مجموعة العشرين هو منتدى تأسَّس عام 1999م بواشنطن، وذلك بسبب الأزمات المالية التي وقعت في التسعينيات، وقد تم إنشاؤه على هامش قمة مجموعة الثماني، والغرض منه هو تعزيز الاستقرار المالي الدولي، وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، كما تهدف هذه القمة إلى تعزيز التضافر الدولي وترسيخ مبدأ الحوار، وينتمي أعضاء هذه القمة إلى مجموعة الثماني، و11 دولة من الاقتصادات الناشئة، وهذه الدول هي «الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب إفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، كما يشارك في هذه القمة الرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي ورئيس البنك الدولي واللجنة النقدية والمالية الدولية ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهذه الدول مجتمعة تساهم في قرابة 80% من التجارة العالمية وتضم حوالى ثلثي سكان العالم. وقد عقدت العديد من القمم السابقة في عدد من دول العالم، منها قمة واشنطن، والتي عقدت عام 2008م، وصدر عنها بيان (قمة الأسواق المالية والاقتصاد العالمي)، والذي أعرب فيه القادة عن تصميمهم على تعزيز التعاون والعمل معاً لتحقيق الإصلاحات التي يحتاج إليها النظام المالي العالمي، وفي عام 2009م عقدت القمة في لندن، وكانت تهدف إلى إنعاش الاقتصاد العالمي وتحسين مسار الاقتصادات الدولية وخفض حدّة الركود والانكماش الاقتصاديين وتنشيط عمليات الإقراض ودعم مسيرة الاستثمار المستقبلي إضافة إلى إصلاح الفجوات في المؤسسات الدولية، وفي العام الماضي استضافت تركيا القمة في مدينة أنطاليا لمدة يومين، وحرصت على العمل على معالجة تباين النمو الاقتصادي. ترأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع لوفد المملكة المشارك في القمة القادمة، والتي ستُعقد مطلع الشهر القادم في جمهورية الصين الشعبية، وزيارته لعدد من الدول الكبرى هناك، كـ»إيران وباكستان والصين» أمر في غاية الأهمية؛ من أجل تطوير العلاقات مع هذه الدول لتعزيز التحالفات السياسية والاقتصادية، وذلك ضمن إطار دبلوماسية التوجُّه للشرق، كما تأتي أهمية مشاركته لعرض الملف الرئيس للمملكة اليوم، والذي يتبنّاه سموه وهو رؤية السعودية 2030 الاستراتيجية وتشجيع الأعضاء للمشاركة في دعم هذا الملف، وخصوصاً وأن عنوان القمة القادمة سيكون (تجاه الاقتصاد العالمي المبدع والحيوي والمترابط والشامل). المشاركة وحدها مع هذا الزخم الاقتصادي العالمي خطوة إيجابية، لنعرض لهم رؤيتنا الجديدة، ولكننا نحتاج في الوقت نفسه أن نستغل هذه المناسبة لنخرج بفوائد ومشروعات واقعية وعملية وشراكات اقتصادية دولية، تدعم رؤيتنا الجديدة، وتساهم في تحقيقها لتدعم اقتصاد الوطن وتساهم في تنميته. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :