«الضيافة الحديثة».. تُرهق الجيوب وتُنعش التجار

  • 2/17/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الأحساء غادة البشر لم تعد المبالغة في أمور الضيافة قاصرة على المناسبات كما هو شائع، بل إن العدوى تجاوزتها لتنتقل للمنازل، خلال الزيارات العادية بين الأهل والأصدقاء، الأمر الذي أنعش سوق الأواني والإكسسوارات المنزلية، ودَعَم المشاريع الصغيرة المتعلقة بطاهيات المنازل وغيرها. أطباق الضيافة وأكدت أم أيمن التي عرفت لدى زبوناتها بهذا اللقب أنها تتلقى بشكل يومي طلبات الضيافة الحديثة ما بين أطباق التورتيلا والكليب هاوس وأنواع المعجنات بالأشكال الجديدة، وأطباق الحلو والآيس كريم وغيرها من أطباق الضيافة الحديثة، وأضافت أن هذه الضيافة مكلفة جداً، حيث تكلف «الصينية» الواحدة ما بين 150 إلى 200 ريال، فكيف بالمجموع الذي قد يصل في بعض الأحيان إلى ألف ريال. أوانٍ باهظة الثمن فيما بيَّن أحمد العلي «تاجر أوانٍ واكسسوارات منزلية» أن مستلزمات وأواني الضيافة الحديثة تدرُّ عليه يومياً أرباحاً كبيرة، حيث تهتم النساء بها بشكل كبير، بل إنها متابعة جيدة لأحدث الموضات وأحدث الأشكال، وقد أصبحت مستلزمات الضيافة الحديثة متوفرة جداً، مشيراً إلى أن أواني الضيافة الحديثة باهظة الثمن، ومع ذلك فإن الإقبال عليها كبير جداً. وفي ذات السياق، تؤكد حصة محمد وهي تاجرة أوانٍ منزلية، أن تجديد الأواني يشغل النساء كثيراً، حيث إنها تتلقى اتصالات وطلبات بشكل يومي، مشيرة إلى أنها توفر الأواني من الصين في أغلب الأحيان، وتبيعها بأسعار متوسطة لتكسب الزبائن، عدا بعض الأواني التي تشتريها بثمن مرتفع قليلاً، وتضطر لبيعها بمبلغ أكبر يدر عليها ربحاً معتدلاً. مرهقة للجيوب من جانب آخر، أكدت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح أن أضرار الضيافة الحديثة أكثر من نفعها، حيث إنها مرهقة جداً لربة البيت، غير أن هذه الرسمية المبتذلة أبعدت الأقارب عن بعضهم البعض نظراً للمبالغة في التحضير للضيافة، فلم يعد في الإمكان التزاور باستمرار بعد كل أدوات واستعدادات الضيافة الحديثة، وهي فضلاً عن ذلك مرهقة للجيوب أيضاً ومكلفة للحد الذي قد يجلب المشكلات بين الزوجين، لا سيما مع ارتفاع أسعارها وإصرار النساء عليها، كما أن السبب وراءها فقط هو محاكاة الموضة والجديد في مجتمع النساء، والافتخار والتباهي دون النظر للعواقب، فالمسألة لا تعدو كونها «تباهي»، تماماً كما يحدث في المناسبات، كما أن المستفيدين منها كالتجار ومصممي الأواني واكسسوارت الضيافة، استغلوا شره النساء وولعهن بالمظاهر والموضة في كل شيء، فارتفعت الأسعار وتعددت الموديلات، وليس التجار وحدهم، بل إن صاحبات المشاريع الصغيرة المتعلقة بالطهي اللواتي يسوِّقن لأنفسهن عبر مواقع التواصل، استفدن بشكل كبير إلى حد الاستغلال، فالأسعار مبالغ فيها جداً ومع هذا يتم الإقبال عليها، فالأضرار اجتماعية واقتصادية، كما أن من تعجز مادياً عن مجاراتهن ستمتنع عن استقبال من تحب من أهلها وصديقاتها وستشعر بالعجز، وستكون فاكهة مجالس النميمة ومحل سخريتهن. وأشارت إلى أن الحياة الاجتماعية لدينا تعاني كثيراً من الضغوطات التي نجحت في تشويه الصورة الجميلة للمحبة والترابط التي كانت رمزاً للمجتمعات الخليجية.

مشاركة :