اعتاد المواطنون في منطقة عسير على تحمل طوابير الأزمة السنوية كـ"تحلية المياه"، متحملين عناءها ومشاقها، أملا في قرار مسؤولي ينهي تلك المعاناة، فيما يعتبرونها أزمة ربما يكون لها بدائل أو يستطيعون الصبر عليها، ولكن كشفت مقاطع فيديو تظهر أزمة طوابير قوائم الانتظار للحصول على خدمة صحية بمستشفى عسير المركزي "اليتيم" بمنطقة عسير كاملة، تلك الطوابير التي تعالت أصوات أصحابها مؤكدين أنها أزمة لا يمكن الصبر عليها، كون المرض لا ينتظر تأخر قرار المسؤول. الأزمة مزمنة المواطنون لم يجدوا متنفسا للتعبير عن معاناتهم إلا من خلال مواقع التواصل الاجتماعية، فيما تصدر موقع التواصل "تويتر" القضية وتداول المواطنون هاشتاق #طوابير_الموت_في_عسير، أكدوا من خلاله أن معاناتهم أزلية منذ سنوات، ولم تكن وليدة اللحظة، أو أزمة مؤقتة يمكن الصبر عليها وتجاوزها، وعبروا من خلال تغريداتهم بالهاشتاق أنهم يعانون من طوابير تسجيل المواعيد، يليها الحصول على مواعيد بعد فترات زمنية تمتد لأشهر طويلة، ومنها الحصول على أشعة، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل امتعض البعض من خدمة الطوارئ وآخر الحصول على خدمة علاجية أو سرير تنويم بحجة "لا يوجد سرير". مشاريع عالقة أوضح المدير التنفيذي لمجلس الاستثمار بمنطقة عسير عبدالعزيز المتحمي، في تغريدة له عبر حسابه بـ"تويتر" أن الآمال في مدينة الملك فيصل الطبية المعتمدة منذ عام 1419 وللأسف لم تر النور من نحو 18 عاما، فيما أكد المغرد فريد خليل أن الضغط الهائل على مستشفى عسير المركزي منذ افتتاحه قبل عقود في ازدياد وبلا حل، والوضع يتجه للأسوأ بعد إلغاء مستشفى أبها العام. الفيديو خير سلاح أظهرت مقاطع الفيديو أصوات المنتظرين لبعضهم البعض، لترك بحثهم عن الخدمة والتوجه لطرق أبواب المسؤولين عن الخدمة الصحية بالمنطقة، فيما لجأ آخرون إلى تصوير مقاطع فيديو ورفعها لعلها تكون أسهل في إيصال صوتهم لصاحب القرار. وبين الفيديو قوائم طويلة للمراجعين تمتد لخارج أسوار صالة الخدمة، ويظهر بها كبار السن، أنهكهم تعب الانتظار، وفضل بعضهم الجلوس على الأرض، أو على بعض "الصبات" الأسمنتية غير المخصصة للجلوس، إضافة إلى بعض الرسائل الصوتية، مؤكدون أنهم حاضرون منذ ساعات الدوام الأولى، ولم يكن أمامهم موظفون ينجزونهم. الصحة تعتذر تفاعلت الشؤون الصحية بمنطقة عسير مع المقطع المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي، عن مرضى ينتظرون تسجيل مواعيدهم بالعيادات الخارجية لمستشفى عسير المركزي، ورفع المتحدث الرسمي لصحة عسير بالإنابة سعيد مداوي الأحمري، اعتذار إدارة المستشفى لكل المرضى والمراجعين، منوها إلى أن ذلك حدث بسبب تداخلات عند التسجيل بعد وصول مرضى لديهم مواعيد في اليوم نفسه، وكذلك حضور آخرين لتأكيد مواعيد لهم حسب آلية كانت متبعة مسبقا، والتي تم استبدلها بنظام آلي يسمح بإرسال المواعيد إلكترونيا برسائل نصية توضح اسم المريض والعيادة بالرقم واسم الطبيب. وأضاف الأحمري، أن النظام الآلي يسهم في خدمة المراجعين واستقبالهم وفرزهم وفق التخصص والعيادة، مشيرا إلى أن إدارة المستشفى تؤكد أنها بصدد تحديث العديد من الإجراءات ومشاريع التحسين بما يخدم مصلحة المريض سواء في تقليص فترة الانتظار بالعيادات إلى النسبة المتعارف عليها عالميا أو فترة معاينة المريض من التحويل حتى العرض على الطبيب، وسيكون ذلك واقعا ملموسا لدى المرضى -بأذن الله- خلال الفترة القادمة.
مشاركة :