أقترح على وزارة الثقافة والإعلام، إجراء دراسة علمية إعلامية، عن رجع صدى (Feedback) القنوات الفضائية التي أطلقها معالـي وزيـر الثقافة والإعلام (د. عبد العزيز خوجة) فقد مضى عليها عدة سنوات، ومازال رجع صداها غائبا، سواء أكان إيجابيا (التأثير المقصود من الرسالة تحقق) أو سلبيا (التأثير المقصود للرسالة لم يتحقق) إذ من المتفق عليه إعلاميا أن «رجع الصدى هو رد المستقبِِل لرسالة الـمصدر، ومن ثم فإن رجـع الصدى رسالة تحمل معرفة عن فعالية الاتصال». الرسالة الإعلامية ــ كما يعلم معاليه ــ حقيقة واقعة من حقائق الحياة، وإذا أرادت أي وسيلة إعلامية، فهم صدى الرسالة، فعليها أن تبادر بمعرفة رجعها عند المتلقين، والحياة اليومية لمتلقي وسائل الإعلام، تعج باستقباله مئات الرسائل، وليس بوسع الوسيلة الإعلامية في هذه الحالة، أن تستبعد معرفة صدى رسائلها، فهي نقطة انطلاق رئيسة، لفهم الرسالة التي تؤديها نحو المجتمع، وتفاعل المتلقين لـها، ومدى تقبلهم أو رفضهم لـها، وهذه من المداخل الضروية، لفهم العلاقة بين الإعلام من جهة، والجمهور المتلقي له من جهة أخرى. الرسالة الإعلامية ــ كما رأى أحد خبراء الإعلام ــ : «تشبه وصفة إعداد الطعام من حيث إنـها وصفة لصنع فكرة» ولما كانت القنوات الفضائية التي أطلت في عهد الوزيـر «خوجه» قدمت أنواعا كثيرة من الطعام، فإنـها مطالبة بمعرفة الطعام الذي يقبِل عليه المتلقي، والطعام الذي يرفضـه، ورجع الصدى من العناصر التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومعرفته يقتضي مناقشته، ومراجعته، وإعادة النظر فيه، إذا تبين أنه غير ملائم، من خلال دراسات علمية إعلامية، ومتى عرفت الوسيلة الإعلامية أصداء رسالتها، فالأرجح أن تدرك المعانـي المقصودة منها، ولكن هناك بعض وسائل الإعلام، يفوتـها معرفة المعنى المراد من رجع الصدى، مع أنـه أشبه بإنسان له عينيان، تشبهان المصابيح الكشافة. المعاصرة والأصالة في الفكر الإعلامي، تعزز بمعرفة رجع صدى الرسالة، ترصده جهة إعلامية محايدة، يوثق في دِينِ القائمين عليها، وأمانتهم، وأخلاقهم، بعيدين عن التطرف الإعلامي «الذي هو دائما عبارة عن رد فعل، إما على وضعية إعلامية، تضيق الخناق على الفرد والجماعة، وإما على رسالة إعلامية غير جادة، تصدم هدوء الفرد، والجماعة».
مشاركة :