يعيش لبنان من أقصاه الى أقصاه في هاجس الأمن، فلا شيء يعلو فوق صوت الأمن. وبعد "الإنجاز النوعي" الذي حققه الجيش اللبناني بإلقاء القبض على أحد أهمّ المسؤولين عن التفجيرات الأخيرة في لبنان نعيم عبّاس (فلسطيني الجنسية) الذي كان يعدّ لتفجيرات جديدة في بئر حسن وفي مناطق عدّة، تتوجه الأنظار الى معركة يبرود التي تشير المعلومات الى أنها مقر تفخيخ السيارات المرسلة الى لبنان. في هذا الوقت، توقفت عجلة تشكيل الحكومة بشكل شبه نهائي بسبب الشروط والشروط المضادّة التي تسلّح بها الأفرقاء المعنيون، وهي أعذار علنية تشي بقطب مخفية عدّة لعرقلة التشكيل. ويقول مصدر سياسي في 14 آذار ل"الرياض" بأن "السبب الحقيقي يكمن في رغبة لدى قوى 8 آذار بعدم تشكيل حكومة في انتظار ما ستؤول اليه الأمور في سوريا". لكنّ الأخطر من الفراغ الحكومي المتنامي هو شبح الفراغ الرئاسي الذي لم يدخل مرحلة الخطر بعد لكنّه على قاب قوسين منه. في هذا الإطار يقول سياسيّ مخضرم: "ثمة من لا يرغب في لبنان بإجراء هذا الاستحقاق في موعده طامحا لأن يتمّ إرجاءه الى ما بعد الانتخابات الرئاسية السورية". وتسجّل في هذا الإطار حركة لافتة للكنيسة المارونية التي تعمل بإيعاز من الفاتيكان من أجل إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده، وفي هذا الإطار سجّل أكثر من طرف سياسي أهمية المذكرة التي صدرت عن بكركي أخيرا وسميت "المذكرة الوطنية". وتنشط أكثر من شخصية مارونية من أجل وضع اسمها في بورصة الترشيحات ويقول السياسي المخضرم ذاته: "لا يزال من المبكر الحديث عن أسماء للرئاسة لأنّ هذا الخيار يتمّ في الساعات ال48 الأخيرة قبل الاستحقاق الرئاسي، كلّ ما يمكن قوله لغاية اليوم هو أنّ السباق لا يزال محتدما بين من يرغب بالتمديد لرئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال سليمان الذي أثبت أن له علاقات دولية متينة مع دول إقليمية وغربية وازنة، وبين شخصيات أخرى منها قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، من دون إغفال وجود شخصيات أخرى تعمل بصمت "واستبعدت هذه الشخصية" وصول رئيس جمهورية منفّر لفئة من اللبنانيين أو يشكّل استفزازا لأحدهم".
مشاركة :