أنقرة «مستعدة» للتعاون مع واشنطن في استعادة الرقة

  • 9/8/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نشرت اليوم (الأربعاء)، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما طرح فكرة عمل مشترك مع تركيا للسيطرة على مدينة الرقة السورية من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأضاف أردوغان أن أنقرة لن تعترض على ذلك. وتابع أردوغان للصحافيين على طائرته أثناء عودته من قمة «مجموعة العشرين» في الصين الاثنين إن الجيش التركي مستعد للمشاركة في أي هجوم على الرقة معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة «حرييت» بعد اجتماعات في الصين مع أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء آخرين «أوباما يريد أن نقوم بشيء معاً فيما يتعلق باستعادة الرقة». وأضاف «أعلنا من ناحيتنا أننا ليس لدينا مشكلة في ذلك وقلنا فليجتمع جنودنا معاً وسيتم عمل كل ما يتطلبه الأمر». وقال إن أي دور تركي يجب أن يحدد في محادثات أخرى. وتابع: «لكن في هذه المرحلة يجب أن نثبت وجودنا في المنطقة. ليس بإمكاننا أخذ خطوة إلى الوراء. إذا أخذنا خطوة إلى الوراء ستستقر هناك جماعات إرهابية مثل داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وحدات حماية الشعب الكردية». وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي اليوم، إن القوات المدعومة من تركيا تتوغل لعمق أكبر في سورية بعد ما قامت بتأمين شريط من الأرض بطول 90 كيلومتراً على الحدود التركية. وقال جانيكلي للصحافيين في أنقرة بعد اجتماع لمجلس الوزراء أيضاً إن 110 من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» والمسلحين الأكراد قتلوا منذ أن بدأت تركيا عمليتها العسكرية في شمال سورية. وفي الحملة التي أطلق عليها اسم «درع الفرات» طردت قوات تركية وحلفاء لها من المعارضة السورية المسلحة «داعش» من المنطقة المتاخمة لتركيا. وقال جانيكلي أيضاً إن أربعة جنود أتراك قتلوا وأصيب 19 منذ بدء العملية في سورية. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إنها تشعر بقلق عميق إزاء توغل القوات التركية وقوات المعارضة السورية المدعومة من أنقرة داخل الأراضي السورية، وأضافت أن هذه التحركات قد تزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في سورية. وذكرت الوزارة في بيان «هذا يثير القلق في شأن سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها»، وتابع البيان «ندعو أنقرة للكف عن أي خطوات تزيد من تزعزع الوضع في سورية». وفي شأن آخر، بدأت السلطات السورية الإفراج عن 169 معتقلاً في إطار اتفاق مع فصائل مقاتلة لتسليم جثث خمسة جنود روس قتلوا مطلع آب (أغسطس) الماضي، بحسب ما أفاد محامي بعضهم. وقال المحامي ميشال شماس المتابع لملفات بعض المعتقلين السياسيين لـ «فرانس برس» عبر الهاتف من ألمانيا «أفرج أمس (الثلثاء) عن 50 معتقلاً، بينهم سبع نساء، من سجن عدرا (شمال دمشق) و84 آخرين من سجن حماة العسكري (وسط)»، مشيراً إلى أنه «تم إبلاغ 31 آخرين في سجن حمص (وسط) بأنه سيتم الإفراج عنهم». وأوضح شماس أن «اللائحة النهائية تضم 169 معتقلاً ضمن اتفاق تسوية مع الفصائل المسلحة مقابل تسليم الأخيرة جثامين الجنود الروس الخمسة»، من دون أن يحدد هوية الفصائل التي يتم التفاوض معها أو موعداً لتسليم الجثامين. وقتل خمسة جنود روس هم ضابطان وطاقم من ثلاثة أفراد، في الأول من آب (أغسطس) الماضي بعد إسقاط المروحية التي كانوا يستقلونها في محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، الواقعة تحت سيطرة «جيش الفتح» وهو عبارة عن تحالف فصائل مسلحة أهمها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدوره أنه «تم الإفراج الثلثاء عن 86 سجيناً على الأقل من سجن حماة المركزي من المعتقلين بتهمة الإرهاب وعلى خلفية التظاهرات التي خرجت ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء النزاع في سورية قبل خمس سنوات». وأشار إلى أنه سيتم إطلاق سراح دفعات أخرى من المعتقلين. وبحسب «المرصد»، تم الإفراج عن هؤلاء «كبادرة من جانب الروس والنظام لتسهيل المفاوضات مع تحالف جيش الفتح حول عملية تسليم جثث الطيارين الروس». يذكر أن روسيا بدأت في 30 أيلول (سبتمبر) 2015 حملة جوية في سورية دعماً للعمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري. ورفع إسقاط المروحية عدد العسكريين الروس الذين قتلوا منذ بدء التدخل إلى 18 قتيلاً. ميدانياً، أفادت مصادر رسمية بأن ثلاثة جنود أتراك قتلوا وأصيب أربعة آخرون في هجوم بقذائف صاروخية استهدف دباباتين أمس، شمال سورية، وهو اول اعتداء ينسب الى تنظيم «الدولة الاسلامية» في هذه المنطقة منذ بداية التدخل العسكري التركية قبل اسبوعين. وكان الجيش أعلن في 28 آب (أغسطس) الماضي، مقتل أحد عناصره وقال انه قضى بيد مسلحين اكراد. وقال الجيش ان الهجوم وقع جنوب قرية الراعي حيث فتحت الدبابات التركية جبهة ثانية في عمليتها في سورية خلال نهاية الاسبوع. وتقع هذه المنطقة غرب جرابلس بالقرب من الحدود التركية التي سيطرت عليها فصائل سورية تدعمها انقرة في بداية العملية. وعرض التلفزيون التركي صور مروحيات عسكرية تحلق فوق الحدود لنقل الجرحى. إلى ذلك، بدأ عشرات المدنيين السوريين اللاجئين في تركيا اليوم بالعودة إلى جرابلس بعد طرد مقاتلي «داعش» منها. وأفاد مصور «وكالة فرانس برس» في المكان أن نحو 250 سورياً يتحدرون من منطقة جرابلس عادوا حاملين حقائب ولوازم شخصية عبر نقطة عبور حدودية قريبة من مدينة كركميش التركية. من جهة ثانية، قال الناطق باسم ميليشيا «حركة النجباء» العراقية هاشم الموسوي اليوم، إن جماعته أرسلت أكثر من ألف مقاتل آخر إلى الأجزاء الجنوبية من مدينة حلب السورية خلال اليومين الماضيين لتعزيز مواقعها. وتقاتل الميليشيا في صفوف القوات الحكومية السورية إلى جانب ميليشيا «حزب الله» اللبنانية في جنوب حلب وشرقها. في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة اليوم، إن القتال في محافظة حماة تسبب في نزوح حوالى 100 ألف مواطن في الفترة من 28 آب إلى الخامس من أيلول، وذلك نقلاً عن الهلال الأحمر السوري ومحافظ حماة. وذكر تقرير الأمم المتحدة أن كثيرين فروا من القتال في المناطق الريفية في شمال وشمال غربي حماة باتجه مدينة حماة والقرى المجاورة. وكان هناك نحو 4500 عائلة تعيش في بلدة حلفايا وفرت 1700 أسرة بينما لا تزال 2800 أسرة محاصرة وسط القتال.

مشاركة :