طغى الحديث عن الأيديولوجي على حوارات الضيوف في بهو فندق إنتركونتننتال، وكان كتاب الباحث العراقي الدكتور عبدالحسين شعبان «الحبر الأسود والحبر الأحمر» محور حوار دار بين الدكتور يوسف مكي والقاص خليل الفزيع والمؤلف. فيما فتح الدكتور عبدالحميد الأنصاري نقاشا مع الدكتور مرزوق بن تنباك حول كتاب ابن تنباك عن «الوأد عند العرب»، وتوقف الأنصاري مع المؤلف عند نقائض جرير والفرزدق، مؤكدا أن ابن تنباك تقاطع مع الدكتور طه حسين في تطبيق نظرية الشك المنهجي، ولم يخفِ الأنصاري إعجابه بالحراك الثقافي في المملكة، وهامش الحرية المتاح للمؤلفين والكتاب، كون الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتخذ قرارات حضارية باعتماد مركز للحوار الوطني أمكن من خلاله تفكيك كثير من إشكالات المجتمع بالحوار والجدل بالتي هي أحسن. ووصف الأنصاري قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين 30 امرأة في مجلس الشورى بالمتسق مع المعايير الدينية والاعتبارات الحضارية المراعية سبل التعاون بين الجنسين وفق ضوابط الإسلام. وعلى صعيد حوارات الشعراء في البهو، وصف الشاعر المغربي إدريس علوش مهرجان الجنادرية بالشرفة الثقافية التي يطل منها السعوديون على ثقافة الآخر، فيما يطل الآخر على فضاء الآخر، ومن هنا تنسج جسور التواصل في المشتركات في إطار البحث والتنقيب المعرفي والحفريات العميقة في مكونات الإنسان العربي ودوره في الحضارة الإنسانية، ما نؤمل من خلاله الحد من التناقضات والتنافر وتغييب العقل على حساب الذاتية المفرطة واللا عقلانية، مؤكدا استعداده للمشاركة في أمسية شعرية مساء الاثنين في «أدبي» تبوك، ويرى الشاعر المصري عزت الطيري أن الجنادرية توفر جماهيرية ضرورية للشاعر، كونه يتفاعل مع نصوصه ومع الجمهور فيرقى في أدائه، مؤملا أن يعيد الشعر تشكيل وجدان المواطن العربي، مبديا سعادته بالمشاركة في أمسية شعرية في «أدبي» جدة مساء الثلاثاء. وعرض مشرف البرنامج الثقافي لمهرجان الجنادرية حسن خليل رؤيته ووجهة نظر القائمين على الفعاليات بهدوء واقتدار، إذ رد خليل على وصف البرنامج الثقافي بالنخبوي بقوله إن القرية الشعبية تقدم صورة للفلكلور والفنون والصناعات والحرف والموروث الإنساني في المملكة، فيما يقدم البرنامج الثقافي دور المفكرين والمثقفين في آراء عامة، كون الثقافة اليوم لا تتجاوز إبداء الرأي، ووافقه أستاذ علم الاجتماع الدكتور بكر باقادر الرأي في قدرة الجنادرية على فتح آفاق الحوار مع الآخر وتفعيل الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص وبين النخب الثقافية في المملكة وخارجها، فيما أثنى الشاعر الإماراتي عبدالكريم معتوق على سعة أفق القائمين على المهرجان، كونهم لا يقصرون الدعوات على المتوافقين مع سياسات المملكة، بل يستضيفون سنويا من يختلف معهم، كون الاختلاف جزءا من سيرورة الحياة ويعطيها نكهة تخرجنا من دوامة النسخ المكررة.
مشاركة :