قلنا في مقالنا الجزء الأول- إن من أهم الأهداف التي تحققها الزيارة التي سيقوم بها سمو الأمير محمد بن سلمان إلى الصين واليابان وترؤُّسه وفد المملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين التي ستحتضنها مدينة هانغشتو الصينية في أوائل شهر سبتمبر، تحقيق التطلعات التي تنتهجها الحكومة الرشيدة في تحقيق رؤية 2030، وستكون أجندة الأعمال مملوءة بطرح عديد من الفُرص الاستثمارية لدى البلدين ودعوة رجال الأعمال في هذين البلدين إلى الاستثمار في المملكة العربية السعودية تطبيقاً للسياسة التي انتهجتها المملكة مُؤخراً في تنويع مصادر الدخل وفتح آفاق الاستثمار للعالم أجمع أملاً في أن تكون المملكة العربية السعودية من أقوى اقتصاديات العالم بحلول عام 2030. ولا شك أن تعزيز العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية ناهيك عن الجانب الأهم «الاقتصادي» يأتي في المقام الأول ونحن نعيش ونتعايش يوميّاً مع الصناعات الصينية واليابانية، فهذه الخطوة الرائدة والزيارة التي تحمل في مضمونها الرؤية الثاقبة لمكانة هاتين الدولتين وعقد الشراكات معهم لمستقبل مُزهر واستثمارات عوائدها على المدى البعيد، تصب في صالحنا أولاً وأخيراً. فالأهداف التي أطلقها سموه في إبريل المُنصرم وإطلاق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية تهدف إلى تنمية القطاعات غير النفطية، وجذب استثمارات أجنبية وتوقيع عقود بمليارات الريالات تهدف إلى زيادة الجُرعات الاستثمارية ومنها سيكون من الطبيعي والبديهي في الأمر الاستفادة من هذه الجرعات التي سيستفيد منها الوطن والمواطن في المقام الأول.فجميع الاستثمارات ستعود بالنفع العام وسيرى المواطنون قريباً جدّاً تلك النقلة النوعية والكمية والكيفية في الاستثمار وكيفية الاستفادة من الفُرص المتعددة التي ستطرح أمامهم وما ينقصهم سوى الاندماج في هذه العملية التنموية.. ولا ينقصهم سوى الانخراط والمُشاركة في عملية البناء والتنمية؛ فهم جُزء لا يتجزأ من هذه المصادر ومن عوامل النجاح، وستكون الفُرص أمامهم أقوى وأكبر وسيكون هُناك عشرات من فُرص العمل ممّا يُخفف العبء على الحكومة في عمليات التوظيف واحتضان الخريجين، وسيكون للقطاع الخاص دور كبير جدّاً في تلك المرحلة، المهم أن نكون مُستعدين لهذه النقلة النوعية والتوسعية والمتنوعة في عمليات الاستثمار، وأهمها «استثمار العقول» وبناء العقول الباحثة عن أجمل الفُرص للمُشاركة الفاعلة في النهوض بهذا الوطن؛ فالمواطن شريك أساسي في أهداف الرؤية وبرنامج التحول الوطني 2020 ومنه وإليه تتجه بوصلة النجاح، ومنه وإليه ستكون العوائد الإيجابية ورُبما أكثر ممّا يتوقع نظراً لكون الأجندة وبرنامج الرحلة ليمتلئان بالحقائب المُفرحة لهذا الوطن أهمها توقيع اتفاقيات مع البلدين في مجالات الطاقة وخطة للتعاون مع الصين في تخزين النفط الخام، ورُبما أطلق الأمير محمد وطرح على قمة العشرين خطته الاقتصادية التي تتضمن إنفاقاً حكوميّاً بقيمة 270 مليار ريال خلال السنوات الخمس المقبلة.قمة العشرين سيكون لها وقع مُختلف جدّاً مما كانت عليه في السابق كونها تنعقد في مدينة هانغشتو في أقصى الجنوب الصيني، التي لا يتجاوز عدد سكانها سبعة ملايين نسمة وهي إحدى مدن مقاطعة جيجيانغ وهي أحد أهم مهود الحضارة الصينية سكنها الإنسان قبل 4700 سنة ويوجد في المدينة مسجد قديم يعود لأكثر من ألف سنة تقام فيه الصلوات وصلاة العيد، وفيها عدد لا بأس به من المُسلمين يعيشون في أمن وسلام وتراحم بين بقية الديانات، وفيها عشرات من الجامعات العريقة في شتى العلوم، أقول تختلف كون العالم برمته يمر بمرحلة انتقالية وتفكك وإرهاب وإخفاقات اقتصادية تطول معظم البلدان في العالم وأهمها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحروب في الشرق الأوسط وقضية الانقلاب الفاشلة في تركيا، فهذه قطعاً ستكون انعكاساتها قوية جدّاً على اقتصادات الدول.وتستضيف الصين الدورة الجديدة لقمة العشرين التي تعقد اليوم وغداً حيث يترأس سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الوفد المرافق لحضور القمة. ونحن نعيش في أواخر الأشهر المُتبقية من عام 2016، نرى ونلمس التطورات المتسارعة في مُجتمعنا ونُشاهد النقلات النوعية في عمليات البناء والتطوير ونشعر بمدى اهتمام ولاة الأمر وشغفهم برفاهية المواطن وفق رؤى اقتصادية طموحة معتمدة على خطط مدروسة تسعى من خلالها إلى إيجاد عشرات من فُرص النجاح ممّا ينعكس أولاً وأخيراً على أبناء هذا البلد.
مشاركة :