في مقالٍ سابق طلبتُ من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة تأسيس شركة مساهمة لتطوير بعض الأحياء العشوائية بجدة على غرار شركة المدينة المنورة للتطوير والتنمية بهدف تطوير المناطق العشوائية، ولحاجة مدينة كمدينة جدة لشركة مساهمة لإعادة تطوير وتأهيل المناطق العشوائية التي تجاوزت الخمسين حيًا عشوائيًا، فالعشوائيات كانت ومازالت تمثل هاجسًا لقاطني مدينة جدة، إذ التطوير الذي تشهده مدينة جدة في شتى المجالات بات لا يتلاءم ووجود مثل هذه العشوائيات التي لا تليق بالمكان ولا بالإنسان، بيئيًا، وصحيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا. إلا أن أمانة محافظة جدة قد فاجأت الجميع بباكورة مشروعاتها لتطوير المناطق العشوائية، وكان ذلك قبل عدة شهور، حيث نشرت الأمانة عبر الصحف إعلانات عن عقارات سيتم إزالتها في كل من أحياء غليل وبترومين، بهدف تطوير مثل تلك الأحياء العشوائية، والبعض قد راهن على أن مثل هذا المشروع لن يرى النور كالمشروعات السابقة له، والتي أعلن عن تطويرها سابقًا مثل قصر خزام، والسبيل، والهنداوية، والرويس، وتمّ وأدها في مهدها، لكن أمانة جدة التي تعمل برؤى وبخطط إستراتيجية واضحة ومحددة وكما أفادني بذلك شخصيًا معالي أمين جدة خلال لقائي معه، حيث قامت الأمانة بتنفيذ ما وعدت به، بل وحولت الحلم الذي راود قاطني محافظة جدة إلى واقع وحقيقة ملموسة كونها بدأت بالفعل بمشروع تطوير المناطق العشوائية بأحياء غليل وبترومين جنوب جدة، حيث باشرت بلدية الجامعة إزالة العقارات البالغ عددها 720 عقارًا منزوعة الملكية لصالح مشروع التطوير، ويشمل المشروع تنفيذ 8 شوارع رئيسة تخلخل تركيبة الأحياء العشوائية، وتساهم في وصول الخدمات بالطريقة الصحيحة. والواقع أنه قد تم بالفعل العمل بالمشروع، وتم من خلاله إزالة العقار رقم 273 الواقع بالشارع (2 القادري) بعد أن تم استلام العقار من المالك وتسليمه شيك التعويض (جريدة الرياض). وبدوره فإن معالي الدكتور هاني أبو راس قد وجّه بلدية الجامعة بضرورة الإسراع في تنفيذ خطة الأمانة لتطوير المناطق، وإعادة تأهيلها بعد توفر اعتماد التعويضات اللازمة لنزع الملكيات والتي من أبرز أهدافها تحسين بيئة المناطق العشوائية، وتوفير أفضل الخدمات لسكانها، وهذا المشروع ما هو إلا بداية لمشروعات أخرى سيتم النشر عنها لاحقًا. قد استبشر الجميع خيرًا بهذه الخطوة من قبل أمانة جدة والتي تأتي باكورة مشروعاتها لتطوير الأحياء العشوائية، التي كما أسلفنا لا تتلاءم ومكانة المملكة الاقتصادية. إن أمانة جدة مؤمنة تمامًا بأن التطور ما هو إلا تحسين البيئة الصحية والاجتماعية والاقتصادية للإنسان بغية الرقي به، فسعت وتسعى لتوفير البنى التحتية والصحية والتعليمية وغيرها لأجله، بخطوات دقيقة محسوبة، فالإنسان هو أساس التنمية وإنجازاتها. فهنيئًا لسكان غليل وبترومين مشروع التطوير والعقبى إن شاء الله لباقي المناطق والأحياء. Hussain1373@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (38) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :