جاذبية الجمال الأنثوي مرهونة دائما بعمر المرأة، والمرأة إن بدت جميلة فتلك حالة عرضية غير قابلة للثبات أو الاستمرار، والمرأة تبدو جميلة في مراحلها العمرية الأولى، ثم يأخذ جمالها في التناقص التدريجي إلى حد الأفول التام كلما تأخر بها السن. والعناية بجمال المرأة يطيل ــ بلا شك ــ من زمن المراحل العمرية لهذا الجمال، لكنها عاجزة عن فرض ذلك على الدوام بسبب القوانين الطبيعية للجسم، والتي تضع حدودا للاستجابة لأي تدخلات علاجية تحفظ نضارة جمال المرأة وحيويته. يصدق الكلام على الفنانة ليلى علوي التي يشهد جمالها منذ سنوات تراجعا ملحوظا، عما كان عليه في عقدها الثاني والثالث بل والرابع، بحيث أصبح جمالا متواضعا ولا سيما بعد أن فقدت أبرز معالمه، والذي كان يتجلى في طابع الوفرة، وبعد أن غادرت النضارة هذا الجمال ونضبت الأنوثة من طبقات صوتها فبات غليظا مخشوشنا، لا يبدو من ملامح الدور الذي تقوم به في مسلسل «فرح ليلى» أنها على وعي تام بمستوى جمالها في الواقع، ولو أنها كانت تدرك ذلك لاختارت من الأدوار ما يتوافق مع مؤهلات هذا الجمال في الوقت الراهن، فعلوي التي تناهز الثانية والخمسين من العمر الآن لم يعد يناسبها أبدا أدوار الفتاة الشابة التي يتسابق الرجال على الاقتران بها، والملائم لها أن تمثل أدوار الأم والزوجة لأنها قريبة من أداء أدوار الجدة. الممثلة يجب أن تتمتع بإدراك حقيقي لمستوى جمالها وتختار من الأدوار ما يتوافق مع هذا المستوى في كل مرحلة، فالإصرار على أداء أدوار مرحلة الشباب بعد فقدان ملامح هذا المرحلة يجعل الأداء التمثيلي مفتعلا وغير صادق وفي المحصلة غير مؤثر. إن الممثلة، باستثناء أي امرأة، لا بد أن تتحلى بالذكاء والقناعة، فتتمتع بإدراك حقيقي لجمالها وتقنع بما يتيحه لها من أدوار تمثيلية، ولا سيما أن منزلة أي ممثلة لا تكون مرهونة حتما بالحاضر فقط، حتى تصر على فرض حالة الشباب على حاضر كل مراحلها الفنية والعمرية، بل إنها تشمل كل تاريخها الفني، ومادام هناك تاريخ فني حافل بتجارب عديدة فلِم الانزعاج من مواجهة حقائق تقدم العمر.
مشاركة :