يدخل الكثيرون في حالة الغيبوبة نتيجة اصطدام الرأس بجسم صلب، أو بسبب السكتة الدماغية، أو نمو ورم بالدماغ وغير ذلك من الأسباب، والغيبوبة هي حالة من الفقدان الكامل والمستمر للوعي. تمكن طبيب من جامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس، من علاج مريض في حالة من الغيبوبة يبلغ من العمر 25 عاماً، وذلك بواسطة الموجات فوق الصوتية وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التقنية لذلك الغرض، وإذا تم إدراجها كعلاج لتلك الحالة فإن ذلك سيكون وثبة في مجال علاج حالات الغيبوبة لا سيما أنه علاج غير غازي للجسم وكل ما يمكن عمله لمريض الغيبوبة حتى الآن هو الحفاظ على صحة جسده خلال تلك الفترة وفي ظروف معينة يتم العلاج بتحفيز عمق الدماغ حيث يتم زرع أقطاب كهربائية عميقاً بمنطقة المهاد بين قشرة الدماغ والدماغ المتوسط، وهي إجراء خطر نوعاً ما لكونه يتطلب الدخول عميقاً داخل الدماغ وبالرغم من أنه فعال في بعض الحالات إلا أنه لا يمكن إجراؤه بصورة واسعة، ويتم استهداف منطقة المهاد دون غيرها من مناطق الدماغ أثناء ذلك العلاج الغازي لأن تلك المنطقة تلعب دوراً مهماً في توليد التيقظ واستمراره في كل من حالتي النوم واليقظة؛ أما الطريقة الحديثة التي استخدمت مؤخراً في علاج إحدى حالات الغيبوبة فهي الموجات فوق الصوتية منخفضة تركيز النبضات لتحفيز المهاد والتي كانت ذات نتائج جيدة في تحسين حالة المريض إضافة إلى كونها طريقة غير غازية للجسم وتعمل بقسم معين بالدماغ لاستثارة الأنسجة به، ولأن الطاقة الصوتية الصادرة عن الجهاز تتولد بمستويات منخفضة فإن الجهاز يعتبر آمناً بدرجة كبيرة. ويقول الباحثون إن الأمر يحتاج إلى مزيد من التجارب للتأكد من أن تلك النتائج الإيجابية لم تكن نوعاً من التزامن مع استخدام العلاج، حيث إن استعادة مريض الغيبوبة لوعيه شيئاً فشيئاً أمر ليس بالغريب وسط تلك الحالات، وفي حالة ثبوت فاعلية التقنية فإن العلاج بها يصبح من أسهل الطرق وأقل غزواً وربما في المستقبل يمكن تركيب الجهاز داخل الخوذة ليكون العلاج أكثر سهولة ويكون أداؤه مستمراً.
مشاركة :