بدأ يوم أمس في الجنوب الصيني توافد رؤساء دول العالم، لعقد قمة مجموعة العشرين في دورتها العشرين، وتعتبر هذه القمة أكبر قمة عالمية يشارك فيها قادة أكبر عشرين دولة في العالم من حيث النمو الاقتصادي، وقد تأسس (هذا المنتدى عام 1999 بسبب الأزمات المالية في التسعينات. ويمثل ثلثي التجارة في العالم كما يمثل أكثر من 90% من الناتج العالمي الخام). وتبحث قمة العشرين التي يحضرها الأمير محمد بن سلمان مترئساً الوفد السعودي للقمة، التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم، لكن النقاشات والحوارات الجانبية بين القيادات العالمية، هي ما يشغل بال المحللين السياسيين خارج خارطة القمة، التي أصبحت عادة سنوية ينتج عنها قرارات مصيرية نظرا لحضور جميع القيادات العالمية. تأتي قمة العشرين في عامها العشرين في ظل تحديات ليست اقتصادية فقط، لكنها تحديات أخرى تشمل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي ضربها الإرهاب في عدة دول عربية واستقر في سوريا، وتضاربت الأنباء عن تسويات سياسية عالمية قد تحل الوضع السوري، بعد أن اختلف القادة الكبار على وضعها في قمة الـ 19 التي عقدت في الأناضول بتركيا السنة الماضية. لكن اليوم لا مجال لعدم الاستقرار؛ فقد ضرب الاقتصاد العالمي ضربات متعددة وانهارت كثير من الدول نتيجة عدم الاستقرار، مما زاد الإرهاب قوة في تلك المناطق المتنازع عليها، ومع دخول القوتين الروسية والأمريكية في حل القضية السورية على طاولة مفاوضات، وكذلك إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر مزيد من التنازلات الإسرائيلية، وترك مبادرة السلام تأخذ مجراها في ظل المفاوضات الدولية والعالمية. ويرى كثير من المراقبين أن هناك لقاءات مرتقبة ستجمع وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الروسي، لمناقشة الوضع الجاري في المنطقة والتدخلات الروسية التي يجب أن تصب في مصلحة الشعب لا مصلحة الفرد (بشار)، كي يستقر الوضع في الشرق الأوسط، كما أن الرؤية العامة لحل كافة القضايا أصبحت متوافقة لنشر الإسلام والاستقرار الذي تنشده المملكة لكافة العواصم العربية، وقد أصبح الوضع في حالة من التأزم الذي يؤثر على الوضع الاقتصادي المنعكس على الأفراد. إننا اليوم أمام حالة من مفترق الطرق في ظل وجود هذه القمة العالمية المؤثرة على جميع الدول من خلال قراراتها المصيرية، لذا يرى كثير من المحللين السياسيين أنها يجب أن تختلف عن قمة الأناضول؛ برؤية حديثة متوافقة في بناء السلم الأهلي للدول المتنازعة، كي تستطيع بقية الدول العالمية دخول سباق التنمية، وصناعة مجتمع مدني مستقر في بلدانها.
مشاركة :