اشتهرت عملة «الروبية» الإندونيسية بوضع صور زعماء ورؤساء إندونيسيا منذ استقلالها عام ١٩٤٥، بداية من أحمد سوكارنو مروراً بسوهارتو ويوسف حبيبى، لكن الشىء الذى يبدو لافتاً عندما تنظر فى العملة فئة الـ٥ آلاف روبية هو صورة سيدة تقوم بخياطة المنسوجات الشعبية، مكتوب عليها بالإندونيسية «مصنع الحاجة إيرما»، وهى سيدة معاصرة ساهمت بصورة فعالة فى حفظ التراث التقليدى الإندونيسى. إيرما يولنيتا البالغة من العمر ٥٠ عاماً، يتردد اسمها فى جميع شوارع سومطرة الغربية، وبمجرد السؤال عنها يجيبك الجميع بأنها تمثل رمزاً لصمود وقوة المرأة الإندونيسية وريادتها فى مجال تصميم المنسوجات الشعبية. لم تمنعها طبيعتها الريفية من تحقيق حلمها فى تصميم الملابس التراثية وبدأت مشروعها منذ ثلاثين عاماً بـ١٥٠ دولاراً فقط، وبفضل طموحها استطاعت أن تصل بشهرتها إلى العالمية فلم تمتد شهرتها لمحيط إندونيسيا فحسب بل ذاع صيتها فى دول آسيا، ويحرص رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد على الشراء من منتجاتها فى كل زيارة لإندونيسيا، كما أنه من بين زبائنها سلطان بروناى بخلاف زبائنها الذين يأتون من جميع دول العالم لشراء منتجاتها. وخلال لقائها بـ«المصري لايت» تحدثت من ينادونها بالحاجة إيرما عن قصة كفاحها التى أثرت فى اقتصاد إندونيسيا، ورغم الشهرة التى حققتها لا تزال تعمل بنفسها كما كانت تفعل فى بدايات مشروعها، وتقول: «لم تمنعن طبيعتى الريفية من تحقيق حلمى بتصميم الأزياء الشعبية الإندونيسية وإحياء تراث بلادى مرة أخرى، فأنا لم أغادر سومطرة الغربية وحرصت على تحقيق حلمى بالرغم من تعثر الظروف الاقتصادية». وتضيف: «البداية لم تكن سهلة فبدأت مشروعى بتكلفة ١٥٠ دولاراً، واستطعت على مدار عقود من العمل أن أبني مصنعا مكوناً من ثلاثة طوابق». وتوفر «إيرما» فرص عمل لأكثر من ٢٥٠ أسرة بفضل مشروعها، مؤكدة أن الإنسان مهما وصل إلى أعلى مراتب النجاح عليه أن يكون نموذجاً للبساطة. وتتابع إيرما: «تصميم الملابس عمل شاق فقد يأخذ تصميم الثوب أكثر من شهرين، فعلى سبيل المثال يأخذ ثوب الـ(بول يوى) وقتاً طويلاً فى تصميمه ويباع بــ٣٠٠ دولار أمريكى». وتحرص إيرما على تطوير نفسها دائماً، فقد أتقنت فى العام الماضى صناعة الإكسسوارات الخشبية وأصبحت تسوقها على نطاق واسع بجانب المنسوجات.