الدور الثقافي لرجال الأعمال ! | محمد بتاع البلادي

  • 9/3/2016
  • 00:00
  • 51
  • 0
  • 0
news-picture

• كلما شاهدت أو قرأت عن الأدوار الثقافية والفنية التي تقوم بها بعض الشركات العالمية في مجتمعاتها ، تساءلت بأسى : أين شركاتنا عن لعب مثل هذه الأدوار ؟! ‏ ولماذا يغيب رجال الأعمال في بلادنا عن مسئولياتهم الاجتماعية في الوقت الذي نجد العديد من المؤسسات العالمية قد تجاوزت مراحل العمل التطوعي التعليمي والصحي و الاجتماعي التقليدي ، ‏ودخلت الى أعماق الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية ، كخدمة مجتمعية تهدف من خلالها الى تحسين المعيشة ورفع مستوى الوعي الجمعي،‏ وتهذيب سلوك وأخلاقيات المجتمع من خلال تحسين ذائقته وحسه الفني ! ‏.‏ • في سنغافورة شدني كثيراً المتحف الضخم والرائع الذي أنشأه أحد رجال الأعمال بالتعاون مع زوجته ، ‏‏حيث خصص الزوجان - رغم مشاغلهما الكثيرة - جزءاً من وقتهما للعمل التطوعي الثقافي في المتحف ‏المفتوح ‏مجاناً لطلاب المدارس والجامعات ،‏ وكذلك للسجناء و قاطني دور رعاية المسنين‏ .. ويستضيف المتحف معارض فنية من دول أخرى ‏،‏ بهدف تعريف السنغافوريين بثقافات وفنون مجتمعات أخرى‏.‏ • في اليابان أنشأت شركة (توشيبا) العملاقة ذراعاً ثقافياً مهمته تنظيم أنشطة ثقافية لا تخضع لمعايير الربح والخسارة‏، بل للمردود الاجتماعي في مجال التربية الثقافية والفنية الرفيعة ( الفنون التشكيلية ، الموسيقى ، المسرح ) .. أما في البرازيل فلم تكتفِ إحدى سيدات الأعمال‏ بالمؤسسة الطبية الخيرية التي أنشأتها لخدمة الفقراء،‏ولا بدور الحضانة الصباحية لأطفال النساء الفقيرات المضطرات لترك أطفالهن لظروف العمل ، ولا حتى بدور رعاية المسنين التي أقامتها برسوم رمزية بل قامت باستحداث مؤسسة لتنمية الفنون الشعبية البرازيلية ، وتنظم المؤسسة حفلات ومسابقات في الفنون التقليدية المهددة بالاندثار،‏ وتركز على الشباب البرازيلي‏،‏ وتصعد بالفائزين لحصد جوائز وتكريم بأشكال مادية ومعنوية في حفلات كبرى تخصص بغرض إتاحة الفرصة لهذه المواهب‏ لعرض ما لديها من تميز في الفنون والثقافة.‏ • للفنون دورها المهم في تحقيق الأهداف التربوية و الأخلاقية والتنموية وحتى الأمنية التي ينشدها المجتمع .. كما أنها إحدى أهم وسائل رقي الشعوب وترسيخ هويتها الوطنية ، لذا كان تعزيز الثقافة أحد أهم محاور رؤية المملكة 2030.. من خلال البرنامج الوطني «داعم» الذي سيقوم - حسب المعلن - بعقد شراكات عالمية في قطاعي الترفيه والثقافة ، لتأسيس وتطوير 450 مشروعاً ثقافياً بين أندية للهواة ، ومراكز للترفيه ، وهذا أمر جيد ولاشك ، لكنه غير كافٍ بكل تأكيد .. فمن الضروري جداً عقد شراكات مماثلة مع القطاع الخاص المحلي لحثه على أداء أدواره الاجتماعية والوطنية التي مازال يتجاهلها .. والمساهمة ( طوعاً أو كرهاً ) في إنشاء المتاحف والمسارح والمراكز الثقافية التي تدعم الموهوبين من الفنانين والكتَّاب. وترفع من درجة الوعي الإيجابي عند الناس . • أسوأ أنواع المال هو الذي يسير في اتجاه واحد .. والمجتمعات الغنية هي التي صنعت قنوات مالية في كل الاتجاهات .. يستفيد منها المواطن بقدر ما ينفق. m.albiladi@gmail.com

مشاركة :