أنا لا أعلم عنكم، ولكن أنا تعبت نفسياً من الكتابة في السياسة، وقد كنت في السابق أتحاشى الكتابة في هذا الجانب، لأن السياسة ليست ملعبي المفضل لأنني أجد نفسي في مجال آخر. ولكنني اليوم أتحاشى الكتابة في السياسة لأني أخشى أن أقع في المحظور، فأتحول إلى خبر عاجل تتناقله الفضائيات المختلفة، وتحتل صوري وسائل التواصل الحديثة. تعبت وأنا أقرأ المقالات السياسية... تعبت وأنا أقرأ الردود على المقالات السياسية... تعبت وأنا أكتب المقالات السياسية... أصبحت السياسة كسرب من الجراد خيم على هذا الوطن وحجب عنه ضوء الشمس. الجميع أصبح محللاً سياسياً، بدءاً من المراهقين الذين لم يبلغوا الحلم مرورا بالبالغين وصولا للخوادر في بيوتهن، فلا صوت يعلو فوق صوت السياسة. مشكلة الكويت أنها مليئة بالكويتيين... فالكويتيون هم قادة التنظير في كل المجالات: ففي الشأن الاقتصادي، يحللون أزمة الرهن العقاري في أميركا ويعرفون الحلول التي عجز عن إيجادها أباطرة الاقتصاد هناك. وفي الشأن الفني، يتابعون كل الأعمال الفنية، سواء أكانت مسموعة أم مرئية، ولهم القدرة على «احتضان» أي «موهبة» شابة، سواء أكانت محلية أم من احدى الدول المجاورة. أما في الشأن الرياضي، فحدث ولا حرج، ففهم الكويتيين في الرياضة هو الذي جعل الأزمة الرياضية في البلد تمتد لأكثر من 5 سنوات وليس لها حل حتى يومنا هذا. وقس على ذلك في المجالات كافة. فالكويتيون لا يؤمنون بالتخصص، فهم دكتوراه في كل شيء، والدليل أنه لا يوجد كويتي، ليس له ابن عم لم يترشح لانتخابات مجلس الأمة، أو أخ لم يترشح لانتخابات المجلس البلدي. ولا يوجد كويتي لم يترشح لانتخابات الجمعية التعاونية. كما أنهم على استعداد لتشخيص الحالة المرضية لأي شخص بمجرد النظر في عينيه، بل وصرف العلاج له. ولديهم أحصاءات دقيقة عن معدل المال العام الذي يتم اختلاسه يومياً من الميزانية العامة للدولة... ألم أقل لكم أنهم دكتوراه في كل شيء! خلاصة الكلام أنني تعبت من ترديد الكلمات التالية: تحقيق - اختلاس - لجان - فساد - دستور- برلمان - استجواب... تعبت ومللت من هذا التعاطي الممجوج للسياسة في هذا المجتمع. وليس لنا إلا الانتظار، لعل الله أن يحدث بعد ذلك أمر... loginali1900@hotmail.com
مشاركة :