أكد مختصون أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لليابان تأتي ضمن تنويع خيارات المملكة الاستراتيجية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي. حيث أكد أستاذ الإعلام الدكتور محمد الصبيحي أن المملكة واليابان تربطهما عدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي والعلمي من أبرزها مذكرة تعاون بين وزارة التعليم في المملكة ووزارة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة والتكنولوجيا اليابانية، التي كانت بدورها من محفزات التبادل العلمي والمعرفي بين البلدين حيث تهدف إلى دعم العلاقات العلمية والتعليمية وتشجيعها بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية ومؤسسات البحث العلمي في كلا البلدين. وأضاف الدكتور الصبيحي: شاركت المملكة في عدة فعاليات ثقافية من أهمها معرض طوكيو الدولي للكتاب الذي تشارك فيه بشكل سنوي منذ مشاركتها عام 2010م كضيف شرف للمعرض في دورته السابعة عشرة. وقال: إن مشاركة المملكة المتميزة تجلت في العديد من الأنشطة والفعاليات المصاحبة للمعرض من ندوات ومحاضرات وأنشطة داخل الجناح الذي تميز من عدة نواح منها الموقع والتصميم واختيار المعروضات من معروضات سعودية تقليدية ومختلف أنواع الكتب. ولفت إلى أنه يدرس في اليابان نحو 500 طالب وطالبة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وتشرف الملحقية الثقافية على المسيرة الدراسية لهؤلاء المبتعثين حيث تقوم على متابعة معاملات الطلبة والإجابة عن استفساراتهم والتنسيق مع معاهد اللغة لمناقشة معيار وضوابط تقييم الطلاب والتنسيق مع الجامعات من أجل دعم عدد من الطلاب لاختيار الجامعات لمرحلة البكالوريوس ومرحلة الدراسات العليا. وكذلك القيام بتنظيم عدد من المحاضرات التعليمية عن مهارات اختبارات المقابلة الشخصية المدرجة كشرط أساسي ضمن شروط القبول بالجامعات وكيفية اجتيازها وكذلك تنظيم زيارات علمية للطلاب إلى عدد من الجامعات اليابانية بهدف الاطلاع على برامجها الأكاديمية والبحثية من خلال مشاهدة التجارب في المعامل والحوار مع أساتذة هذه الجامعات ومنها جامعة طوكيو للتكنولوجيا وجامعة توكاي التي تعد أول جامعة تسعى إلى راحة الطلاب المسلمين وخاصة الطلبة السعوديين حيث وفرت لهم مصليات للطلبة والطالبات داخل حرم الجامعة وكذلك جهزت مطعما للأكل الحلال. وأضاف الدكتور الصبيحي: إنه انطلاقاً من حرص المملكة على اطلاع الشعب الياباني الصديق على ما لدى المملكة من مخزون حضاري وعلمي وثقافي وتعزيز الحوار السعودي الياباني نظمت الملحقية الثقافية السعودية في اليابان الأسبوع العلمي الثقافي في مدينة أوساكا التي تعد ثاني أكبر مدن اليابان، حيث اشتملت فعاليات الأسبوع على ندوات ومعارض في أربع جامعات ومراكز ثقافية وحكومية يابانية مما يكفل لها وصولا أكبر لمختلف شرائح المجتمع الياباني.. ونوه بأن للإعلام دورا في تعزيز الحوار الثقافي السعودي الياباني والنظرة المستقبلية للشراكة السعودية اليابانية وإسهامات التنمية الاجتماعية للمرأة السعودية واليابان. وأشار إلى أنه في إطار ما تقوم به المملكة من سعي معرفي لتقديم الثقافة العربية والحضارة الإسلامية جاء إنشاء المعهد العربي الإسلامي في طوكيو عام 1982م، الذي بواسطته دخل تعليم العربية في اليابان وهو يمثل صورة من صور كثيرة لما تقدمه المملكة من خدمة لهذه اللغة وثقافتها في اليابان، فالمعهد العربي الإسلامي في طوكيو يعد نموذجا حيا لما تقدمه المملكة من خدمات ثقافية وتعليمية لشعوب العالم قاطبة من أجل إقامة جسور التواصل القائم على حوار المعرفة والتفاهم للوصول إلى تحقيق التفاهم والتعاون على الخير والسلام. وأشار إلى أنه في ظل الدعم السخي الكريم والرعاية المستمرة من حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يواصل المعهد رسالته العلمية والثقافية والحضارية تجاه تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين الصديقين وخدمة العلاقات فيما بينهما، ويلقى المعهد بحمد الله إقبالا منقطع النظير من اليابانيين للاستفادة من خدماته التعليمية كما يلقى إقبالا من الجاليات الإسلامية وهذا يدل على نجاح المعهد في تأدية رسالته. وإلى جانب نشاط المعهد التعليمي وهو أمر بالغ الأهمية في دعم العلاقات الثقافية بين اليابان والمملكة يقوم بأنشطة وأعمال علمية متعددة تمثل الآفاق الواسعة التي يتحرك في إطارها المعهد وتدعم العلاقات الثقافية بين البلدين. وفي شأن متصل، أشار رئيس مجلس الأعمال السعودي الياباني طارق القحطاني، إلى أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة في إطار المساعي الرامية لتفعيل وتقوية علاقات التعاون الاستثماري والتجاري بين المملكة واليابان بما يخدم المصالح المشتركة، خصوصا أنها تأتي في أعقاب إطلاق المملكة لرؤيتها المستقبلية 2030، فضلا عن عدد من البرامج والمبادرات التي تمهد الطريق نحو التنويع والتنمية الاقتصادية المستدامة. وأشاد القحطاني بالعلاقات التي تجمع المملكة باليابان، مؤكدا أنها علاقات ممتازة ومتطورة منذ زمن بعيد يتجاوز نصف القرن، وبلغت مستوى الشراكة الاستراتيجية، متطلعا إلى أن تساهم هذه الزيارة في زيادة التعاون الاستثماري والتجاري بشكل عام.
مشاركة :