يدرس منسوبات مجمع أم سديرة للبنات بقطاع الأرطاوية التابع لإدارة تعليم المجمعة تحت وطأة أوقات عصيبة خلال يومهن الدراسي، بسبب ما يحفهن من مخاطر، بحسب شكواهن. ومن خلال صور مؤلمة حصلت عليها "عاجل" من داخل المدرسة، يتضح مدى الخطر الذي يتعايش معه المعلمات والطالبات داخل غرف دراسية ومبنى متهالك. إذ لا توجد مرافق صالحة للاستخدام في المدرسة، ولا دورات مياه، أو كهرباء، أو تهوية، أو مياه نظيفة، إضافة إلى أن الفصول المدرسية فيها حفر ضارة جدًّا (الأرضية إسمنتية) والتهوية سيئة، علمًا بأن هناك مبنى حكوميًّا جاهزًا. ومن أكثر من سنة رفعت مديرة المجمع أكثر من خطاب طلب إلى إدارة المجمعة للانتقال للمبنى الجديد، ولم يكن هناك أي رد أو تجاوب. إحدى المعلمات في (المجمع التعليمي) قالت لـ"عاجل": "سأتحدث عن معاناتي: أخرج من بيتي في الثالثة والنصف فجرًا.. تاركةً أبنائي الصغار تحت رحمة الخادمة.. لا أعلم كيف يخرجون وبأي طريقة". وأضافت: "وسيلة التواصل بيني وبينهم الهاتف الذي غالبًا ما يكون بلا خدمة.. أما ابني الصغير (ثلاث سنوات) فلا أراه إلا أسبوعيًّا، فقد تكفلت والدتي به، جزاها الله خيرًا، برغم معاناتها الصحية، وإذا بلغ بنا الشوق فالطريقة هي الاتصال المرئي.. وكأنني بعثت للعمل خارج وطني.. أما معاناتي الاجتماعية فغيابي عن بيتي ١٢ ساعة يوميًّا كفيلة بعزلة اجتماعية، فضلا عن التعب والإرهاق والمشقة اليومية". وتابعت: "نصل إلى المدرسة وننسى معاناتنا داخل الفصول، ونحتسب الأجر عند الله تعالى، ولكن مبنى المدرسة المتهالك لا يمكن أن يطلق عليه مجمع. فصول ضيقة لا تخلو من الحفر، ودورات مياه تخلو من أقل الاحتياجات من إنارة وماء صحي نظيف". فيما قالت معلمة أخرى: "أود أن أضيف معاناتي وصوتي إلى أصوات معلمات أم سديرة، كوني أعيش في منطقة تبعد عن المدرسة مئات الكيلومترات، مما يترتب على ذلك استخدامي لجميع وسائل النقل من أجل أن أصل إلى المدرسة، ولا تتوفر إلا بشق الأنفس، تاركةً بذلك طفلي الصغير، وبذلك أكون مضطرة إلى تكرار معاناتي أسبوعيًّا للاطمئنان عليه، مما يجعلني أعيش حالة نفسية سيئة جدًّا، فلست أستطيع إحضاره معي، كوني أسكن وحدي بدون والده، وسبق أن قدمتُ طلبًا للحصول على إجازة دون جدوى". وفي صورة أخرى للمعاناة قالت معلمة ثالثة: "أخرج من المنزل قبل الفجر، وأركب مع سائق أجنبي، وأترك أطفالي الأربعة وحدهم مع الخدم بالمنزل، وأتحمل خطر الطريق من صلاة الفجر في محطات غير آمنة، وأقطع مسافات كبيرة في مناطق مهجورة، مع العلم بأن الطريق مليء بالجمال، وأتعرض كثيرًا لسوء الأحوال الجوية من غبار ورياح ومطر، وكذلك ملل السائق وغفوته كثيرًا بالطريق من طول المسافة، وقطعها يوميًّا، وأيضًا المدرسة غير مهيأة بدورات مياه؛ فالمياه فيها ملوثة، والكهرباء مكشوفة، وتتعرض للانقطاع كثيرًا". وتوافقها معلمة أخرى تتحدث عن ضعف الخدمات في المبنى قائلة: "المبنى متهالك، وغير صالح للبيئة التعليمية، ومن ذلك: قلة التهوية، وضعف الإنارة في الفصول الدراسية، والأرضيات إسمنتية غير مستوية لكثرة الحفر، مما يسبب صعوبةً في المشي عليها، والمكيفات مهملة ولا تجدي نفعًا صيفًا ولا وشتاء، وخلل في الكهرباء، وخصوصًا وقت الأمطار، وكثيرًا ما تنقطع الإنارة لساعات". كما أشارت إلى "عدم توفر غرف مهيأة للكادر التعليمي، وعدم توفير مكاتب خاصة بالمعلمات، فضلا عن أنهن يأتين وقد أنهكهن عناء الطريق، فلا بد من وجود مكتب خاص لكل واحدة لجلوسها أثناء تأدية عملها المكتبي، ودورات المياه سيئة جدًّا، سواء من ناحية الإنارة أو من ناحية تصريف المياه ومن ناحية نظافتها، وهي غير صالحة للاستعمال لتضرر بعضها، مما يضطرنا لاستخدام المياه المحلاة المعبأة، فضلا عن أن بعض المعلمات منهن الحامل التي لا تستطيع الاستغناء عن دورة المياه". ويبلغ عدد منسوبات المجمع ٣٨، ما بين إدارية ومعلمة، وعدد الطالبات ١٥١، ويقدر عدد المعلمات المغتربات بـ15 معلمة، يأتين يوميًّا من الرياض مسافة ٣٠٠ كلم صباحًا و٣٠٠ كلم مساء تقريبًا.
مشاركة :