عواصم - وكالات - أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس، استعداد أنقرة للتعاون مع واشنطن، من أجل استعادة مدينة الرقة السورية، الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). ومن على طائرته، خلال عودته من قمة مجموعة العشرين في الصين، قال أردوغان للصحافيين، إن «الجيش التركي مستعد للمشاركة في أي هجوم على الرقة». وكان أردوغان أفاد في تصريحات نشرتها صحيفة «حرييت»، بعد اجتماعات في الصين مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين، بأن «أوباما يريد أن نقوم بشيء معاً في ما يتعلق باستعادة الرقة. أعلنّا من ناحيتنا أننا ليس لدينا مشكلة في ذلك، وقلنا فليجتمع جنودنا معاً وسيتم عمل كل ما يتطلّبه الأمر». وأطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي فجر 24 أغسطس الماضي، حملة عسكرية داخل سورية تحت اسم «درع الفرات»، دعماً لـ «الجيش السوري الحر» ولطرد «داعش» من مدينة جرابلس شمال حلب، ومنع الاكراد من تحقيق مكاسب على الأرض. واستطاع «الحر» استعادة عشرات المدن والقرى من «داعش»، على رأسها جرابلس، كما سيطرعلى المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية والواقعة بين جرابلس وإعزاز بعد طرد عناصر «داعش» منها، ودخل قرى ريف مدينة منبج الغربي. في سياق مواز، أشارت مصادر حكومية في أنقرة إلى أن 3 جنود أتراك و2 من «الحر» لقوا حتفهم وأصيب خمسة آخرون خلال اشتباكات مع «داعش» جنوب بلدة الراعي غرب جرابلس، حيث فتحت الدبابات التركية جبهة ثانية. وأفادت وكالة أنباء «دوغان» التركية بأن «مقاتلي (داعش) دمروا دبابتين تركيتين بصواريخ، قرب الراعي، ولقي جنديان تركيان حتفهما في مكان الهجوم، بينما لقي الثالث حتفه متأثرا بالإصابات التي لحقت به». ولفتت وسائل إعلام تركية أخرى إلى مقتل 2 من عناصر «الحر» أيضا. وأعلن «داعش» أن مقاتليه دمروا دبابتين تركيتين باستخدام صواريخ موجهة جنوب الراعي، موضحاً ان العملية جرت بالترادف مع هجوم شنه مهاجم انتحاري ضد «الحر» الذين تدعمهم تركيا في المنطقة ذاتها. في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن «على تركيا أن تكف عن أي خطوات تزعزع الوضع في سورية» في إشارة إلى دخول قوات تركية شمال حلب. ورأت الوزارة ان «مثل هذه التحرّكات تدعو إلى القلق في شأن سيادة سورية ووحدة أراضيها. تصرفات تركيا قد تزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في سورية». من جهة ثانية، بدأت السلطات السورية الافراج عن 169 معتقلاً من عدد من سجون النظام ضمن اتفاق توصلت إليه السلطات الحكومية مع المعتقلين الذين نفذوا عصيانا في سجن حماة المركزي في مايو الماضي. وقال المحامي ميشال شماس، المتابع لملفات بعض المعتقلين السياسيين لـ «وكالة فرانس برس» عبر الهاتف من المانيا «افرج الثلاثاء عن 50 معتقلا، بينهم سبع نساء، من سجن عدرا، و84 آخرين من سجن حماة العسكري»، مشيرا الى انه «تم ابلاغ 31 آخرين في سجن حمص بانه سيتم الافراج عنهم». وبينما أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأنه تم الافراج الثلاثاء عن «86 سجينا على الاقل من سجن حماة المركزي كبادرة من جانب الروس والنظام لتسهيل المفاوضات مع تحالف «جيش الفتح» حول عملية تسليم جثث الطيارين الروس»، ذكر مصدر أمني سوري رفيع المستوى، بأن إطلاق المعتقلين «جاء فقط تنفيذا للمرحلة الثالثة من اتفاق التسوية الذي توصلت إليه السلطات الحكومية مع المعتقلين الذين نفذوا عصيانا في شهر مايو الماضي». كما نفى الناطق العسكري باسم حركة «أحرار الشام» إطلاق المعتقلين مقابل جثث الطيارين الروس، لافتاً إلى أن الجثث لا تزال لديهم ولم يتم التفاوض عليهم حتى الآن. وكان خمسة جنود روس قتلوا مطلع اغسطس الماضي، اثر اسقاط المروحية التي كانوا يستقلونها في محافظة ادلب. إلى ذلك، قال الناطق باسم حركة «النجباء» العراقية، هاشم الموسوي، إن جماعته أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من حلب، خلال اليومين الماضيين لتعزيز مواقعها. وفي لاهاي، اعربت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، أمس، عن «قلقها» من احتمال ان تكون اسلحة كيماوية استخدمت في حلب، حيث نقل عشرات الاشخاص حصول حالات اختناق بعد قيام مروحيات للنظام بالقاء براميل متفجرة. وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» اعلن ان اكثر من سبعين شخصا عانوا حالات اختناق أول من أمس، اثر تعرض حي السكري في حلب للقصف.
مشاركة :