رغم تراكم الإشكاليات التي واجهت وتُواجه أمانة جدة، وعدم اكتمال البنية التحتية للمدينة من مشروعات مياه، وصرف صحي، ودرء لمخاطر السيول، وشبكة تصريف الأمطار، ومشروعات الكهرباء والهاتف.. وغيرها، وهي مشروعات تخص جهات حكومية مُتعدِّدة، لم يتم الانتهاء منها حتى الآن، ناهيك عن أن الأمانة في فترة ماضية، ومنذ عشرين عامًا، لم تُنفِّذ مشروعات لفك الاختناقات المرورية كالجسور والأنفاق، ناهيك عن أنه لم تكن هناك ثمّة خطط إستراتيجية قصيرة أو طويلة المدى تسير عليها الأمانات -سابقًا- خلافًا لما هو قائم اليوم، إلا أن هناك كَمًّا مِن المشروعات تُنفَّذ حاليًا في معظم أنحاء جدة من جسورٍ وأنفاق، وحدائق وواجهات بحرية، ومشروعات أخرى، لا يتسع المقال لذكرها، وما ترسية مشروعات بقيمة 3.6 ألف مليون ريال في عامٍ واحد؛ بخلاف مشروعات شركة جدة للتطوير العمراني، الذراع الاستثماري للأمانة، إلا مُؤشِّر جيّد على أن ثمّة جهودًا تُبذل، وإنجازًا على أرض الواقع يلمسه الجميع. وبرغم النقص الهائل في عدد الموظفين والمهندسين، إلا أن هناك نموًا وتطويرًا مستمرًا بالأمانة، وبالتأكيد يوجد -أيضًا- بعض القصور في بعض الخدمات، إلا أن هناك سيلًٌا مِن الانتقادات تُصَبّ على الأمانة وموظفيها؛ أغلبها غير مُنصف.. فمن حقنا أن ننتقد ونُظهر القصور والسلبيات، ولكن بشرط أن يكون هذا النقد هادفًا بنّاءً ويهدف للمصلحة العامة، أما إذا كان النقد للتقليل من جهود وإنجازات العاملين في ظل غياب المعلومة -عند هذا الناقد- فهذا غير مقبول، لأنه لن يؤدي الغرض منه. انتقدتُ الأمانة كثيرًا ومازلتُ وسأستمر في انتقادها، ولكن نقدي كان بنّاء ويهدف للمصلحة العامة، وسيرى القارئ العزيز في مقالاتي القادمة مناقشات وأطروحات تحوى انتقادات وإنجازات تهم المواطن مع عدد من المسؤولين في الأمانة، وذلك خلال بحثي عن المعلومة من مصادرها، لعدم تكرار انتقاداتي الخاطئة، كما حصل سابقًا، والتي صحّحها لي معالي الأمين، وأحرجتني معه. وخلال تجوّلي في الأمانة للبحث عن المعلومة الصحيحة، فوجئت بإحباطٍ كبيرٍ يصيب معظم موظفي الأمانة من بعض وسائل الإعلام من «صحفٍ وبرامج تلفزيونية.. إلخ»، ومن بعض كُتَّاب المقالات، الذين وجّهوا بعض التُّهم كـ «الفساد» لبعض موظفي الأمانة، ولا سيما في كارثة سيول جدة، فبعض الكُتّاب والمواطنين اتّهموا بعض موظفي الأمانة، ومازالوا، بأنهم كانوا وراء كارثة مدينة جدة أثناء هطول الأمطار.. وهذا غير صحيح البتة. فهل كان يعلم هذا الناقد بعدم توفُّر شبكة لتصريف مياه الأمطار ودرء مخاطر السيول -آنذاك-؟! وهل كارثة السيول الناتجة عن هطول الأمطار حدثت في مدينة جدة فقط، ولم تحدث في مدينةٍ أخرى؟، وهل تم اعتماد المبالغ المالية المطلوبة لتنفيذ مشروعات درء مخاطر السيول وشبكة تصريف الأمطار آنذاك، ثُمَّ تقاعست الأمانة عن تنفيذها؟! بالتأكيد -كما أعلم، وكما نرى- لم يحدث ذلك. إذًا كيف نُوجِّه كل هذا الانتقاد للأمانة وموظفيها؟! وهل اعتذر مَن انتَقد وكَتَبَ اعتذاره؟! وما هو موقف الناقد عندما يعلم أن نقده بعيدٌ عن الحقيقة، وأنه قد اتهم غيره بدون وجه حق؟!. ليست هناك مشكلة في توجيه النقد لأمانة جدة وموظفيها، فالجميع هناك أشعروني بترحيبهم بالنقد بشرط أن يكون صادقًا بنّاءً، وليس فاقدًا للمعلومة، وبالتالي ينتقص من جهود الآخرين. وبكل صدق وشفافية، عندما تَوغّلتُ في الأمانة، اطمأننتُ بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، ولا أُخفي عليكم أنَّني قد سَعدتُ كثيرًا عندما أهداني الدكتور «هاني أبو راس» كِتَابًا يُوضِّح الخطّة التشغيلية لمشروعات الأمانة خلال الأربعة أعوام القادمة، وهذه الخطّة يتم بموجبها مناقشة وزارة المالية لاعتماد ميزانية الأمانة، وسعدتُ -أيضًا- عندما أحسستُ من حديث معالي الأمين أن الأمانة تعمل بخطط مُمنهجة في جميع الإدارات، وأن ما تم ويتم إنجازه يكون بمشاركة الجميع. وبسؤالي عن مشروعات النظافة والطرق، والحفر الوعائية والسفلتة، وتراخيص البناء والمشروعات، أحالني معالي الأمين إلى المكاتب المختصّة، وطلب مني الكتابة بكُلِّ أمانة وصدق، حيثُ إن أمانة جدة ومنسوبيها يَسعدون بتزويدي والآخرين بأي معلومة نحتاج إليها، وسأستمر عزيزي القارئ في الكتابة عن إنجازات الأمانة؛ وتوجيه النقد الهادف البنّاء إليها في بعض مقالاتي القادمة، فإذا كان لدى القارئ العزيز سؤالً يخصُّ الأمانة، فبالإمكان التواصل معي -كالمُتّبع- عبر إيميلي الموجود في نهاية هذا المقال. ولإعطاء كُلّ ذي حقٍّ حقّه أقول: نشرت هذه الصحيفة في عددها رقم (18556) خبرًا مفاده: «أعلنت مؤسسة عمداء المدن والتي تتخذ من لندن مقرًّا لها اختيار أمين محافظة جدة ضمن قائمة الترشّح الأولية لأفضل رئيس بلدية في العالم لعام 2013م».. نسأل الله لمعالي الأمين السداد والتوفيق. Hussain1373@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (38) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :