كلمة الفقع هي جمع لكلمة الفقعة وهذا ما يطلق عليه في الجزيرة العربية وقد يطلق عليه في بلدان أخرى الترفاس أو نبات الرعد أو بنت الرعد أو العبلاج أو الكمأة وهو ما يعرف قديما بهذا الاسم واسم العائلة من الفطريات تسمى الترفزية Terfeziaceae ويظهر الفقع بعد نزون المطر في اول الشتاء حيث يظهر الفقع في بعض المناطق المعروفة بأنها أرض فقع وتظهر التشققات على سطح الأرض دلالة على نمو الفقع وتجمع حوله الحشرات الطائرة ويظهر الفقع على عمق 5-30 سم من سطح الأرض وتزن الفقعة من 10 إلى 400 جرام ودائما يظهر الفقع وبجانبة بعض الأشجار التي يعلق علها وهذه الأشجار المعروفة تدل على تواجد الفقع في هذه المنطقة ويكثر الفقع بعد نزول المطر في قرب نهاية فصل الشتاء. والفقع أو الكمأة ينمو تحت سطح الأرض وليس له اجزاء فوق سطح الأرض. فليس للفقع ورق ولا سيقان او جذور او زهور وحيث ان نمو الفقع في الصحاري وقرب الاشجار الكبيرة مثل شجر البلوط ويكون الفقع تحت سطح الأرض في مجموعات من سبع الى حوالي 20 فقعة ذات اشكال كروية عديدة ذات لون بني فاتح او غامق او مسود او ابيض والسطح املس او مجب نتيجة لوجود حبيبات الرمل او التربة العالقة بالفقع،وهو ذو جسم رخو سهل الكسر وليس صلباً سهل التفتيت. مع انتشار بيع الفقع في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع ومع نزول الأمطار عدة مرات اثناء فصل الشتاء يكثر موسم الفقع ويتنافس خروج الناس للبحث عنه في مناطقه المعهودة ويزداد الحديث في المجالس عن الفقع وكيف الحصول عليه وفوائده والمحظوظ من الناس الذي جمع اكبر كمية منه وعن عرضه في الأسواق المحلية وتزداد المبالغة في بيعة بأسعار خيالية ويتكلم اهل الخبرة بفوائده ومنافعه فمثلاً في مناطق شمال المملكة وفي المدن الكبيرة تجد كلاً يبيع ما جناه وجمعة او ما ينقله إلى المحافظات داخل المملكة او مدن الخليج الأخرى مثل الكويت يتسابق الباعة المتجولون على الأسواق والشوارع العامة، والمستهلكون يدفعون غالي الأثمان للشراء وفي اول موسم الفقع يشتريه محبو الفقع بمبالغ خيالية يصل الكرتون إلى الفين أو ثلاثة آلاف للكرتون ويتفنن طباخوه واحسن طريقة لطبخه وضعه في قصدير مع قليل من الملح ويوضع داخل الجمر (الفحم المشتعل). وينمو الفقع متكافلا مع نبات الرقروق ومتصلا بجذوره ويوجد العديد من انواع الفقع ومنها الخلاسي ولونه احمر غامق وله قشرة صلبة والنوع الآخر زبيدي ولونه ابيض وله رائحة مميزة ويرغبه كثير من سكان وسط المملكة والنوع الآخر جباء ولونه يقرب إلى الغامق المسود والهوبر ولونه مسود. ويختلف الفقع باللون والطعم والرائحة والحجم والشكل وهذه الأنواع تحددها الأرض والتربة وصلابتها ونوع الأشجار التي تنمو حولها. ويوجد فقع يصدر إلى المملكة ودول الخليج من دول شمال افريقيا مثل تونس والجزائر والمغرب وليبيا ويشحن الفقع بالطائرات من هذه المناطق إلى دول الخليج ويباع بأغلى الأثمان. وعادة الفقع بعد الحصول عليه من تحت سطح الأرض يعبأ في صناديق من الخشب او الفلين في أماكن باردة ومظلمة ولا يجب حفظه في اكياس من النايلون او البلاستيك لانه يتعرض للفساد بسرعة. المكونات الكيمائية للكمأة (الفقع) الفقع يحوي نسبة عالية من البروتين تصل إلى حوالي 10% ومواد نشوية تصل إلى 15% ودهون بنسبة قليلة حوالي 1% وحسب جهاز ICP-MS وهو من الأجهزة الحديثة يوجد عناصر معدنية أهمها الكالسيوم CaوالبوتاسيومK والصوديوم Naالفسفور PوالمجنسيومMg والكوبلت CO والكروم Cr والحديد Fe والمنجنيزMn النحاسCu والزنكZn والسيلينيومSe وكمية هذه المكونات حسب التربة والمناطق المتواجد فيها الفقع. ويحوي الفقع فيتامينات ب1 (B1) و ب2 (B2) كذلك فيتامين أ (A) ويحوي الفقع الأحماض الأمينية (Amino Acids) وبتحليل الفقع بالأجهزة الحديثة وجد انه خال من المعادن الثقيلة السامة مثل الرصاص (Pb) والزرنيخ (As) والزئبق (Hg) والكادميوم (Cd) والثاليوم (Tl) وهذا حسب التحليل لمكونات الفقع بجهاز ICP-OES. فوائد الفقع عديدة فهو يبني الجسم لاحتوائه على البروتين النباتي النافع مثله مثل اللحوم وهي بروتينات حيوانية ويحتوي على الياف واحتوائه على العناصر المعدنية فهو مقوّ عام للجسم ينفع للشعر والأظافر وتجديد الجلد وعدم الشيخوخة وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم (الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين) ومن فوائد الكمأة يستعمل لعلاج التراخوما وهي احد أمراض العين المستعصية وتكثر في الأوساط الفقيرة والتي تنعدم فيها النظافة. ويجب تقشير الفقع ثم غسلة قبل طبخة لعلوق كمية عالية من التراب والرمل على سطحة ويطبخ من نصف ساعة إلى ساعة كاملة ولا يؤكل الفقع وهو نيئ اي غير مطبوخ او مشوي لأنه يسبب عسر الهضم ويسبب انتفاخات وسوء الهضم لذلك من يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي عليه تجنب الفقع او اكله بحذر وكذلك قد يسبب بعض انواع الفقع الحساسية فمن اكل الفقع فعليه مراقبة صحته فإذا احدث له حساسية او سوء هضم او غير ذلك فعليه تجنب أكله أو تناوله.
مشاركة :