استمع حصة سيف الشحي لم يكن أحد يتصور أن يباغته قائده على حين غرة، يتفقد مكتبه، ويتصفح ملاحظاته، يتفقد العمل بروتينه اليومي، في الأجهزة الحكومية، إلا في حكومتنا، حيث يوجد قائد ملهم، لا يتوقع أحد خطواته المدروسة، ويفاجأ الجميع بتحركاته وبدروسه التي تعلم كل من يتابعها بأن يبقى متحفزاً للعمل مستفزاً لأفكاره، والبحث عن الجديد والابتكار والإبداع في كل يوم لتطوير العمل وتسريع وتيرة الإنجاز. فالكل في أول يوم في العام الدراسي، يتطلع لأن يكون مع أبنائه في المدارس، كما ويتوقع أن يكون الجميع، وبالأخص القادة في الميدان، أن يكونوا مع العامة مشغولين بمتابعة أول يوم دراسي للأبناء، إلا من يفكر بمنظور أشمل وأهداف أعم، وهذه هي قيادتنا التي تعلمنا كيف يكون القائد، في طريقة تفكيره، وبمواقفه التي لا يمكن لأحد أن يخمنها، إلا أنها تعلمه دروساً لا تنسى. ومن تلك الزيارة المفاجئة للجهات الحكومية، يتعلم منها أكبر مسؤول إلى أصغر موظف، ويتعلم المنضبط، ويكافئ نفسه على الالتزام، ويحفز بمسؤوليات أكبر، كما يتعلم الذي تعود على رتم معين، أن يغير مهامه، أو يحدث تغييراً في يومياته، في تطوير عمله في استحداث ولو شيئاً بسيطاً في بيئة العمل، وهنا لا يمكن أن تكون الظروف العامة، سبباً لأي تأخير في ذلك التغيير، فمهما حاول المسؤول أن يبرر طبيعة بيئة العمل، أو العراقيل التي تحد من أدائه، لا يمكن أن تكون شماعة يعلق عليها تبريراته. ونتيجة لتلك الزيارات، يمكن أن تتعلم منها الجهات الحكومية أن لا وجود للتبرير القائل بأن المسؤول غير موجود، ولا شيء يوقف العمل لمجرد عدم وجود شخص معين، فطبيعة العمل وآلياته تفترض وجود بديل حتى لأكبر المسؤولين، ولو كانوا في غير مواقعهم، ولا يقتصر فائدة وجودهم إلا للإمضاء، فوجود بديل حقيقي على أرض الواقع ينجز الكثير من المهام، ووجود البديل ينهي التبريرات التي تؤخر إنجاز المهام والمعاملات، خاصة تلك المرتبطة بسلسلة من المهام الأخرى للمراجع في الجهات الحكومية. حكومتنا تمضي بخطوات تكبر معها مسؤولياتها كل يوم لإنجاز ما يتطلع إليه قادتنا، وتحدياتها كثيرة، إلا أن طموح قادتنا يدفعهم لتحدي كل العراقيل مهما كانت صعوبتها لتنجز تلك التطلعات المبشرة بالخير للجميع، دولة وقيادة وشعباً. hissasaif@yahoo.com
مشاركة :