ونحن نعيش أفضل الأيام التي يتقّرب فيها العبد إلى ربّه حيث يؤدي الملايين من المسلمين فريضة الحّج. ونظراً لأن أداء هذه الفريضة يتطّلب مجهوداً مُضاعفاً، لذا يجب أن يحرص حجّاج بيت الله جميعاً حتى الأصحّاء منهم، على صحتهم وسلامتهم. يحتاج المرضى المصابون بأمراض مزمنة إلى الرعاية الصحية المنتظمة في تناول الأدوية وعمل التحاليل المتكررة. من أكثر تلك الأمراض شيوعاً داء السكري حيث ينقسم إلى نوعين الأول يصيب الأطفال عادة ويعتمد اعتماداً كلياً على جرعات الانسولين التي تعطى للطفل المصاب بشكل يومي.. النوع الثاني ويصيب عادة من هم فوق سن الأربعين ممن لديهم الاستعداد الوراثي لذلك او نتيجة لقلة الرياضة.. السمنة.. وجود اصابات بداء السكري في العائلة وغير ذلك من العوامل الخارجية الاخرى التي تساعد على ظهور هذا المرض. في النوع الثاني قد يكون هناك نقص في هرمون الانسولين وزيادة في مقاومة الخلايا له حيث يعمل الانسولين كوسيط بين سكر الدم «الغذاء» والخلية المستهلكة للطاقة. ولحل تلك المشكلة يحتاج المريض إما الى علاجات عن طريق الفم بعضها يعمل على خفض تلك المقاومة وزيادة حساسية الخلية للانسولين بحيث تتقبل هضم الجلوكوز وبالتالي خفض سكر الدم أو في حالات اخرى يحتاج الى دعم الجسم بجرعات محددة من الانسولين. ويستطيع مريض السكري، تماماً كأي شخص آخر، أداء مناسك الحج بسهولة ويُسر وبدون مضاعفات إذا ما قام باتباع مايلزم من الاحتياطات والتعليمات الضرورية والتي تتعلق بمرض السُكّري وعلاجاته، وينبغي عليه أن يبدأ بالعمل بها قبل الذهاب إلى الحج بفترة زمنية كافية. زيارة الطبيب المعالج قبل الحج من الضروري جداً أن يقوم مريض السُكري بزيارة الطبيب المعالج بفترة زمنية كافية - شهر على الأقّل- وذلك للآتي لمناقشة الإجراءات والتعليمات اللازمة والمتعلقة بالخطة العلاجية والتعديلات في العلاج التي قد يحتاجها المريض أثناء الحّج وذلك حتى يتمكّن من أداء فريضة الحّج بسلامة وبدون مضاعفات. أيضاً قد يقوم الطبيب المُعالج بإجراء فحص طبي شامل إذا استدعى الأمر. من أجل الحصول على العلاج الكافي خلال فترة الحّج. لمراجعة الأعراض والعلامات المختلفة والتي تُصاحب هبوط مُعّدل سكر الدم أوارتفاعه. لمراجعة التدابير الوقائية والعلاجية والإسعافية لهبوط أو ارتفاع سكر الدم. لمعرفة كيفية الوقاية من الأمراض المنتشرة في الّحج. إعداد شنطة السفر ينبغي على المريض بالسكّري أن يقوم بتجهيز حقيبة مخصصة للأدوية والمستلزمات المتعلقة بعلاج السكري، ويتّوجب عليه أن يحملها في حقيبة يده لا في حقيبة الملابس حتى يتسّنى له الوصول إلى علاجاته بسرعة إذا احتاجها. محتويات حقيبة الأدوية المخصصة للحج على المريض بالسكّري أن يتأكد من أن حقيبة الأدوية تتضمن الآتي: بطاقة تدل على أن المريض مُصاب بسكّري الدم وتحتوي على قائمة باسماء الأدوية والعلاجات المستخدمة وذلك لاستعمالها عند الطوارئ، لا قّدر الله، حتى تسهل معالجة المريض. كمية كافية من علاجات سكّري الدم (الأنسولين أو الحبوب الخافضة لسكر الدم) والتي كتبها الطبيب المعالج. حقن الجلوكاجون أو قطع حلوى أو قطع من السكر لاستخدامها في حالات انخفاض مستوى السكّر في الدم. إذا كان العلاج هو الإنسولين, فمن الضروري حمل وسائل لحقن الأنسولين من إبر أو أقلام حقن مع مواد مطهرة. حافظة للجليد يوضع فيها الأنسولين للحفاظ عليه من التلف أثناء السفر في الأيام الحارة. جهاز لقياس مستوى السكّر في الدم مع عدد من علب شرائط التحليل تكفي لفترة الحج، وبمعدل 4 شرائط تحليل لليوم الواحد على الأقّل. مستلزمات أخرى ضرورية ملابس قطنية خفيفة ومريحة وأحذية واسعة. شمسية بيضاء للوقاية من الشمس وأشعتها الحّارة حتى يتجنب المريض ضربة الشمس والإجهاد. الأمور العامة التي يجب على مريض السكّري مراعاتها أثناء السفر ينبغي على الحاج أن يحمل معه في حقيبة اليّد وجبات طعام تحتوي على النشويات كالخبز أو الكعك حتى يتفادى التعّرض لهبوط في مستوى سّكر الدم وعلى الأخص أثناء الزحام في المطارات او المشاعر المُقّدسة. يجب على مريض السكر أن لا يهمل في أخذ العلاج الخاص به في أوقاته المحددة وجرعاته الصحيحة. ويجب الالتزام بمواعيد حقن الانسولين ومواعيد كل وجبة طعام وفق جدول تأثير الإنسولين ووفق ما يقوم به المريض من جهد بدني وحركي. أما إذا كان مريض السكري يتداوى بالحبوب، فينبغي ابتلاع الحبة في موعدها الصحيح. ملاحظة أعراض ارتفاع أو هبوط سكر الدم أثناء أداء الشعائر فيجب على مريض السكري أن يلاحظ أعراض انخفاض السكر ويعالجها فوراً بدون أي تأخير مع أخذ قسط من الراحة مابين 15-20 دقيقة حتى يستعيد نشاطه. يجب على الحاج المريض بسكري الدّم التوقف عن قيادة السيارة عند ظهور أعراض هبوط سكر الدم، والمبادرة سريعاً لمعالجة نقص السكر في الدم حسب تعليمات الطبيب المُعالج، وعدم معالجة الحالة أثناء قيادة السيارة. عند أداء الطواف والسعي، على مريض السكري أن يختار الأوقات الباردة نسبياً وأن يبتعد عن المناطق المزدحمة. كما يجب عليه تناول وجبة خفيفة وشرب الكافي من الماء قبل الشروع بالطواف والسعي، وبإمكانه أن يرتاح بين الأشواط إذا كان بحاجة لذلك. من الضروري المحافظة على نظافة القدمين أثناء السفر، وذلك بغسلها بالماء الدافئ والحرص على عدم إصابتهما بالرضوض أو الجروح. يجب الانتباه من الاصابة بالعدوى وأكثر المناطق تعرضاً للالتهابات هي: القدمان، لذلك يجب حمايتهما بانتعال الحذاء المناسب و عدم المشي حافياً. كما يجب الاهتمام بالطيّات الجلدية بين الفخذين وتحت الإبط، وهي معرضة للإصابة بالفطريات لذا يجب تهويتها وغسل العرق عنها. أيضاً يجب الحرص على نظافة الأكل لأن بعض الأطعمة قد تكون ملوثة وغير منظفة قبل تناولها. كما ينبغي التأكد من نظافة أمواس الحلاقة قبل الاستخدام. الحرص على النظافة الشخصية خصوصاً أثناء الحلق والتقصير وقّص الأظافر. وتجنب التعرض للشمس منعاً من حدوث الحروق الجلدية، ولا بأس في استعمال المراهم الواقية، وترطيب لباس الإحرام بالماء بين حين وآخر. -يجب على مريض السكر أن يستخدم الشمسية للوقاية من ضربات الشمس، ويفضل أن يبقى داخل الخيمة في الأوقات شديدة الحرارة وأن يشرب الكثير من الماء والسوائل والعصيرات. وفي الختام أخي الحاج وأختي الحاجة، أتمنى من الله لكم دوام الصحة والعافية، وحجاً مبروراً وأنتم بخير صحة وعافية. استشاري طب الأسرة تابع سكر الدم بانتظام حافظ على صحة القدمين
مشاركة :