إن كنت ملحناً خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينات، ولم تحلم بأن تغني «كيوبيد الحب» أم كلثوم لك، بالتأكيد سيصفك الجميع بأنك مجنونًا أو فاشلًا، ولا ترتقي ألحانك لمرحلة أن تشدو بها أم كلثوم، ولا يمكن أن يكون هناك سبباً ثالثاً، إذ ما الذي يمنع ملحن أن يقترن اسمه بأم كلثوم، وتمتزج موسيقاه بصوت كوكب الشرق وينضم لقائمة العظماء محمد عبدالوهاب رياض السنباطي، وكمال الطويل، والقصبجي، وبليغ حمدي وغيرهم. لكن ماذا لو عرفت أن مطربين وملحنين عمالقة مثل فريد الأطرش ومحمد فوزي ومنير مراد، الذين ملأت ألحانهم الراديو والحفلات، وغنى لهم معظم المطربين والمطربات خلال هذه الفترة، أن منهم من رفض بالفعل التلحين لأم كلثوم لأنهم اعتبروا أنها لا تصلح لألحانهم. منير مراد على سبيل المثال، اعتبر أن طريقة تلحينه لا تناسب أم كلثوم، ومحمد فوزي ماطلها رغم علاقته القوية بها، وقدم لها بليغ حمدي بديلًا، ولم يلحن لها هو، وآخر أبعدته الخلافات رغم الرغبة المتبادلة بينه وأم كلثوم للمشاركة في عمل فني، وهو فريد الأطرش. فريد الأطرش.. «ألحان لم تكتمل» فريد الذي لامس المجد بصوته وألحانه حتى وصفه عشاقه بأنه موسيقار الشرق الأوحد نكاية في موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، سعى الجميع للغناء من ألحانه، وتعاون مع صباح، ومحمد رشدي، ووديع الصافي، وشقيقته أسمهان، ونور الهدي، كان الجميع يتسابق ليغني له إلا أن عدم غناء أم كلثوم كان لغزًا. يقول فريد الأطرش: «لماذا تمضي السنون وألحاني بعيدة عن أم كلثوم؟ سؤال نغص علي حياتي، وجعلني في دوامة من العصبية والثورة والانفعال.. كلما كانت تطل أم كلثوم بأغنية جديدة؟.. لماذا وأنا الذي سكبت مئات الألحان..كيف أعيش في عصر أم كلثوم ولا ألحن لهذه الهبة السماوية؟ فهؤلاء الذين يلحنون أغانيها باستثناء عبدالوهاب، ليسوا أهم شأنا مني وليس لهم تاريخ حافل بالأنغام كتاريخي». فريد وأمّ كلثوم.. واللّقاء الضّائع.FLV فريد الأطرش يتحدّث عن أمّ كلثوم.. وعن أغنيّة وردة من دمنا الّتي لحنّها لها.. وهي من كلمات الشّاعر اللّبنانيّ بشارة الخوريّ الملقّب بالأخطل الصّغير.. لكن حرم جمهور الرّاحلين من سماعها بصوتها