الطوق يشتد حول «داعش» بعد تقدّم فصائل «غضب الفرات» و «درع الفرات»

  • 11/8/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اشتد الطوق أمس على تنظيم «داعش» في سورية، بعدما واصلت القوات المشاركة في عمليتي «درع الفرات» و «غضب الفرات» التقدم نحو معاقل التنظيم في محافظتي حلب والرقة في شمال البلاد وشمالها الشرقي. لكن الخلافات بين الأطراف المشاركة في العمليتين برزت بوضوح، في ظل تصريحات تركية عن أن «أولوية» عملية «درع الفرات»، المدعومة بجنود أتراك، هي استعادة مدينة منبج في ريف حلب من أيدي الفصائل الكردية المشاركة في «غضب الفرات» والمدعومة في المقابل من الأميركيين. ويضم «درع الفرات» فصائل من «الجيش السوري الحر» وأخرى إسلامية، في حين يضم «غضب الفرات» تحالفاً لفصائل عربية وكردية وتركمانية، وإن كان الأكراد هم العنصر المهيمن فيه. ففي محافظة الرقة، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات سورية الديموقراطية» قصفت مناطق يسيطر عليها «داعش» في ريف الرقة الشمالي، مشيراً إلى ضربات مدفعية وصاروخية على منطقة طويلعة ومحيط قرية اللقطة وأماكن في منطقة الهيشة، بالتزامن مع اشتباكات متفاوتة العنف بين الطرفين في اليوم الثاني لانطلاق عملية «غضب الفرات» الهادفة التي «عزل» مدينة الرقة، معقل «داعش» في شمال شرقي سورية، قبل السيطرة عليها. وذكر «المرصد» أن ما لا يقل عن ستة من عناصر «سورية الديموقراطية» قُتلوا وأكثر من 15 آخرين أصيبوا بجروح جراء تفجير التنظيم لمفخخات أو في اشتباكات بين الجانبين. كما أشار إلى «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم في ضربات التحالف» وفي مواجهات مع «سورية الديموقراطية». وفي هذا الإطار، نقلت «رويترز» عن مصدر كردي إن عناصر «داعش» فجّروا خمس سيارات ملغومة استهدفت فصائل «غضب الفرات»، مقراً بأن معركة إخراج التنظيم من معقله في الرقة «لن تكون سهلة». واعتمد «داعش» بدرجة كبيرة كذلك على استخدام السيارات الملغومة في جهوده للتصدي لهجوم القوات العراقية على الموصل. وقال المصدر الكردي الذي طلب عدم كشف هويته إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوفّر دعماً جوياً «ممتازاً» لـ «غضب الفرات»، مضيفاً أن «من الصعب.. تحديد إطار زمني للعملية في الوقت الراهن». ويبدو حتى الآن أن الهجوم يتركز على مناطق شمال الرقة قرب بلدة عين عيسى على مسافة 50 كيلومتراً. وقال المصدر الكردي إنه تمت استعادة بعض القرى لكن «داعش يلجأ بدرجة كبيرة إلى الهجمات بسيارات ملغومة». وكان التخطيط لهجوم الرقة معقّداً بسبب عوامل منها مخاوف تركيا المجاورة التي لا تريد أن ترى أي توسع إضافي للنفوذ الكردي في شمال سورية. وإضافة إلى ذلك فإن الرقة تقطنها غالبية من السنّة العرب. وقال مسؤولون بارزون من أكراد سورية في وقت سابق إنه يتعين على جماعات سورية عربية تحريرها من «داعش» وليس «وحدات الحماية» الكردية. وفي هذا الإطار، حضّ نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش الاثنين الولايات المتحدة على ضمان أن هجوم الرقة لن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في المدينة. وقال في تصريحات صحافية إن الرقة مثل حلب في سورية والموصل في العراق «تنتمي إلى السكان» الذين كانوا يقيمون فيها قبل بدء النزاع، في إشارة إلى العرب السنّة. وأضاف أن «تغيير الهيكلية الديموغرافية لن يساهم بأي شكل في إحلال السلام». وأبدت الحكومة السورية بدورها تحفظات عن هجوم «قوات سورية الديموقراطية» على الرقة، وكتبت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق أن الإعلان عن معركة الرقة الأحد هدف إلى «إشغال الرأي العام الأميركي بالحرب على الإرهاب وإظهار جدية الإدارة الحالية في مكافحة داعش». ونقلت الصحيفة عما وصفته بـ «مصدر ديبلوماسي غربي في باريس»، انه «لا قدرة لدى قوات سورية الديموقراطية على مقاتلة التنظيم الإرهابي ولو ساندتها واشنطن وباريس بكل ما لديهما من قوة». ومنذ تشكيلها في تشرين الأول (أكتوبر) 2015، نجحت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم نحو ثلاثين ألف مقاتل، ثلثاهما أكراد، بدعم من التحالف الدولي، في طرد «داعش» من مناطق عدة. وعلى الضفة الغربية لنهر الفرات استمرت أمس الاشتباكات بين «داعش» من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة في عملية «درع الفرات» من جانب آخر، بمحيط قرى في ريف حلب الشمالي الشرقي، وأشار «المرصد» إلى أن الفصائل تمكنت خلال الساعات الـ 48 الماضية من «السيطرة على قرى جبين والبرج وشبيران وعبله والعامرية، في حين استعاد التنظيم السيطرة على قرية شدود والتي كانت الفصائل قد تقدمت وسيطرت عليها قبل أيام». ولفت إلى أن ريف حلب الشمالي الشرقي «يشهد منذ أيام معارك كر وفر وسيطرة متبادلة بين الطرفين، يحاول فيها كل طرف التقدم على حساب الطرف الآخر، كما تسعى الفصائل إلى تقليص سيطرة التنظيم والتقدم أكثر نحو مدينة الباب الاستراتيجية». وفي إطار مرتبط بعملية «درع الفرات»، قال قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، إن أنقرة أبلغت رئيس أركان الجيش الأميركي جوزيف دانفورد خلال زيارته في مطلع الأسبوع أن تركيا تعطي الأولية في سورية لطرد «وحدات حماية الشعب» الكردية من بلدة منبج. وفي محافظة حلب أيضاً، ذكر «المرصد السوري» أن طائرات حربية قصفت أطراف حلب الغربية والجنوبية الغربية، «وسط تواصل المعارك العنيفة في محوري تل مؤتة والـ 1070 شقة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة فتح الشام من طرف آخر». وتحدث عن «معارك كر وفر» في المنطقة، لافتاً إلى أن القوات النظامية كانت قد تقدمت في هجوم بدأته الأحد على نقاط وتلال في المنطقة، لكن يبدو أنها لم تتمكن من الاحتفاظ بهذه المكاسب، إذ أقرت صفحات موالية للحكومة السورية بأن التقدم كان طفيفاً جداً وسط مقاومة عنيفة تبديها الفصائل. وفي هذا الإطار، أكد «المرصد» مقتل ما لا يقل عن 12 من عناصر «الفصائل المقاتلة والإسلامية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة فتح الشام». كما أشار إلى مقتل 11 شخصاً في مجزرة نفذتها طائرة حربية استهدفت بلدة دارة عزة في ريف حلب الغربي ليلة أول من أمس. وقال: «تبين أنهم (القتلى) جميعاً من عائلة واحدة، من ضمنهم سيدة و5 من أبنائها وبناتها، ومواطنتان ورجل، بالإضافة إلى شاب وعروسه كانا قد أقاما حفل زفافهما قبل أيام». وفي محافظة حمص (وسط)، اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط حقلي شاعر والمهر بريف حمص الشرقي، بين تنظيم «داعش» والقوات النظامية التي استهدفت أيضاً بقذائف عدة حي الوعر بمدينة حمص. وفي محافظة حماة المجاورة، قال «المرصد» إن طائرات حربية شنّت غارات عنيفة على بلدات وقرى اللطامنة وطيبة الإمام وكفرزيتا والأربعين والبويضة ولحايا والصياد ومحيط صوران بريف حماة الشمالي، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدة طيبة الإمام وقرية الزلاقيات بالريف الشمالي. وفي ريف دمشق، أفاد «المرصد» أن القوات النظامية قصفت مدينة دوما وبلدات النشابية والميدعاني وحزرما بقطاع المرج ومناطق أخرى في بلدتي الريحان والشيفونية في الغوطة الشرقية، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على المزارع الشرقية المحيطة ببلدة خان الشيح في الغوطة الغربية. وفي محافظة دير الزور (شرق)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة تدور في محيط مطار دير الزور العسكري ومحيط قرية الجفرة المحاذية له ومحور البغيلية شمال غربي دير الزور، بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» من طرف آخر. وأضاف أن طائرات شحن ألقت حاويات تضم مساعدات على مناطق سيطرة النظام بمدينة دير الزور. في غضون ذلك، قال «المرصد» إن ما لا يقل عن 20 عائلة عراقية وصلت إلى منطقة البوكمال الحدودية بين سورية والعراق خلال الساعات الـ 24 الفائتة. وأضاف أن «هذه العائلات وصلت إلى مدينة البوكمال بعد فرارها من منطقة الموصل العراقية التي تشهد عمليات عسكرية بغية طرد تنظيم (داعش) منها»، مشيراً إلى «رصد استنفار لعناصر التنظيم في منطقة البوكمال وعلى الحدود مع العراق، ونصب حواجز منعاً لدخول الفارِّين من الموصل إلى البوكمال ومناطق سيطرة التنظيم في سورية».

مشاركة :