حظر إنتاج المركبات الكيميائية المعروفة بـ مركبات الكلور العضوية بالولايات المتحدة منذ السبعينات، وذلك بعد ثبوت ضررها على الإنسان مثل كثير من المركبات والمواد الكيميائية الأخرى. كشفت دراسة حديثة نشرت نتائجها بمجلة آفاق الصحة البيئية، أن التعرض لمركبات الكلور العضوية ما زال موجوداً وأنه يضع الأطفال على حافة الإصابة بالتوحد، ومن تلك المركبات ما يعرف اختصاراً بـ DDT وPCBS واللتان شاع استخدامها بدرجة كبيرة خلال الخمسينات والسبعينات كمبيدات حشرية وفي مواد التشحيم وفي العوازل ووجد أن التعرض لتلك المواد المحظورة خلال فترة الحمل قد ارتبط بضعف النمو العصبي للأجنة كما أنه يؤثر في الغدة الدرقية لدى كل من الأم والجنين والذي يؤدي بدوره إلى تأخر نمو الجنين، وبالرغم من أن تلك المركبات قد تم حظرها منذ ما يقارب 40 عاماً إلا أن أثرها يبقى بالبيئة لعشرات السنين متراكماً بالتربة وبرواسب البحيرات في دهون الحيوانات لذلك يعتبر المصدر الرئيسي لوصول تلك الكيماويات إلى جسم الإنسان هو تناول اللحوم والأسماك. قام العلماء من معهد دريكسل للتوحد التابع لجامعة دريكسل في فيلادلفيا بالبحث فيما إذا كان التعرض لمركبات الكلور العضوية مرتبطاً بحالات التوحد في دراسة شملت 1,144 طفلاً ولدوا بولاية جنوب كاليفورنيا بين عامي 2000 و2003 وشملت الدراسة كذلك أمهات أولئك الأطفال، ووجد أن 545 طفلاً منهم أصيبوا بالتوحد و181 طفلاً لديهم إعاقات ذهنية بدون توحد، و418 طفلاً لا يعانون تلك الحالات؛ وتبين تعرض أولئك الأطفال لتلك المركبات الكيميائية من خلال فحص عينات الدم للأمهات خلال الأشهر 4-6 من الحمل وبالمقارنة مع الأطفال الذين كانوا أقل عرضة لمادة PCBS قبل ولادتهم، وجد أن الأطفال الذين تعرضوا لتلك المركبات بدرجة أكبر كانوا أكثر عرضة لحالة التوحد وذلك بنسبة 80%؛ ويقول الباحثون إن الآثار السلبية ترتبط بمدى درجة التعرض لتلك المركبات وليس فقط مجرد التعرض أو عدم التعرض لها، أما فيما يتعلق بالإعاقات الذهنية فقد وجد العلماء أن زيادة التعرض للمادة PCBS يضاعف من تلك الحالة مقارنة بالأطفال الذين كانوا أقل عرضة لها عندما كانوا أجنة داخل بطون أمهاتهم.
مشاركة :