نشر مواطن تونسي يدعى صلاح الدين السعفي صورتين لقدومه لمكة لأداء فريضة الحج، فصل بينهما نحو 43 عاماً ، راويا كيف كان الحج وقتها وكيف صار من المشقة إلى الرفاهية والراحة. ورمزت الصورتان، بحسب السعفي، إلى الفروقات بين الرحلتين، من تعب ومشقة في الأولى إلى فسحة للعبادة تغلفها الرفاهية في الثانية، عندما حج السعفي أول مرة، عام 1972م (1392هـ)، وكان عمره 25 عاماً، وانطلق على متن الباخرة “الحبيب” وكانت الوحيدة التي تمتلكها تونس، لمدة 10 أيام، ثم تم عزلهم صحيا عند وصولهم جدة لمدة من 3 إلى 10 أيام، للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية. وأشار إلى أن الحجيج كانوا يختلفون في طرق الوصول إلى مكة من جدة، فيركبون السيارات والحافلات والدواب، لأداء المناسك، في مشقة واضحة، ولم يكن هناك تنسيق، فكل حاج ينصب خيمته بنفسه، أما التنقل الآن فيتم بسيارات وحافلات مكيفة ومريحة فضلاً عن القطار. وأضاف، أنه في السابق كان الحاج يتوجه بنفسه قرب بئر زمزم ليشرب منها، وكان أهل الخير يوفرون قوارير لتقديمها للحجيج، كما كان يتحمل عناء أخذ الطعام والشراب والمؤونة التي تكفيه عدة أشهر على الطريق، أما الآن فما من حاجة إلى ذلك، فالطعام والشراب والعلاج متوفرة في كل مكان يصل إليه الحاج ويمر به. ولفت إلى أن التوسعات الضخمة للحرمين المكي والنبوي، كمشروع الجمرات، والقطار، وتوسعة المسعى، وغيرها، جعلت رحلة الحج أيسر وأرفق وأمتع وأتاحت للحاج التخلص من كل همومه ومتاعبه للتركيز أكثر على أداء المناسك.
مشاركة :