قصص قصيرة نصان

  • 2/16/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

--> الموكب ه �ذا الصباح ك �ان طائر الموت يحلق فوق رأس �ي، وكنا نستعد للسير معًا ف �ي موكب جنائزي نستقبل فيه ال �راح �ل � ني.. كان ما مضى من سنوات موغلة في اكتشاف ال �ذات قد ضاع دون أن نصل إلى نتيجة.. هنا كان يرقد، وأنا كنت أفتش في ذاكرتي عما كان يشابهني.. كانت تجاربنا.. هو وأنا.. مملوءة بالفشل.. كان ما حولنا من أوراق ذابلة.. تعصف بها الريح، وأعواد يابسة.. كانت تتراقص في فضاء أجوف.. كانت الأجواء مغبرة، وكان يعلوها غمام أسود.. جمعت بعضًا من الأوراق الذابلة، وعودًا يابسًا واحدًا دفنته ب �ج �وار لح �د ق �� ديم.. ان �ده �ش، وتعجب مما أصنع.. وحين رأيته يطارد غرابا قد مزق صوته صوت سكوننا.. اندهشت، وتعجبت مما يصنع.. في الظهيرة كنت قد اشتهيت أن أعود إلى قريتي وتحت ظل شجرة الجميز الوارفة ألتقط لقيمات يقمن صلبي.. هل يشتهي ما اشتهيه ؟ وهل سيأكل مما آكل ؟ كان حينما يفرد جناحيه أعلم أن شمس المغيب قد أتت.. كان موكبا جنائزيا جديدا قد حط رحاله عندنا، ورأيته يتلذذ من وجبة كانت في يديه.. كانت ي �د تشبه ي � دي، وعينان إنهما عيني. القبر الأزهر هي رحلة بدأت.. لكنه لم يكن يعرف أبدًا كيف ستنتهي ك �ان يذهب إل �ى نهايتها كل ليلة.. نهاية الرحلة . وع �ل �ى ال �رص �ي �ف الم �ق �اب �ل كان يجده في انتظاره.. يلوح إليه ثم يمضي . كل ليلة كان يمارس هذه العادة الرتيبة . أوص � ى قبل موته ألا يزرعوا بجوار قبره صبارًا.. الصبار في عادات قومه رفيق القبور . هو لم يكن يريد أن يكون في موته ميتا. ل �ذا أوص �ى أن ي �زرع �وا الزهور ح �ول قبره ب �د من ذل �ك.. وأن يطلقوا عليه.. القبر الأزهر. أسامة سليمان

مشاركة :