لا أتصور وسيلة إعلامية تحترم نفسها، تحجب رأيا يحمل نقدا لـها، أو تحذف اسمها منه، وهي التي تبث كل يوم عشرات الانتقادات، لكل ما هو سلبي من السلوكيات، وتزعم أنـها ترحب بالرأي الآخر، وما درت أنـها بـهذا الحجب تدين نفسها بنفسها، وتنـزلق مع الرأي المتزمت، وعندما ترفض نشر النقد الموجه لـها، فإنـها تفتقد المصداقية، وترى أنـها فوق النقد، ومعلوم أن النقد البناء والموضوعي، هو أداة اتصال مع الوسيلة الإعلامية، التي يتم فيها العمل، والإنتاج، ولكنها لا تسمح بنشر نقد، كان بوسعها الرد عليه، في إطار العمل الإعلامي المنظم، والرغبة في أن تكون منبرا، فتغير زاوية النظر إليها، عنـدما تجد نفسها أمام حقائق موضوعية، لا يسمح العقل السليم بالقفز عليها. فرق كبير وبون شاسع، بين وسيلة إعلامية تحترم نفسها، والمتلقين لـها فتفرد مساحة من النقد الموجه ضدها، لتدلل على أنـها تتقبله، وتتفاعل معه، ووسيلة تكمم الأفواه، ولا تعمل على بث رأي هي على عدم استعداد لتقبله، وتلجأ لشن حرب باردة عليه، وتكرس تسطيح الوعي، وإذ ذاك تكون صورتـها قاتمة، بتوظيفها هيمنة عدم البث، والوقوع في أطر إعلامية ضيقة لا تخدمها، وتعني بالتالـي تبعيتها لتكميم الأفواه، ولا تصبح قوة تعين نفسها، مع منطق تقبل النقد. لقد غدا واضحا الآن، أن هناك اتجاها يزداد انتشارا، يؤكد أن نقد الوسيلة الإعلامية خصما وعدوا لـها، ويؤثر سلبا على اتجاهات صانعي القرار فيها، مع أن بوسعها التخلي عن النتائج الوخيمة المترتبة عليه، والمحكومة دوما بالـهدف الذي تتوخاه، فإذا كان الـهدف تكميم أفواه المنتقدين، بثقافة تجعل الوسيلة الإعلامية، حاملة لواء التخلف، فإنـها تفتح آفاقا وإمكانيات، لا تستطيع التعرف من خلالـها، وعن قرب، على صورتـها الحقيقية، التي تريد بثها، والدفاع عنها. badr8440@yahoo.com
مشاركة :