فصائل «الحر» تواصل تقدمها في عملية «درع الفرات»

  • 9/3/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت أنقرة مجدداً أمس نيتها «تطبيع» العلاقات مع دمشق، فيما شدد الرئيس رجب طيب أردوغان على أن عملية «درع الفرات» التي أطلقتها فصائل «الجيش السوري الحر» بمساندة برية وجوية تركية نجحت في «تطهير» 400 كيلومتر من تنظيم «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية على الحدود السورية - التركية. وجاء ذلك فيما تواصل الهجوم الذي تقوم به فصائل «الحر» ضد «داعش» في ريف حلب الشمالي، حيث أصدرت الفصائل المشاركة في «درع الفرات» بياناً دعت فيه إلى إخلاء عدد من القرى على الشريط الحدودي التركي - السوري كونها ستكون محور هجوم جديد لطرد «داعش» منها. وتريد فصائل «الحر» حالياً ربط مناطق سيطرتها في ريف مدينة جرابلس بمنطقة سيطرتها في بلدة الراعي، ما يعني الإمساك بكامل الشريط الحدودي مع تركيا، قبل التقدم جنوباً نحو المعقل الأخير لـ «داعش» في مدينة الباب. وأفيد أمس أن رئيس الحكومة السورية الموقتة جواد أبو حطب عقد اجتماعاً لهيئات محلية في مدينة جرابلس، في تأكيد كما يبدو للأنباء التي تحدثت عن نية الائتلاف الوطني السوري نقل جزء من نشاطاته إلى داخل «الأراضي المحررة» داخل سورية، وتحديداً تلك التي باتت تحت سيطرة «الجيش الحر»، مثل جرابلس. وأفادت «شبكة رصد سورية» أمس أن «حركة حزم» و «جبهة ثوار سورية» و «جبهة حق» و «ألوية الأنصار» انضمت إلى معركة «درع الفرات» للقتال إلى جانب فصائل «الجيش الحر» في ريف حلب. وقال الجيش التركي أمس إن طائراته دمرت ثلاثة مبان يستخدمها «داعش» في قريتي عرب عزة والغندورة اللتين تقعان إلى الجنوب من الحدود التركية وغرب بلدة جرابلس التي كانت أول بلدة تسقط في أيدي القوى المدعومة من تركيا لدى عبورها الحدود في 24 آب (أغسطس) الماضي. وقالت تركيا إنها ترغب في تطهير قطاع من الأراضي يمتد 90 كيلومتراً على حدودها مع سورية. في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إن قوات الأمن التركية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة صغيرة من المتظاهرين يحتجون على تشييد جدار على الحدود السورية أمس. وقال أحد المصادر: «هناك احتجاج على الجانب التركي من الحدود على تشييد تركيا جداراً خرسانياً على الحدود مع سورية. كان هناك عدد قليل من المحتجين وفرقتهم الشرطة وقوات الدرك باستخدام الغاز المسيل للدموع». وأضاف أن الاحتجاج جرى في منطقة من الحدود قرب بلدة عين العرب (كوباني) السورية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس إن تركيا تهدف إلى تطبيع علاقاتها مع القاهرة وإصلاح علاقاتها مع دمشق في المستقبل. وأضاف في إفادة تلفزيونية مع وزراء: «إن شاء الله سيكون هناك تطبيع مع مصر وسورية. بدأت تركيا محاولة جادة لتطبيع العلاقات مع مصر وسورية». ولم يعلن يلدريم جدولاً زمنياً لإصلاح العلاقات مع الدولتين. ويقول محللون إن أي تحسن سيمثّل تغيّراً آخر في السياسة الخارجية الإقليمية لتركيا بعد أن أصلحت علاقتها بإسرائيل وروسيا. ولطالما دعت تركيا إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد في إطار حل سياسي لجارتها التي مزقها الصراع لكنها في الآونة الأخيرة كانت أقل إصراراً على رحيله الفوري في ظل قلقها من احتمال تقسيم سورية وإقامة منطقة خاصة بالأكراد على حدودها. وتوترت العلاقات التركية مع مصر أيضاً منذ أن عزل الجيش المصري الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. وجاء كلام يلدريم فيما قال الرئيس أردوغان إن تركيا طهرت منطقة في شمال سورية من تنظيم «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية، موضحاً أن القوات الكردية السورية لم تنفّذ بعد طلباً من أنقرة بالانسحاب إلى شرق نهر الفرات. وأقلقت حملة تركيا على القوات الكردية الولايات المتحدة التي تدعمها. ودعا المسؤولون الأميركيون أنقرة إلى تركيز هجماتهم على «داعش». وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في وقت مبكر الجمعة إن العملية التي تحمل اسم «درع الفرات» نجحت في تطهير منطقة مساحتها 400 كيلومتر مربع من «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية. لكنه نفى مزاعم بأن الوحدات الكردية التي تصفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية انسحبت إلى منطقة تقع إلى الشرق من نهر الفرات. وتقول «وحدات حماية الشعب» إنها انسحبت وأيد مسؤولون أميركيون ذلك. وقال أردوغان: «في الوقت الحالي يقولون إن وحدات حماية الشعب عبرت (إلى شرق النهر)... نقول كلاّ لم تعبر. البرهان يتوقف على ما نرصده». و «وحدات حماية الشعب» جزء من تحالف أوسع تدعمه الولايات المتحدة في سورية ويحمل اسم «قوات سورية الديموقراطية». وساندت واشنطن الجماعة في معركتها ضد تنظيم «داعش» لكن أنقرة تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وقال أردوغان: «ليس لأحد أن يتوقع منا أن نسمح بممر للإرهابيين على حدودنا الجنوبية». وقال أيضاً إن تركيا تسعى إلى إقامة «منطقة آمنة» في سورية لكن الفكرة لم تلق تأييد قوى عالمية أخرى. وفي براتيسلافا، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير للصحافيين في العاصمة السلوفاكية: «تركيا تلعب دوراً أكثر فاعلية في سورية في الأيام الأخيرة بما في ذلك اللجوء إلى العمل العسكري... لكننا جميعاً نريد تفادي المواجهات العسكرية طويلة الأمد على الأراضي السورية».

مشاركة :