تجاوز المنتخب السعودي خطوته الأولى في تصفيات آسيا وكأس العالم بنجاح نسبي وإن كان الفوز تحقق من ركلة جزاء وبمستوى غير مقنع، لكنه حصل على ثلاث نقاط مهمة في مسيرته نحو نهائيات كأس العالم 2018، وهذا هو الأهم، وكشفت المباراة كثيراً من أخطاء البدايات والتي يمكن تلافيها لاحقاً كضعف بعض العناصر المختارة والحاجة لمهاجمين حقيقين وتأخر المدرب في التغيير أثناء المباراة على الرغم من وضوح الخلل في طريقة اللعب، هذا بالنسبة للوضع الفني للمباراة أما الوضع الجماهيري فقد لبت الجماهير النداء وحضر أكثر من 40 ألف مشجع صفقوا وشجعوا جميع اللاعبين بلا تمييز في وقت كان خلف الشاشات من تفرغوا للتنظير وقيادة رأي عام ضد المنتخب مهما كانت النتيجة، وهم فئة شاذة أطلقت تعصبها من عقاله وبدلاً من أن تخجل من نفسها على عدم دعم المنتخب بالحضور والمساندة ذهبت لإثارة أمور لا يصدقها إلا عقول مريضة تغلغل فيها الإيمان بنظرية المؤامرة والشك حتى النخاع فأصبح تنفيذ ركلة جزاء قراراً أصدر من المنصة وليس من المدرب هؤلاء لا يمكن وصف شكوكهم ودخولهم في النوايا بالعيب ذلك أن العيب من أهله لا يستغرب فمواقفهم تتلون بلون أنديتهم ولهم نقول: كفوا اذاكم عن المنتخب ولاعبيه وادعموه بصمتكم فذلك وربي هو أفضل ما تقدمون فليس من مصلحة المنتخب في هذه المرحلة أن يثار أي موضوع هدفه لاعبي الأندية فقد تلاشت الألوان وقد توشحوا بـ»الأخضر» ووجب دعم الجميع والرفع من معنوياتهم وشكر المحسن منهم وتوجيه السيء أو نقده النقد البناء إن كانت مصلحة الوطن تهمهم كما يزعمون. اللاعبون بذلوا جهدهم وحصلوا على ما يريدون ولو كان بصعوبة وغادروا عقب المباراة مباشرة إلى ماليزيا لملاقاة العراق الثلاثاء في مباراة لن تكون سهلة أبداً فخسارة العراق من استراليا لا تعني أنه فقد الأمل بل العكس قد تكون مبارياته المقبلة هي بداية الانطلاق وهو ما يعني أن على لاعبينا مضاعفة الجهد وعلى الجهاز الفني تلافي أخطائه التي اعترف بها وأسماها سوء التنظيم باختيار أفضل العناصر التي توصله للهدف من أقصر الطرق وتكون سبباً في تعدد مصادر الخطورة بدل حصرها في رأس الحربة فقط. نقاط العراق مطلب ملح والفوز سيكسب اللاعبين الثقة في إمكاناتهم وقدرتهم على المنافسة وانتزاع التأهل شرط أن يبقى المدرب في الرياض بعد مباراة ماليزيا ليتابع مباريات الدوري ويختار لاعبيه للمرحلة المقبلة إن فعلها أجزم أنه سيغير كثيراً من عناصره وخصوصاً المهاجمين.