وسائل التواصل الاجتماعي حولت الناس إلى كائنات سلبية

  • 8/31/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم أول رئيس للنادي الأدبي بتبوك محمد عمر عرفة وسائل التواصل الاجتماعي بتحويل الناس إلى كائنات سلبية، وترأس عرفة نادي تبوك الأدبي عام 1415هـ؛ إذ ساهم النادي في نشر الثقافة والفكر من خلال فعالياته المنبرية ومطبوعاته الدورية التي تعنى بنشر الإبداعات من شعر وقصة ورواية وكذلك إصدار الكتب والدواوين الشعرية والمجموعات القصصية لمثقفي منطقة تبوك على مدار 12 عاما قضاها عرفة في أروقة النادي. «عكاظ» التقته عبر حوار ثقافي تحدث فيه عن الكتابة في زمن قلت فيه القراءة. • ماذا تعني الكتابة في زمن تضاءلت فيه ظاهرة القراءة؟ •• تقتضي الإشارة هنا إلى أن السؤال مقصور وحصري علينا نحن العرب ولا يخرج عن حدودنا؛ نظرا لحالات الإقبال والشغف العام الذي امتاز به إنسان العالم الآخر، وفي أوروبا وأمريكا على وجه الخصوص، إذ يحظى الكتاب والكتابة بأهمية قصوى وحيث القراءة وجبة يومية ورفيقة الإنسان هناك في سفره وإقامته؛ فالقراءة بالنسبة إليهم تعبير ثابت عن موروث تقليدي لا يمكن التفريط به، ونحن العرب على العكس من ذلك تماما منذ أسدلت عصور الانحطاط ستائرها المظلمة على العيون والعقول وأصبحت الأرض العربية مزرعة للأمية في أبشع صورها وأنكى تجلياتها ولم تتمكن المجتمعات المدنية بعد من إرساء قيمها الحديثة وتقاليدها الجديدة التي تقدس المعرفة وترفع من شأن القراءة فضلا عن مواجهة المعوقات الكثيرة بصرامة في طريق التغيير. • ما هي أسباب العزوف عن القراءة والعوامل التي أضعفت الإقبال عليها؟ •• في زحمة الحياة وضغط الحوادث والأحوال لا يكاد المرء يجد وقتا للتحاور مع نفسه للتأمل والتدبر والإبداع فهو ترس يدور بلا توقف مملوء بالتوتر والقلق مدفوع بلهاث خلف ما يراه، مطحون بحاجات متجددة ورغبات مكبوتة، فالفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعي اختطفت عيون الناس وعقولهم ووقتهم وحولتهم إلى كائنات سلبية تتلقى ما يصب في عقولها دون مجهود في البحث أو الإمعان أو التفسير. • ولكن هناك مقاومون للواقع ومتجاوزون لمؤثراته المدمرة؟ •• نعم هناك مقاومون هم الذين كانوا أو لا يزالون يقدمون ولاءهم العميق للقراءة بوصفها وسيلة التنوير وأداة التواصل مع أشياء مهمة خارج هذا الواقع الرديء والموبوء الذي لن تخلصنا من شروره سوى الكتابة الملتزمة والمسؤولة التي تسعى بصدق إلى أن تفتح أبوابا ونوافذ في صدر هذا الأفق المنغلق، ويضيف عرفة: صحيح أن التواصل الاجتماعي تمكن حتى الآن من أن يسرق شريحة واسعة كان في الإمكان أن تجد في القراءة سلوتها وعزاءها في مواجهة الفراغ، وصحيح أن كرة القدم اختطفت شريحة واسعة أخرى وشدت أبصارها نحو الملاعب والمباريات المختلفة، وصحيح أن الشريحة الأوسع قد شغلتها حاجات الحياة والبحث عن أسباب البقاء إلا أن الشريحة المقاومة لا تزال تشكل حضورا فاعلا، وعند رؤية أفراد من هذه الشريحة للكتاب الجيد تهتز مشاعرهم شغفا وبهجة وهؤلاء هم الذين يشجعون الكاتب على المضي في الكتابة والمطابع في أن تستمر في إمداد المكتبات والأسواق بالجديد والمختلف من الكتابات وهم وحدهم من يؤكدون أن القراءة لا تزال بخير وإن تضاءلت بعض الشيء أو افتقدت بعض الشرائح في المجتمع البائس الذي يعاني الفقر والتخلف. • ولكن هناك أجيال من المتعلمين أخلصت للقراءة؟ •• نعم هناك جيل الستينات من القرن الماضي هو أكثر الأجيال احتفاء بالقراءة وحرصا على متابعة الكتابة الأدبية والفكرية والاجتماعية وهو الجيل الذي التزم بمواقف الرواد وامتد بتطلعاته إلى آفاق أبعد مما ينتجه الوطن العربي من كتابات وما يقدمه كتابه من إبداعات وأفكار، وذلك الجيل من القراء المتعلمين هو الذي هدته قراءته المختلفة إلى توسيع دائرة الترجمة فكانت الستينات والسبعينات من السنوات الغنية بالنشاط الإبداعي والتنوع الثقافي على مستوى الوطن العربي بما فيها تلك الأقطار النائية والمعزولة خلف سياج الريبة والحذر من الجديد، وهذا ما أسفرت عنه الإحصائيات وأثبتته قوائم المبيعات لمعارض الكتب التي شهدتها تلك الأقطار. • كيف تنظر إلى نادي تبوك الأدبي الآن؟ •• الأندية الأدبية محاضن للثقافة والأدب يجب أن نفخر بها ونفاخر وأثرها كبير ونادي تبوك الأدبي لديه شباب مثقفون قادرون على الإسهام في تنشيط الحركة الثقافية بالمنطقة، وهذا الحراك المبهج سيمنح النادي التجدد والتنوع فيما يطرحه من رؤى وأفكار ثقافية تثري الساحة الثقافية داخل تبوك وخارجها.

مشاركة :