس النواب تقول الدباس :اعوذ بالله من النيابة. وتضيف تأثير الفنان أكثر بكثير من العمل النيابي، من خلال ايصال الرسائل المفيدة للمجتمع، لأن الفنان محبوب أكثر من السياسي واثره اكبر بكثير. وتعتقد أن الفن اذا تم الاهتمام به في الأردن سيكون له دور كبير في الحركة المجتمعية والارتقاء بالثقافة الأردنية. بالايمان بالله هزمت السرطان وتستذكر الدباس يوم أن ابلغها الدكتور حسام شعبان باصابتها بمرض سرطان الثدي وتقول :ثبت بعد الفحوصات الدورية أنني مصابة بسرطان الثدي وعندها قلت الحمد لله على كل حال وأصابتني حالة من السلام وهذا في عام 2011. وتضيف أنها بقيت صامدة لأنها مؤمنة بقدر الله وعلى قناعة أن الله اذا احب عبدا ابتلاه، لهذا لم يدخل اليأس إلى قلبها. ولا تنكر الدباس أن الموضوع هزها داخليا بعد فترة، إلا أنها كانت على قناعة أن الله كتب لها ذلك، علما بأن الدكتور نبهها أن شعرها سيسقط بعد العلاج الكيميائي وهو ما حصل فعلا. وتشير إلى أنه تم تخييرها بين معالجتها داخل الأردن أو خارجه إلا أنها اختارت الأردن وكان الخيار داخليا بين مركز الحسين للسرطان وبين المدينة الطبية، إلا أنها اختارت المدينة حتى لا ترى الأطفال المصابين بالمرض في مركز الحسين. ولا تنسى موقف نقيب الأطباء الحالي الدكتور طايل العبوس معها الذي يعتبر من اشهر الاطباء الأردنيين والذي وقف إلى جانبها واجرى لها العملية التي تكللت بالنجاح ليقول لها العبوس يومها :الله يحبك لأن المرض عادة ما يكون اسوأ مما يظهر في الصور لكن معك الموضوع العكس تماما. وتتمنى أن تقوم بتجسيد دور درامي يحكي قصة مريضة السرطان، لأنها واجهته بالايمان بالله والعزيمة الكبيرة حتى هزمته، لتكون رسالة للمجتمع في زمن انتشر فيه هذا المرض الخبيث. انتقلت من البكاية إلى البلاك كوميديا تقول الدباس :وجدت نفسي في المسرح اكثر من الدراما وخصوصا في البلاك الكوميديا، مع انه كان يطلق علي اسم البكاية والمظلومة في المسلسلات لطبيعة الادوار التي لعبتها. وتشير إلى أنه وبالرغم من أنه عرضت عليها اعمال درامية إلا أنها اعتذرت عن بعض منها وشاركت بأخرى ومن المسلسلات التي اعتذرت عنها العزيمة الذي عرض أن تقدم دوراً خجولاً فيه لا تقبله. وتضيف أنه عرض عليها العمل بمسلسل الدمعة الحمراء لكنها اعتذرت، وتؤكد أن الممثل هو من يصنع الدور وليس الدور من يصنع الممثل. وتستذكر أنها شاركت بأعمال بدوية كثيرة في فترة الثمانينيات من القرن الماضي وكانت تلقى اقبالا كبير من الجمهور حتى بلغ عدد الاعمال الدرامية من بدوية وريفية وحضرية 70 عملا دراميا. وتؤكد أن ما يهمها من أي عمل هو أن يكون للدور رسالة حقيقية وواضحة لإيصالها للمجتمع العربي. من كورال الإذاعة إلى شمس الاغوار وتشير الدباس إلى أنها كانت تشارك في كورال الإذاعة الأردنية في طفولتها منذ ان كان عمرها 12 عاما، ومن ثم شاركت في مسلسلات اذاعية من خلال احتياجهم لأصوات الاطفال. وتضيف أنه بعد ذلك تعرف عليها المخرج الأردني سعود الفياض ليقدمه كدور طالبة مدرسة في دور طويل استمر لمدة 10 حلقات من اصل 13 حلقة في مسلسل شمس الاغوار. وتذكر أن المخرج الراحل حسيب يوسف استعان بها في مسلسل رماد السنين كدور شابه لدور قدمته الفنانه سميرة الباردوي التي ما زالت صديقة لها. من بيت مبدعين وتقول الدباس إنها كانت تعيش وحيدة لأبيها وامها، علما بأن لها اشقاء من ابيها من زوجته الثانية. وتشير إلى أن المرحومة بإذن الله امها كانت صاحبة صوت جميل واباها لديه احساس كوميدي وقدرة على التقليد، فكان بيتها يعيش حالة من الحالة الابداعية غير المنظمة. وتضيف أن اباها دعمها للمضي في الفن، خصوصا بعد تحفظ اعمامها على دخولها الوسط الفني بعد أن بلغت السابعة عشرة، إلا أنها بعد أن اثبتت نفسها باحترام واحترافية اصبح الجميع يفتخر بها في عائلتها الكبيرة الدباس. غادرت مربع الرجل تقول الدباس أم زيد وهي ام للينا ولزيد ولديها 5 من الاحفاد تفخر بهم جميعا ليكونوا اسرتها الصغيرة. وتشير إلى انها تزوجت عندما كان عمرها 17 عاما واستمر هذا الزواج لمدة 23 عاماً. وتضيف أنها تزوجت من زوجها اب ابنيها في وقت مبكر من عمرها وعملت بالفن وحافظت على بيتها لحين كبر ابناها وتزوجا وانجبا اطفالا. وبعدها تعرفت على انسان اخر بعد طلاقها لتنطلق إلى حياة اخرى وتقول :تزوجت زوجي الثاني بالنور بعيدا عن الظلماء، لأنني احب أن تكون معارفي وعلاقاتي بالعلن لا بالسر لأنني احترم نفسي واحترم عائلتي وقبلت ان اخوض تجربة الزواج الثاني على الا يقال انني اتعرف على شخص بالخفاء. وتستذكر أنها بعد 6 اشهر من المعرفة العلنية بالشخص الثاني ارتبطت به وتزوجا، إلا أن هذا الزواج لم يكتب له الاستمرار وكان تعرضها لمرض السرطان التحدي الأكبر في هذا الزواج. وتؤكد الدباس أنها قررت بعد زواجها الثاني أن تخرج من مربع الرجل وأن لا تتعامل معه إلا كزميل أو صديق أو اخ فقط. وتشير إلى أن زميلها اليوم الفنان زهير النوباني هو بمثابة اخ وصديق داعم لها وشريك في الاعمال الفنية بينهما.
مشاركة :