تحدث ماهربندر المطيري : لقد عشت اياما صعبة في العراق ومطاردات من قبل النظام العراقي ، والاختفاء في أماكن متفرقة، وكذلك تدمير مستقبلي سواء من ناحية الدراسة أو العمل، لكن الأهم من ذلك عودتي إلى أحضان أبي. وبين المعاناة كانت صعبة جدا، وبدأت تحديدا بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي،، فقال: فعلا عشت اياما صعبة لن انساها أبدا تمثلت في الخروج من بلدي وفراق اهلي ومطاردتي من قبل السلطات هناك والتخفي في أماكن مختلفة لعدم وجود ما يثبت هويتي، فضلا عن حرماني من الدراسة طيلة هذه السنوات بسبب عدم وجود مستندات خاصة بي. حقا تعبت جدا وأنا أبحث عنه طوال هذه الفترة، ولم أترك مكانا إلا وذهبت إليه، لكن خلال كل ذلك لم أفقد الأمل، وكان عندي شعور وإحساس بأنني سوف أعثر عليه في النهاية. كنت أريد لقاءه على أحر من الجمر، كنت أعد الأيام والساعات لالتقي به بعد حرمان دام 26 سنة، كنت مشتاقا لرؤية والدي واعمامي ووضح ماهر لم اكن مصدق عندما اخبرتني والدتي قبل سنتين ان لديها رقم تلفون جدي في الكويت وعلى الفور بادرت بالاتصال بهم ورد علي احد ابناء عمي وطلبت منه رقم والدي من اجل التواصل معه لكن لم أتواصل والدي معه لظروف، وحاولت مرارا وتكرارا الاتصال به مرة أخرى وتم الوصول إليه، وكانت صدمة بالنسبة لي ولم أصدق ذلك، وكأنه حلم بالنسبة لي، حيث كان تلفون المنزل هو الخيط الذي من خلاله تمكنت من الوصول الية وتحدث والد ماهر المطيري وجاءني اتصال منه وقمت بالتحدث معه من خلال الأخذ والعطاء، هل هو ابني أم لاحتى أيقنت أنه ابني، حيث تم التواصل معه خلال السنتين الماضيتين عن طريق الواتساب وطلبت منه تسليم نفسه للصليب الأحمر في العراق وفعل ذلك. وبين وقت اختفاء أبني ماهر ، وفي أول يوم للاحتلال كنت على رأس عملي ألبي الدفاع عن الوطن، ولم أستطع الوصول إلى منزلي إلا ثاني أيام الاحتلال، وبعد التحرير ذهبت إلى منزلي ولم أجد ابني الذي كان يقيم مع أمه. تواصلت مع الصليب الأحمر وزودتهم بالمستندات الخاصة بولدي ماهر، وقمت بالتنسيق مع السفارة الكويتية ووزارة الداخلية والجهات المسؤولة الرسمية وطلب مني عمل فحص (DNA) وفعلت ذلك وكانت النتائج إيجابية، بالإضافة إلى عمل التحقيقات اللازمة معي بشأن ابني ماهر. كانت بدية اللقاء ولدي ماهر عبر منفذ العبدلي البري بوجود فريق أمني، وبحضور ممثلين من الهلال الأحمر الكويتي، وكانت فرحة لا توصف على الإطلاق، حيث إنني أصبحت الآن إنسانا آخر. حياة ابني خلال الفترة الماضية كانت مدمرة بالكامل، والآن كأنه توه مولود طفل وعمره 26 عاما، حيث لم يدرس طيلة هذه السنوات، وكذلك من الصعب ايجاد وظيفة له، فضلا عن عدم وجود شهادة تؤهله للعمل أتقدم بالشكر لصاحب السمو الامير وسمو ولي عهده وسفارة الكويت في العراق ووزارتي الداخلية والخارجية وكل المسؤولين الذين قاموا بتسهيل عودة ابني الى بلده الكويت، ولا انسى الشكر الموصول الى فهد السويحي من ادارة الجنسية والجوازات على ما قام به من دعم ومساندة.
مشاركة :