«كلاي بي بي دجي» ظاهرة الراب التونسي المثيرة للجدل

  • 9/5/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

«أحتاج إلى جرعة من الأدرينالين كل صباح لأتمكن من النهوض والذهاب إلى العمل» يقول شاهين (شاب تونسي في الخامسة والثلاثين). ويتابع: «سوء الظروف التي أمر بها أصبح يدفعني إلى الرغبة في الموت وحين بحثت عن محفز لاستعادة شعلة الحياة صادف أن استمعت إلى أغنية «البركان» لمغني الراب «كلاي بي بي جي» لتبدأ حياتي شيئاً فشيئاً في التحسن وتحولت الطاقة السلبية التي لازمتني لسنوات إلى قوة داخلية وسلام نفسي». «البركان»، «شراني»، «ما يحبوش الاحترام» هي أغان لمغني الراب التونسي كلاي فاقت نسب مشاهدتها 5 ملايين على رغم منع بثها في القنوات الإذاعية والتفزيونية لما تتضمنه من كلمات بذيئة وشتائم ضد المجتمع والسياسيين والأمنيين. متابعو كلاي من تونس والجزائر وليبيا والمغرب ومصر أجمعوا من خلال تعليقاتهم على مواقع التواصل على قدرة هذا النوع من الغناء الشبابي على تغيير مزاجهم اليومي وشحن أرواحهم بمعاني القوة والقدرة على محاربة مصاعب الحياة وتحدي الأعداء والخروج من حال الفقر إلى ساحات النضال من أجل كسب لقمة العيش بشرف. هذه المعاني المغلفة بأنغام موسيقية قوية بأداء ينافس ما يقدمه أهم مغني الراب العالميين وكلمات نابية وشتائم مغرقة في القبح أصبحت ملجآ لآلاف الشباب من الجنسين لقدرتها على التعبير عما يقاسونه من صعوبة ظروف فرضتها عليهم حكومات متعاقبة اتسم أداؤها بالفشل وإغراق الشباب في مزيد من البطالة واليأس. كيف تحول هذا الشاب البسيط ذو الملامح الخشنة التي تعكس البيئة الفقيرة التي جاء منها إلى ملهم لآلاف الشبان قادر على ملء المسارح ومنافسة أعتى الفنانين التونسيين والمشارقة؟ من الملاكمة اتجه أحمد بن أحمد الملقب بكلاي نحو غناء الراب وأثارت أغانيه المطالبة بتقنين المخدرات وإهانة السلطات وإدانة الظلم إعجاب متابعيه وغضب السلطات السياسية والأمنية ما كلفه السجن لمرتين خلال سنتي 2013 و2015. ثم وعلى إثر إصدار العفو عنه استقبل كلاي استقبال الأبطال ليصطدم بخبر قيام بعض زملائه القدامى من مغني الراب المعارضين بالخضوع لإغراءات الأحزاب السياسية وقيامهم بإصدار أغان تجارية تتعارض مع مبادئ فن الراب. على إثر هذه الحادثة اختار كلاي العمل بصفة منفردة مندداً بما قام بعض زملائه من خيانة للمبادئ التي اتفقوا على الدفاع عنها منذ الثورة. وتتفاوت آراء النخبة المثقفة والسياسيين في تونس حول ما يقدمـــه كلاي من إنتاجات فنية متفردة. ويرى فيه البعض إساءة للموسيقى لما تتميز به من تجاوز للأعراف واعتداء على الأخلاق الحميدة. هذا في حين يرى آخرون أن الظرفية السياسية والاقتصادية تحتم التمرد على السائد من أجل خلق حال غضب من شأنها أن تحافظ على اتقاد شعلة الثورة التي خبت وكادت تندثر. يضيف شاهين متحدثاً بحماسة شديد عن تأثير كلاي في حياته: «بغض النظر عما تفعله هذه الأغاني في دماغي وروحي من أثر إيجابي وشعور بالقوة فحياة هذا الشاب التونسي المنحدر من بيئة فقيرة تعتبر قصة نجاح. فبالإضافة إلى نجاحه في الخروج من حال الفقر وتحوله إلى مغني الراب الأول في تونس، فهو أصبح من الأشخاص المؤثرين في الملايين من متابعي هذا الفن المتعطشين إلى الأمل والحلم كما أنه عمل بوعي على الحفاظ على مبادئ فن الراب المتمثلة في محاربة الفساد والتنكر للمادة في سبيل التأثير في الحكومات والمجتمعات على حد السواء».

مشاركة :